سعداء باستضافة شاعرة الحس الرقيق ؛ الشاعرة إحسان السباعي بمناسبة إصدار ديوانها الشعري الأول والموسوم بـ " همسات من جوف الروح " . وهو عبارة عن أرخبيل من المشاعر والأحاسيس؛ تمثل الروابط التي تتأسس عليها العلاقات الإنسانية بمفهومها العام. تناولتها الشاعرة بنظرة نون النسوة الجمعي ؛ نظرة الأنثى التي تتآلف فيها مجموعة من الأدوار ؛ رابطها الوحيد هذا التشكل الفسيفسائي الذي يجمع الشاعرة بالأم والمربية والزوجة والبنت والأخت..
ولأن ما تضمنه الديوان من قصائد انبثقت من جوف الروح ؛ لتهمس في آذان القراء ؛ لتفتح شهية ذائقتهم الفنية والجمالية ؛ كان لنا مع الشاعرة إحسان السباعي ؛ حوارا أردنا من خلاله تقريب القراء من معرفة طبيعة منجزها الشعري ؛ وعلاقات البدايات مع الشعر كشكل تعبيري؛ وكيفية التأثر والتأثير؛ وأشياء أخرى..
فكانت إجاباتها كالتالي :
1ـ بداية من هي إحسان السباعي ؟
إنسانة مثقلة بهموم ما يجري حولي؛ من أحداث ومشاكل؛ فلا أجد إلا القلم. أترجم به بوحي إحساسا يبتسم فرحا ؛ ويبكي قرحا ؛ وينزف دما وأحيانا يفوح أريجه عطرا
أنا مدرسة لغة عربية ؛ متزوجة. لي تلا ت أطفال .حاصلة على الباكالوريا علوم اقتصادية ؛ودبلوم مركز تكوين المعلمات بطنجة.
وأبقى أنا هي
أنا
أنا الهام على الأحداق
بالضياء شعاع
أنا لهفة الأشواق
وأنفاس اليراع
أنا في ثغر الأحرار صوت
صارخ يبكي الألم الحار
ويجتر مرَّ الأوضاع
أنا بلسم شافي
يقطف من حقل الزراع
أنا الجوزاء في أحشائها
التناقض
لا يرسو على انطباع
ترنو أنفاسي للجراح
فيبكي الدم
الفؤاد الملتاع
فتحنو عليه مثل
أم طوقت
طفلها يئن بلفة الدراع
فتقسم بالله
ليبتسم ويضحك
ويطرب كالنغم الأسماع
أنا الإحساس أوتار
ودفء وقبس من حنان
أريجها في أبهى جنان
أنا لحن حزين
يشكو الأمل الدفين
يجتاح رمق الوجود
يتنزى لارتشاف
الوجع من قلب الوعود
تائه اللمسة
ينساب بالحنان
من الأم الولود
أنا الهام يلقي الإحساس
في همس المشاعر
يتهادى الخطى
فيتغنج في آهات
شاعر
2ـ كيف تمت علاقة الشاعرة إحسان بعشق كتابة الشعر ؟
انبتت علاقتي بالشعر والكتابة من عمر المراهقة ؛ كنت أعشق القراءة ؛ وأكتري الروايات القديمة والشعر ،من مكتبة بجوارنا ؛ كلما جمعت نقودا أهرع اليها ؛ وآخذ المزيد ؛ وأكتب كتابات خجلى تتمايل جدائلها بين السطور وتختفي بين الرفوف؛ دون أن تشهد النور. وبقيت هكذا دفينة خنقتها دروب الحياة ؛والزواج ومسؤولية الأولاد إلى أن استيقظت مؤخرا وأزلت عنها الغبار وأخرجت المستور
3ـ هل للوسط الأسري والمحيط دور في تشكيل موهبة الكتابة عندك ؟
قد استلهمت روح الكتابة من والدي العزيز أطال الله في عمره كان أستاذ اجتماعيات إلى أن أنهى خدمته مديرا للإعدادي وهو الآن متقاعد .علمني أن الإنسان بلا قلم ولا علم في محراب الزمن جاهل .استلهمت من والدتي الرائعة الإحساس والرقة والحنان. ما زالت لحد الآن لا تنام إذا لم تقرأ كتابا . علمتني أن القراءة ما لها أجل ,,,استلهمت من رفيقة دربي وصديقتي رحيمة بلقاس التي أخدت بيدي وشجعتني وأدخلتني عالم الأنترنيت وجعلتني أكتب. علمتني أن ما يختلج داخل الصدر ماله أمد.
