منتديات دواوين الثقافية و الفنية منتديات تعنى بالأدب والثقافة والفن.
 

 

 سيصدر قريباعن منشورات الاتحاد المغربي للزجل ديوان ..دَرْدبَة عْلَى مْحَلاَّتْ الكَتْبَة "

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سعيد محمودي
المدير العام
المدير العام
سعيد محمودي


المدينة : الدار البيضاء
عدد المساهمات : 7236
معدل النشاط : 12091
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
الموقع : www.da-wawin.com

سيصدر قريباعن منشورات الاتحاد المغربي للزجل  ديوان ..دَرْدبَة عْلَى مْحَلاَّتْ الكَتْبَة " Empty
مُساهمةموضوع: سيصدر قريباعن منشورات الاتحاد المغربي للزجل ديوان ..دَرْدبَة عْلَى مْحَلاَّتْ الكَتْبَة "   سيصدر قريباعن منشورات الاتحاد المغربي للزجل  ديوان ..دَرْدبَة عْلَى مْحَلاَّتْ الكَتْبَة " I_icon_minitimeالإثنين 21 يناير - 23:02

" دَرْدبَة عْلَى مْحَلاَّتْ الكَتْبَة "

عن منشورات الاتحاد المغربي للزجل ، سيصدر قريبا ديوان بصيغة الجمع ( موضوعة كناوة ) يضم سبعة زجالين و مجموعة من القراءات النقدية المصاحبة ،و قد اختاروا له كعنوان " دردبة على محلات الكتبة "
فالديوان في صيغته الجماعية ،هو سابقة في تاريخ أدبنا المغربي ،سبعة زجالين بسبعة ألوان زجلية ،اختلاف في آليات الكتابة و الاشتغال ،لكن توحدهم النظرة للطقوس التعبيرية و الإيحائية ل " كناوة " الجذور و المسار ،حتى أن اختيار سبعة زجالين بسبعة قصائد ،يحيلنا على رمزية الرقم سبعة في علاقته بالألوان السبعة التي تؤثت الفضاء الاحتفالي لظاهرة " كناوة " . كما ان تميز الديوان و تفرده ، نرجعه كذلك لقيمة الأسماء المشاركة فيه ،خيرة الأسماء الزجلية التي أعطت الشيء الكثير للزجل المغربي ،و ساهمت طيلة حضورها الفاعل في تطوير هذا الجنس الأدبي و الرقي به إلى علياء التوحد بالكتابة الشعرية في صورتها الحداثية ،( عبد الرحيم باطما ـ عبد الرحيم لقلع ـ محمد عزيز بنسعد ـ محمد مومر ـ الزهرة الزريق ـ عزيز غالي ـ ادريس بن العطار ) فإذا كان المنظرون لهذا المشروع الأدبي و التراثي قد اختاروا توثيقه كتابة عن طريق الطبع و النشر الورقي ،فقد ارتأوا كذلك أن يكون الصوت و موسيقى " كناوة " مصاحبان لهذا العمل ،اي أن يضم المشروع قرصا مدمجا ،الشيء الذي سيساهم كثيرا في ترويجه و تداوله بكيفية تليق بقيمته و كدا بقيمة الأسماء المشاركة فيه أو الداعمة له .
كما أن الديوان هو احتفال بظاهرة تراثية لها الحضور الوازن في مشهدنا التراثي الغني بأوجهه الاحتفالية الضاربة جذورها في عمق تاريخنا المجيد ،إنها ظاهرة " كناوة " .


