في إطار مواكبة الأعمال الإبداعية وخاصة على مستوى الإصدارات الحديثة؛ عرفت الساحة الثقافية الوطنية ؛ميلاد ديوان جديد للشاعرة - التي تشتغل في صمت - المبدعة إيمان الونطدي وسم بــ " أمهلني.. بعض العبث". كان لقاؤنا بها عبر دردشة لإماطة اللثام عما ضمه الديوان من قصائد متفردة؛ تجمع بين الومضة الشعرية والقصة القصيرة جدا؛ وكذا أشياء أخرى.
س / بداية كيف تقدمين شخصك ؟
ج / مساء معطر بياسمين الحرف و نسيم القصيدة على ضفاف البوح و كل الشكر للأستاذ الكريم بخلقه و اسمه كريم القيشوري.
إيمان الونطدي :
- أستاذة اللغة الفرنسية
- فاعلة جمعوية
- أمينة مال جمعية بيت المبدع
- نائبة رئيس جمعية دفاتر تربوية
عضو جمعية amalef-
- عضو جمعية المبدعين المغاربة
- نشر لي ديوان ورقي بعنوان : ... فالحلم نشوة عابرة 2010
- ديوان ورقي جماعي بعنوان شرفات 2011
- ديوان ورقي جماعي بعنوان تهمس لك 2012
ديوان ورقي أمْهِلني ... بعض العبث 2013
لي عدة مساهمات ورقية و إلكترونية بمجلات و صحف ، مغربية و عربية لقصائد و لقصص قصيرة
ناشطة رقمية بعدة منتديات و مجموعات على الفيس .
س/ عرفت الآونة الأخيرة صدور ديوان شعري لك بــعنوان " أَمْهِلني .. بعض العبث" هل العبث يحيل على الزمن وما يخلفه من ندوب على مستوى المعيش الحياتي ؟ أم أنه مفارقة المجاز في فتح باب التأويلات لتسويق المعنى الخفي؟
ج / أمْهِلني ... بعض العبث :
عنوان لقصيدة بالديوان استفزني كفكرة لها أكثر من زاوية للتأويل
رغم أن قراءة المعنى هي للمتلقي لكن هذا لا يجرد الكاتب من هوية حرفه و مجرى رؤياه و إلا ما الهدف من كتابة لا جذور لها سوى نقل ما يمكن أن يتناغم و فكر القارئ.
أؤمن بالوسط والاعتدال بين الكاتب و المتلقي ؛ فتجدني بين المد و الجزر بين حرفين يجمع بينهما التضاد و محاولة الربط بينهما بصور أتمناها تصل..
2 س / كتابتك للقصيدة الشعرية تتقاطع والقصة القصيرة جدا ؛ حيث التكثيف والسرد يتماهى معا في خلق قصيدة نثر. هل هذا "الزواج العرفي" بين الجنسين مقصود ؟
ج / لا أدري أخي كريم هل أتحدث عن علاقتي بالكتابة أم بالقراءة
للطفولة الأديبة أثر بحياتي المكتبة الخضراء و عطية الابرشي
نجيب محفوظ و و و
الأوديسة و الإلياذة
Agatha christie Marc twain Barbara cartland
زيادة على غرقي بالروايات الرومانسية ، البوليسية و الأدب المترجم كلها ساهمت في تكوين القصيدة و أسس لها أرضية الصورة و الحرف
لذا لا أظن ان الفعل مقصود فالكتابة لها طقوس لا أختار لها البدايات و لا النهايات و لا حتى قالبها الحكائي فهي تتسلسل حسب اللحظة و مجرى الإحساس بالحرف و هو يهذي ربما
3 س / معجمك المعرفي يمتح من فسيفساء تربط التاريخ بالرموز.. هل لهذا التوظيف في منجزك الشعري من دلالات ؟
ج / في قصيدة سكون الهيرا : الهيرا وُظفت للحديث عن الغيرة المدمرة
ديونيسوس في قصيدة حكاية : اله الخمر و ملهم طقوس الابتهاج و النشوة ، لم يكن هذا التوظيف اعتباطيا حين ينزل ديونيسوس الى الليل السفلي و يغرق الكون في عبث السؤال ( في القصيدة )
4 س / من بين اهتماماتك مجال السمعي/البصري. هل لهذا الاهتمام أثر في تصويرك لمشاهد تمزج بين الواقع والحقيقة بلغة " شعرية / قصصية /سينمائية" ؟
ج / صحيح
رغم ان الكتابة شاكستني منذ الصغر الا أن القراءة كانت تحلق بي لعالم الصورة أي رواية أو قصة إلا وعشت أحداثها بدقة السيناريست فعشقي هو جزئيات الصورة و خاصة كتابة الصورة و تسلسل المشاهد و الدقة في اختيار الزوايا
أما الخيال فهو مِلح الحرف فأنا و الخيال نتعايش بسلام.
5 س / ضم الديوان تجارب لحيوات تعكس حالات شعورية مستمدة من قرار النفس البشرية. هل لتكوينك البيداغوجي والتربوي صلة بالموضوع؟
ج / طفولتي و شبابي كانت ببيت شخص متشبّع بالحس التربوي البيداغوجي : أبي عبد الرحمان الونطدي مفتش اللغة العربية الذي علمني أن أعشق الحرف العربي عبر القصيدة العربية من خلال الطرب العربي الأصيل ، علمني أن الكتاب عشق مقدس يجب أن نحافظ على مظهره أولا و أن نذوب في معانيه ، علمني أن المخطوط يحمل بين طياته عِبَر و عبارات الأولى تهذب النفوس و الثانية تهذب الأسلوب
للتذكير فقط : كان أبي يحثني على المطالعة باللغتين العربية و الفرنسية لإيمانه ان اللغة الثانية جسر عبور نحو ثقافة الآخر
6 س / بمنجزك الجديد " أمْهِلني.. بعض العبث" هل ترسمين معالم ميلاد قصيدة نثر خاصة بك؟
ربما أرسم ذاتي بحرية أكثر حين أعزلني داخل دائرة رموز و معان تنسجني حرفا منطلقا يعكس طقوس اللحظة دون ان أسقط في المباشر، فأكون بذلك كتَبتُني كما أشتهي و تركتُ المجال للمتلقي أن يقرأ القصيدة مما تعكسه زاويته فلا أقيده برسوماتي المنحوتة بتصوري .
7 س / في تقديمه لديوانك يقول د . مرتضى الشاوي
قصائد هذا الديوان بحر هائج من التصورات والأفكار والرؤى ، فضلاً عن الملامح الفنية والأسلوبية الحاضنة لقصائده
فهل الشاعرة "إيمان الونطدي "مروضة البحر الهائج؟
ج / إيمان الونطدي يسكنها بحر هائج من أحلام و أمنيات نامت طويلا حان لها ان تستفيق على صبح هادئ فهل من مروض ...
و المروض هنا أقصد به عدة مشاريع بذهني خاصة بتخصصي التربوي فهل من يد تمتد نحوي لكي نحقق بعض ما يشتهيه هذا الجيل الذي يمتص الضياع بين روتين القسم و انعدام أنشطة تغريه
لذا كان أول حرف عانق الديوان
العبث ينمو فوق أزمنتي
فهل من لبيب
يحصد ما تبقى من بعضي
------------------------------------------------------------------------
إحالات :
ضم الديوان 33 قصيدة .
تقديم : د مرتضى الشاوي.
لوحة الغلاف من تصميم : الفنان أحمد همراس
طبع الديوان بمطبعة " طوب بريس"
[img][/img]