4ـ من الشعراء و الشواعر الذين و "اللائي "كان لهم "هن" بليغ الأثر في زرع بذرة الشعر في نفسيتك؟
كنت دوما أغوص في مكتبة والدي العزيز وأطلع على كتب التاريخ ؛ ومجلة العربي؛ وما أكتريه من روايات لنجيب محفوظ والمنفلوطي وإحسان عبد القدوس. فلي كتابات متواضعة في مجال القصة منشورة في بعض المواقع الإلكترونية.
وكنت معجبة بشعر نزار قباني طفولة ؛ والجواهري ونازك الملائكة وسعاد الصباح .ومعجبة جدا بكتابات الشاعر المصري العظيم محمد سليم خريبة الضليع في الشعر العمودي وشاعر توشيحي له دواوين في غاية الروعة والقمة دوما أرجع لها : خلجات صبارة . ونشاوي سحر. وشجون مسافرة .ومسرحيات وموشحات والكثير الكثير لست منحصرة على أحد ,أنا متذوقة وأقرأ أي شيء.
5ـ في كتابتك الشعرية تطغى مسحة البحث عن الحب الهارب؛ هل هذا صحيح ؟
في مسحة كتاباتي لا أبحث عن الحب فقط بل أبحث عن المثالية في النقاء في الصفاء في الطهر في كل ما هو جميل خنقه الغدر والخيانة والقمع والطمع والبحث عن المصالح,,أبحث عن ما سرقه العمر والزمن من الأحلام ومشاريع بقيت مؤجلة
6ـ باكورة منجزك الشعري ديوان " همسات من جوف الروح" هل هو بوح جواني ؟ أم ترجمة لأحاسيس ومشاعر أفرزتها لحظة ولادة القصيد ؟
ديواني همسات جوف الروح هو انبثاق وانبعاث جواني داخلي ؛ يترجم ما يختلج داخل الروح من وجع وألم وجرح وبسمة ؛ وضياء ونور وظلام وديجور ؛ هو خلجات من جوف الأعماق وليس ميلاد لحظي للقصيدة نفسها
7ـ جمع الديوان بين التعبير عن مكامن النفس من أحاسيس ومشاعر تنبض بحياة مشتهاة ، وبين ما يعكر صفوها من وجد وفراق وحنين .. بلغة شاعرية تستقي قاموسها من "الهمس..". فهل للهمس إحالة على الرمز ؟
يعتبر ديواني هدا خليط أو بالأصح مزيج من الأحاسيس التي تتصارع داخل وجدان الشاعر فيعيش معها المخاض ليشهد ولادة القصيدة والهمس هنا كان إيحاء لأمور شتى تتصارع داخل الروح الحيرى والمثقلة بالإحباط والتمرد والعصيان على واقعها المر.
8ـ لم وسمت ديوانك بـ "همسات من جوف الروح " ؛ هل هو تعبير يعكس ما هو جواني ؟
ديواني همسات من جوف الروح سميته به لأ ن كل ما كتبته انبثق من جوف الروح من إحساس وأعماق وأنفاس بصدق وخيال شاعرة.
9ـ ما الدواعي التي أدت بالشاعرة إحسان إلى إصدار ديوان شعر ؟ ـ
فكرت أن أكتب ديواني حتى أوثق كتاباتي وأترك بصمة لأولادي ولكل من يحب قراءتي بعد موتي على الأقل أحس أني تركت شيئا وكتبت ما أحس به
10ـ وماذا عن ظروف كتابته ؟
هي دواعي شخصية لا أكثر فكرت حتى أنا كباقي كل الناس التي تكتب أدون ما كتبته حتى لا يضيع في سلة النسيان والإهمال.
11ـ هل هي رغبة شخصية أم لجهات ثقافية داعمة ؟
أؤكد هي دواعي شخصية وليس لأي جهة تقافية . لم أتلقى أي دعم . اعتمدت على نفسي وطبعته من مالي الخاص وأتمنى التوفيق وأشكركم كثيرا لأني لأول مرة ألقى دعما معنويا يهتم لديواني أسعد روحي وبعث الفرحة بخاطري وجزاكم المولى كل خير وتحياتي مفعمة بكل الود والتقدير.