"تكناويت"
صرخة تمجد الألم و كتابة تعترف بالأثر الإنساني

المبدعة حسنة أولهاشمي

سبعة أقلام نازفة،امتد حبرها إلى أقصى أدغال الجرح ليرسم شهقة إختل الزمن لصداها و اهتز الكيان لحدتها..هي أقلام أرغمت التاريخ توقيع إعتراف لألم كتبت حروفه أجساد تحت الشمس و سط دائرة القهر ساحت جباهها إنكسارا و صاحت سحنتها عتابا لنواميس دنست حرمة العرق و داست قداسة الجذر..بين عربدة التاريخ و مهزلة التصنيف العرقي تلذذ اللون في تعذيب اللون المغايرليسحب بطاقة الزعامة في تخصيب الإستعباد و تسخير الإبادة النفسية.. جرد الآدمي من آدميته ليصبح مجرد رقم قابل للتنكيل و التهجير، جلد بسوط الطبقية و حقن بنصل الإهانة و التحقير..ثلة من الزجالين المغاربة إلتحم موقفها وتوحد منطقها في لمس هذا الجرح العميق،جرح أبده توريث كره الأبيض ووثقه الإستلاب و الميز..
هي كتابة تفكك خيوط الألم، تلامس صراعا أبديا و تدون ظلما قدريا،صراع قاده إنسان ضد إنسان و ظلم أشهره تعسف حقبي فكان التاريخ حكما أخرسا و شاهدا مشلولا..الكتابة هنا ثورة ضد الصمت و صرخة ترفض الإختناق و السكون..تبصم تطويع الألم إلى حقيقة و تبدد الوهم،تذوب القهر في جبة الصمود وتستخلص قبس النور من قلب السواد و العتمة..جاءت الأقلام السبعة لتشترك في ملحمة كناوية تؤسس لحرية الروح و تدعم الهوية و الإنتماء،تتبث فلسفة الوجود و الكيان و تعترف بالفن و الأثر و الإنسان ..هي أقلام نبشت في جرح مختمر بين مساحات الملح فصاغته في نغمة روحانية صوفية تخلد الوجدان و تستهجن الإقصاء والنسيان..
تلاوين زجلية مددت الرؤية و خلقت الحلم لتنصف اللون و تهزم البون الطبقي الواهي ،اخترقت الحدود الوهمية الفاصلة وحاولت بناء وحدة روحية إنسانية..حررت اللون باللون ،استهجنت عقوق التاريخ وحطمت سلاسل زمن النفي والتنكر ..هنا حضرت هذه الرموز الشعرية لتصنع الحدث،تعري البؤس و القلق الإنساني وتسخر الحرف لزحزحة هم كوني، تكتب الموت من أجل موت أجمل و ترحل في اللا معنى من أجل معنى
أسمى و أعلى..تشكلت ألوان حية وتفاعلت، تداخلت و تناغمت لتنحت كيانا كناويا يتمايل حقبا وأزمنة، يطيع الوتر الحزين المضمر لنوبات الصراخ والنحيب..كيان فجرقتله الداخلي و أجج السؤال الإنساني،غزل حكاية فن كناوي وعتقه بعبق السحروالخلود ليبقى أثره بعيدا عن لهيب السراب و العدم،هوأثر يرفض الطمس والإمحاء..نسجت الاقلام الزجلية قصة عشق حقيقي لهذا الفن وأصرت أن تناضل بالكلمة من أجل سموه و سمو العدل العرقي والوجود الآدمي..هنا ستهتز سيرة عهد وأد الزمن صرخته فعزم الحبر أن يستعيد معالم محنته،على مشارف الألم تتعددت و اختلفت نوبات الأنين وتوحد جرح الجسد المنخور بطعنات الإستبداد،جسد على حافة الموت شدا لحن الدمار و ألف نغمات الرحيل الأبدي..
الوفاء للكلمة الكناوية البليغة مبدأ حرك دواخل هذه الثلة و هي تفكك شفرة ألم لفه الغموض منذ زمن بعيد،ألم كان يختبئ وراء الزيف و رغبة تمويه و تلفيق الواقع و الوقائع..فالأقلام هنا عرت الألم، صاغته بعمق و جملته باحتراف و ذكاء نادريين،رسمت الحياة وسط دائرة الموت وأمام التاريخ أكدت العزم لتوثيق حلم جماعي دونت أبجدياته ،خلدته واختزلته في ظاهرة متفردة هي الظاهرة الكناوية..
"منين جاني"عبد الرحيم باطما

