بيان تسمية الشام ودمشق تاريخياً
اشتقاق كلمة الشام
ولحق قوم من بني كنعان بن حام بالشام فسميت الشام حين تشاءموا إليها، وكانت الشام يقال لها أرض بني كنعان، ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها، ونفوهم عنها، فكانت الشام لبني إسرائيل، ووثبت الروم على بني إسرائيل، فقتلوهم وأجلوهم إلى العراق إلا قليلاً منهم. وجاءت العرب فغلبوا على الشام.
- والشام فيه وجهان: يجوز أن يكون مأخوذاً من اليد الشؤمى: وهي اليسرى، ويجوز أن يكون فعلى من الشؤم، وقد أشأم: أتى الشام.
- أما الشام فهو فعل من اليد الشؤمى: وهي اليسرى، يقال: أخذ شأمة أتى على يساره، وشأمت القوم ذهبت على شمالهم. وقال قوم: هو من شوم الإبل وهي سودها وحضارها هي البيض. ورجل شآم من أهل الشام.
- سميت الشام بسام بن نوح، وسام اسمه بالسريانية شام وبالعبرانية شيم.
- سميت الشام بشامات لها حمر وسود وبيض، ولم ينزلها سام قط.
- سميت الشام لأنها عن شمال الأرض كما أن اليمن أيمن الأرض.
وقالوا: تشاءم للذين نزلوا الشام,و اسم الشام الأول سورية.
اشتقاق تسمية دمشق
- فقيل: دمشق فعل، من قول العرب: ناقة دمشق اللحم، إذا كانت خفيفة.
- ويقال: إن سيف الدولة سأل عن دمشق: هل يقال فيها دمشقة أم لا؟ فأجيب: إنها لا يقال إلا بغير هاء.
فأعاد الجواب: إن عبد الرحمن بن حنبل الجمحي قال :وهو بعسكر يزيد بن أبي سفيان عند حصارهم دمشق: الطويل
أبلغ أبا سفيان عنا بأننا ... على خير حال كان جيش يكونها
وأنا على بابي دمشقة نرتمي ... وقد حان من بابي دمشقة حينها
- وقيل: إن رجلاً من حكماء الروم قال: إنما سميت دمشق بالرومية وإن أصل اسمها دومسكس أي مسك مضاعف لطيبها لأن دوو للتضعيف ومسكس هو المسك، ثم عربت، فقيل: دمشق.
ذكر تاريخ مدينة دمشق ومعرفة من بناها
- يقال أن أهل غوطة دمشق لا تكفيهم غلاتهم حتى يشتروا لهم من المدينة ورحل ذو القرنين حتى صار إلى البثنية وحوران، وأشرف على تلك السعة، ونظر إلى تلك التربة الحمراء، فأمر أن يناول من ذلك التراب، فلما صار في يده أعجبه، فأمر أن ينزل هناك، وأمر أن يحفر في ذلك الموضع حفيرة، فلما حفروا أمر أن يرد ذلك التراب الذي حفروا إلى المكان الذي أخرج منه، فردوه ففضل منه تراب كثير، فقال ذو القرنين لغلامه دمسقس: ارجع إلى الموضع الذي فيه الأرز إلى ذلك الوادي فاقطع ذلك الشجر وابن على حافة الوادي مدينة وسمها على اسمك، فهناك يصلح أن يكون مدينة، وهذا الموضع بحرها ومنه ميرتها يعني البثنية وحوران فرجع دمسقس ورسم المدينة وبناها وعمل لها حصناً، والمدينة التي كانت رسم دمسقس هي المدينة الداخلة، وعمل لها ثلاثة أبواب جيرون، مع ثلاثة أبواب البريد، مع باب الحديد الذي في سوق الأساقفة، مع باب الفراديس الداخلة.
هذه كانت المدينة، إذا أغلقت هذه الأبواب فقد أغلقت المدينة، وخارج هذه الأبواب كان مرعى فبناها دمسقس وسكنها، ومات فيها. وكان قد بنى هذا الموضع الذي هو المسجد الجامع اليوم، كنيسة يعبد الله فيها إلى أن مات.
- وقيل: إن الذي بنى دمشق بناها على الكواكب السبعة، وأن المشتري بيته دمشق، وجعل لها سبعة أبواب، وصور على كل باب أحد الكواكب السبعة، وصور على باب كيسان زحل، فخربت الصور كلها التي كانت على الأبواب إلا باب كيسان، فإن صورة زحل عليه باقية إلى الساعة.
وقيل: باب كيسان لزحل، باب شرقي للشمس، باب توما للزهرة، باب الصغير للمشتري، باب الجابية للمريخ، باب الفراديس لعطارد، باب الفراديس الآخر المسدود للقمر.
ولما قدم عبد الله بن علي دمشق وحاصر أهلها، فلما دخلها هدم سورها، فوقع منها حجر، عليه مكتوب باليونانية، فأرسلوا خلف راهب، فقالوا له: تقرأ ما عليه؟ فقال: جيئوني بقير فطبعه على الحجر فإذا عليه مكتوب: " ويك إرم الجبابرة من رامك بسوء قصمه الله، إذا وهي منك جيرون الغربي من باب البريد، ويلك من الخمسة أعين، نقض سورك على يديه، بعد أربعة آلاف سنة تعيش رغداً، فإذا وهي منك جيرون الشرقي أديل لك ممن تعرض لك " .
قال: فوجدنا الخمسة أعين: عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.
- ويقال: إن ملك دمشق بنى حصن دمشق الذي حول المسجد داخل المدينة على مسحة مسجد بيت المقدس، وحمل أبواب مسجد بيت المقدس فوضعها على أبوابه، فهذه الأبواب التي على الحصن هي أبواب مسجد بيت المقدس.
============== انتهى
بصرى الشام 17-7-2010