ها الْهَزْلُ يَطْوي الْغَوالـي مُذْهِبَ الغُــرَرِ****يحْتَـلُّ في المجــدِ ما يُهْوي مِنَ الأثـــرِ
يُمْلـــي لـــهُ العجزُ كيْ يختـارَ مُعْتَسِفـــاً****في ساحةِ الدّهرِ خِزيَ المذهبِ النُّكُــــرِ
لا يَسْتَحِـــبُّ لـــه فِكْـــراً يعــــوجُ بـــــه****عن ذِلّـــة السّفـحِ.. فخرُ العِزّةِ الْعَطِـــرِ
يُصاوِلُ التيـــهَ بالإخفـــــاقِ مُبتــــــدءأً****دَرْبَ المهانــةِ.. لا بالنّصْــر و الظّفَــــرِ
لم تُنْهِــــهِ عَنْ قبيـــحِ السّعْي موْعِظَــةٌ****و فــي المواعــظِ ما يُثْنـــي عنِ البَطَـــرِ
شتّـــانَ بين هـــوىً يسْعـــى لصائبـــةٍ****و بيْنَ ذاك الـــذي يسعـى إلـى الـــضَّرَرَ
إنَّ التهـــالُك لــــوْ يَرْقَــــى لمطْلَبِــــه****لا فـرقَ إذ ذاك بيــنَ البُــــرْءِ و الـــوَزَرِ
و لا حيــــاةٌ يــروقُ القلـبَ طائلُهـــــا****و لا خيــــارٌ بــــه رَدٌّ لِمُنْتَظِــــــرِ
ما بــالُ من في الأذى تَبْلـى شواهــدُه****ما هالَـــهُ الأمـــرُ و الأوطــانُ في خَطَرِ
لولا صنيعٌ لـه في الدهر ما رُفِعــــتْ****للعلم مِنْ أنْجُـــمٍ كالشُّهْــــبِ في سَفَــــــرِ
أوْ لانَ عيشٌ و لاحَ اليُسْـــرُ مُحْتفِيـــا****يُلْقي جواهـــرَه فـي عالـــــم الْبَشَــــــــرِ
فاجمــــعْ أواصرَ شمــــلٍ بات آجِلُـــهُ****ذاك البَهِــــيُّ عُلــىً مِنْ كــــانَ في خَبَـرِ
فلا ارْتِقــــاءَ لـــــهُ و البعـــدُ مُحتـــدمٌ****و القلبُ منغلـقٌ و الحــــالُ فـــي سُعُــــرِ
و الضّرْبُ في الظّهْرِ وِزْرٌ يُسْتجابُ لـهُ***من فرطِ غيْـــمٍ على التّمْيِيزِ و النّظــــرِ
فاتْـركْ لبيــبَ النُّـهى يعْــدو لِغايَتِــــه****تلْكَ التي قصْدُها يُحيـي رؤى الْبَصَـــــرِ
و اخْتَرْ علـى باهـــتِ الآمـــال مُتّقِـــداً****آلُ اليبــــابُ ندىً فـي كــــفِّ مُقْتَـــــدِرِ
و انهضْ إلى وارفِ الأمجادِ مُعْتَلِيـــاً****لا شيءَ في السَّفْحِ غَيْرِ السّفْحِ و الحُفَـــرِ
عبد الحق بنسالم
[/size]