مخلوق شرع أبواب السؤال و خلق الحيرة بين فجاج الكيان ،وثق هول "الحال"ورفع الستار عن كتابة أزهرت ألحانا ترتعش،ذبيب اللحن يفكك أبعادا و تناقضات ،يرسم رؤى عميقة و يفصح عن خطابات بليغة..
"منين جاني"حكاية استلاب روحي و توثيق لتفاعل حقيقي بين الآلة الكناوية والذات المبدعة ..إنه هجهوج أصر على اللقاء،لقاء الذات بآلة تبيح الحياة في قبر الموت،حيث الذاكرة تتمدد على حصير الوجع لتسترجع الشروخ، تعيد عطب التاريخ وصدى التأوهات..
يزأر الهجهوج فتهتز الحكاية الكناوية،تصدر تنهيدة عهد جريح ..يفتت الوتر صخر الصمت فتذكى نار الكلمة لتلملم صخب السؤال..يفلح المخلوق في غزو الروح و استيطان الكيان،تم العناق الروحي و حصل الإنجذاب الروحاني فانبثقت حميمية منحت لحظات منفلتة مبللة بشهقة الوجود و انكسار الإنسان..
تأثرت الذات الشاعرة ،تفاعلت فامتثلت لرياح الآلة التي تعصف بسكون الكنه و جمود الجسد فكان الرحيل عفويا في عوالم بعيدة عن الأرض..رضخت الذات المبدعة لأمر عشق الوتر فكان الحلول مضمونا و تحقق الإلتحام بين فن و فنان تربت ملكة سمعه على أصول النغمة و جذور الكلمة الغنائية المشتهاة..اقتحم الوتر شرايين المبدع فوزع تراتيل روحانية محبوكة بحرقة الوجع،وتر حفر توقيعه الأبدي في الكيان و بصم الخلود بلحن مبحوح طوقته جبال المرارة و الأحزان..
الكتابة موت مشروع و رحيل يبيح حرية اللقاء مع الذات،بها و فيها ينسج البوح علاقاته بالكيان والوجود،بالحرف يترجم الواقع وبه يجسد الخيال..و الكتابة هنا لامست شعاب الوجدان ،اخترقت جدار الصمت و ذوبت موانع الكبت النفسي الذي ورتثه السنين العجاف،هنا القلم أعلن سطوته الكبرى و هو يخلد للعلاقة الصاخبة بين الروح التائهة و النغمة الهاربة الحزينة.. تطوع الروح جنون الوتر فيحلق في العلياء حرف "عبدالرحيم باطما" و هويعتنق المعنى البعيد القريب، يشرع حرية التجول في مدارات العمق ويمدد حرية الإنعتاق بين غرف النفس و الذات ..تمت صياغة الألم بانزياح القلم،تدفق الحبر فرسم دمعة تتوارى خلف جوف هجهوج تسيح رنته طعنة الحلم و تحكي صلابة جلده غربة الدواخل و حدة السؤال..

