منتديات دواوين الثقافية و الفنية منتديات تعنى بالأدب والثقافة والفن.
 

 

 رواية وجوه لرجل منسي "الوجه/الفصل-3-" تعودت أن تجفف دمعي ...

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبد المجيد الدهبي
مشرف الرواية
مشرف الرواية
عبد المجيد الدهبي


المدينة : مراكش
عدد المساهمات : 247
معدل النشاط : 349
تاريخ التسجيل : 07/01/2011
العمر : 55
الموقع : www.da-wawin.com

رواية وجوه لرجل منسي "الوجه/الفصل-3-" تعودت أن تجفف دمعي ... Empty
مُساهمةموضوع: رواية وجوه لرجل منسي "الوجه/الفصل-3-" تعودت أن تجفف دمعي ...   رواية وجوه لرجل منسي "الوجه/الفصل-3-" تعودت أن تجفف دمعي ... I_icon_minitimeالأربعاء 16 فبراير - 14:43

تراكمت كل الخيبات علي، وفاض السخط في شكل دموع بركانية تدفع حممها اللامتناهية نحو الفراغ، كنت أحتمي في مثل هذه اللحظات بوجه ليلى المىئكي، حين يومئ لي بوميض أخاذ، كانت ليلى لا تفارق ذهني، تسكنه على الدوام، كنت أحاول ألف مرة أن أحرق كل الذكريات التي لا تزال تضرب موعدها معي، مع ذاكرتي المتعبة، المهترئة، وفي كل مرة أجد نفسي و بدون وعي أفتح رسالة من رسائلها الأسطورية، حيث أبني فجوة أخرى بين حروفها وكلامها السحري، كنت أطلب لحظة هدوء بين حروفها لعلي أطمئن قليلا... فأرسو على بياض الأوراق، كانت رائحتها لا تزال بكل قوتها تنبعث وكأنها بنت البارحة، كلامها كالسحر، كالشعر، تدلت رسالتها أمامي، فبدأت عيناي تسابق حركات أصابعي، إنها إحدى الرسائل المفضلة لدي، والتي لطالما أمعت عيني وأنا أقرأها:
--- حسن عزيزي، لا أدري كيف أبدا رسالتي، لأني وكما عرفتني كثيرة الحيرة في شكل حبي، في مصير حبي، أخاف يا حسن أن يقتله هذا الزمان النفعي، أنت الآن بعيدا كل البعد، عبر كل هذه المسافات اللعينة التي تفصل بيننا، والتي أبت إلا أن تحكم شغفنا بالانتظار وترسم حدود اللقاء المؤجل.
كانت هذه من أحب الرسائل وأقربها إلى قلبي، فقد كنت أرى فيها حبنا، وكيف نما، وكيف عارك السهو والغياب ونظرة الآخرين لنا، ونحن نجوب الدروب والأزقة باحثين عن مؤوى ندفن فيه حبنا الممنوع، كنت أرى دمائي وهي حبلى بكل هذا الوفاء والصدق والحب، كل هذه الأشياء لازالت محفورة في ذاكرتي، أجل إنه حدث وذكرى، والحدث والذكرى لا يفترقان، ثم تستطرد كلامها وتقوزل في جزء آخر من نفس الرسالة:
---- عزيزي حسن، عندما أراك قلقا أفعل ما يرضيك، وعندما أراك فرحا أتجنب مالا يرضيك، وعندما لا أراك أغار ممن يفعل ما يرضيك.
كان كلامها مثل الماء يطفئ النار التي كانت تتأجج داخل صدري، تلغي كل الأسئلة الحائرة وهي تدمي الذاكرة، كان كلامها كالفضاء الواسع حين يحضنك فيمسح الدمع عنك، ويجرك غلى عالمه السحري، فقد تعودت أن تجفف دمعي كلما امتلأت قنوات عيوني.

* يتبع*
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد محمودي
المدير العام
المدير العام
سعيد محمودي


المدينة : الدار البيضاء
عدد المساهمات : 7236
معدل النشاط : 12091
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
الموقع : www.da-wawin.com

رواية وجوه لرجل منسي "الوجه/الفصل-3-" تعودت أن تجفف دمعي ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية وجوه لرجل منسي "الوجه/الفصل-3-" تعودت أن تجفف دمعي ...   رواية وجوه لرجل منسي "الوجه/الفصل-3-" تعودت أن تجفف دمعي ... I_icon_minitimeالإثنين 21 فبراير - 13:51

أخي وأستاذي الفاضل عبد المجيد الدهبي مررت من هنا لكي أحييك على هذا الابداع والامتاع
لك أجمل التحيات ومزيدا من العطاء والتألق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohamed-lui
عضو فعال
عضو فعال
mohamed-lui


المدينة : marrakech
عدد المساهمات : 678
معدل النشاط : 850
تاريخ التسجيل : 05/02/2011
الموقع : www.da-wawin.com

رواية وجوه لرجل منسي "الوجه/الفصل-3-" تعودت أن تجفف دمعي ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية وجوه لرجل منسي "الوجه/الفصل-3-" تعودت أن تجفف دمعي ...   رواية وجوه لرجل منسي "الوجه/الفصل-3-" تعودت أن تجفف دمعي ... I_icon_minitimeالثلاثاء 15 مارس - 12:43

والله إنك لشاعر متمرد مختبأ بين طيات النثر ، أنا أطالبك بديوان ، لأن كل كلامك شعرا ... تلميذك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية وجوه لرجل منسي "الوجه/الفصل-3-" تعودت أن تجفف دمعي ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية وجوه لرجل منسي" الوجه/الفصل-2-
» رواية وجوه لرجل منسي- الفصل/الوجه الثاني-"العرس بداية لفك طلاسم الظلام، والظلام غرفة داخل المرأة"
» رواية وجه لرجل منسي"الفصل/الوجه-2-" تتمة
» رواية "وجوه لرجل منسي" 1- الإهداء
»  رواية "وجوه لرجل منسي" الوجه1( يأتي الموت حين يفر العمر من بين يديك)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دواوين الثقافية و الأدبية :: خلجات سردية (بإدارة مولاي علي درار) :: الرواية-
انتقل الى:  
أركان منتديات دواوين الثقافية و الأدبية