و هاذ المخلوق
الساكن الذات
و داك وتاد وتاره ف الخاطر
منين جاني..؟

"الراس بحر" عبد الرحيم لقلع

زجال آخر تسكن شرايينه لوعة الفن الكناوي،تعتقل حسه حرارة الوجع المرسوم على جبين نغمة تبعث شرارة الحكاية السرمدية..جاء المبدع عبد الرحيم لقلع ليقتلع الجرح المدفون بين طيات النسيان،ينقش صرخته بمداد الإنسان و يفكك لغز عهود تفننت في صناعة الموت و الجحود..نكش في سيرة مكتوبة بالدموع و الدم ونبش في طبقات ليل طويل جافاه خيط الفجر و عاداه،ليل ناسف لكل فرج و فرح قريب..اكتوى الراوي برحيل أقدام نزفت صدأ المعانات حيث الزمن لف على العنق سلاسل "الحكرة" و كبل المعصم بحديد العذاب..على سفينة الحزن اشتد الإحساس و نطق الجسد العليل،رسم الوتر للربان خارطة ألم تمتد مسافات الجمر فيها من تخوم بلاد سلطان لكحل حتى أرض غروب الشمس..اشتعلت الحروف و رقصت على وقع الخطى المرتجفة،توارى الحلم بين عتمة البحر و بين تيه الكيان ففجرت النغمة جسدا مثقلا بفوضى الآلام،جسد على مرسى الأنين يناجي نوارس ماض سقيم،يتوسل لأوتار السنتير أن تشدو لحن الفناء..
"الراس بحر" أو حين يغطي الألم جغرافية الكيان..اختزال لحجم المأساة و صورة ناطقة لصراخ الذات..جزلية الرحيل في معارج الروح حيث ينصهر اللون باللون فتحاك ضفيرة جرح ضمدته أنغام كناوية تتسلل إلى الوجدان فتربك ترتيب نبض كل مجذوب مسلوب مفتون بلفظ "ساوي"
ساوي ساوي
راه هاذ الحال سكني و داني
راه هاذ الحال سكني و داني

"رحبة البال وهبال اولاد باب الله" عزيز محمد بنسعد
جرح اختزل فظاعة جور الزمن ووثق بشاعة انتهاك حقوق الآدمي،زمن سمح بسرقة الحلم والحياة وأيد ترسيخ القهر النفسي والخواء الإنساني ..على خد المعاناة زحف القلم يرسم خطوط الحسرة و الإستنكار،يكسر طوق الأنين و يطلق عقال الروح لتخترق غصة عهد اكتحلت لحظاته بالنواح و العويل،على امتداد مسافات الظلم تصدر السلاسل و القيود صدى الجرح و شروخ الكبرياء،موت ينادي وواقع إنساني قاسي لا يقبل التجاهل و النسيان..توالى نسل العذاب و تكاثرت سبل التعذيب،تم وأد حظوظ الخلاص و نسفت بوادر هجر الآلام فآن للكتابة أن تسل خيط اعتذار وتشارك المجروح حرقة ماض التحفت سماءه القهر و الآثام..بوح الزجال عزيز بنسعد يترجم هذا الإعتذار المبطن بالأسى و العتاب،فكل الحروف تتعطل أمام هول الفاجعة،جفت الدموع و لم يعد لها جدوى مادامت لم تمنح حق الموت و لم تترك للحياة مكان..لاولاد باب الله تم تمريرالوجع و لهم تم تأريخ اقسى لحظات الإضطهاد،أشهرت الكلمة و النغمة الكناوية على التاريخ سلاح الصمود وبددت "شراجم الروح"الثلاثة صمت الجرح الأبدي،فككت لغز الحكاية الدامية و لامست كل شقوق الجرح،توغل الأذى وعبرالعذاب إلى أقصى شعاب النفس فرفض الرحيل..هي نوافد شرحت جثة المعاناة،صورت البؤس ومرارة الإستعباد وسخرت أساليب الخطاب لتمرر الإعتذار و تطلب الصفح و السماح ممن خذلهم القدر و ورطتهم دناءة أشباه البشر..تمدد الوجع وفتت معاني الأسى على مسافات البياض، على حافة صمته لاحت طعنات القبح الإنساني، شكل القلم لوحة تذرف صور الموت المجاني، فيها نطق اللون ليهين و يستهجن شح وفقر القيم، الكتابة هنا انتصار لروح الفن الكناوي والحروف جاءت لتهزم غيمةالجفاء،تخترق سراديب النفي الجبري و تسمح بخيوط الفجر ولوج الحكاية الكناوية لتوثق عمقها و تدون خلودها..همس اللفظ وتنهدت الكلمة ،زحفت النغمة الصوفية فتسللت إلى صحراء الوجدان لتبلل الروح و ترمم تشوهات أبدها الألم و خلفتها الأحزان..لعزيز بنسعد نبرة تخرس ضجيج الحواس وتربك ترتيب نبض التاريخ،يهيم في جوف الجرح وينقش حرف اعتذارسيبقى محفورا في الذاكرة و الوجدان..

السماحة يا اهل السماحة ليكم
على قد ما هبات و ذابت الشموع
يا كناوة و خطينا الصواب فيكم
و بقى الكي ف الجلدة مطبوع

"أولاد باب الله" محمد مومر

عندما تصبح القصيدة عشقا يرافقه الوجع،ترقب الروح عيون الأقلام ترتب حقائب الذكرى و النشيج فيكون الرحيل طوعا في مدارات الغياب..بين مسافات الليل و شقوق الصبح تتفسخ خيوط الزمن لتعيد سيرة مجدت صرختها حروف أولاد باب الله ..هنا تعلن الأقلام بدء الفتوحات على امتداد مدائن الوجدان،سيتدفق حبر كل مهووس مجذوب بسحر الفن الكناوي لتشكل لوحة تختزل الجراح،تبعثر همس المناجاة و تبوح برغبة جامحة في المصالحة مع النور و الحياة..القصيدة جسر للعبور إلى غياهب السؤال،هي ملاذ تتفسخ فيه تنهيدات الروح وهي تكشف سرغرفها العميقة..هناك تعري النفس عن ثقل المخبأ و تستجلي صور الإنفعالات الحاصلة في طبقات الدواخل ،يتم تفجير تراكمات حفرها الزمن و أبدها الماضي الحاضر الغائب..
تقف لالة ..القصيدة الموشومة "بحال" اولاد باب الله لتخترق شغب الأقلام السبعة وتحتضن صمتهم الصارخ المبدد لصمت حقب بأكملها..القصيدة مجدت الفن الكناوي و أرست معالم عمقه و فرادته،خصبت عشق حاملي هذا اللون و عانقت حلمهم المدفون،منحتهم حرية التجوال في عقود الوجع و الجرح و منحتهم مفتاح البوح و الإفصاح..هنا امتزجت الألوان بالإيقاع و النغمة و هنا حضر "الحال"فأزهر الإنسجام رياح حقيقة كناوية تفيض رؤى و أبعاد و رسائل..
يسافر "محمد مومر"بين مسالك ماض عليل،يرتعش حرفه وهو يزحف على مسافات الذاكرة،في حمأة الجفاء يعلن استمرارية سيرة يرفض لفها في ثوب النسيان..مكامن الإكتواء أكدت العزم لتحيا من جديد في منفى أصبح مرغوبا،منفى كناوي بطعم حداثي..القصيدة روح تمنح هواء الوجود ل "اولاد باب الله"،تبيح لهم حق تقرير الحلم وتهبهم الحياة من اجل الموت في حياة،هي حياة الفن الكناوي بكل لذتها و تناقضاتها..الحروف وهي تنزاح وسط أقبية الزمن الحكائي الكناوي تبحث عن خيط رفيع و دقيق يشي بسر الكلمة ويفصح عن غزارة معنى الوتر و النغمة..تلك حتما لحظة من لحظات توزع فيها الأقلام السبعة متعة أثر إنساني حقيق بالإعتراف و المساندة..

دخلت لالة..
بوشام المشية
ساوات حطة لقدم
وتزمم حالي
على ركوب الحال
نغمة ف طبل

"الساكن ذاتي" زهورالزريق الشوماني

على مرمى الروح تزحف الحروف صرعى تعيد همس الحكاية،تبتلع تنهيدة زمن بائد..بين أصابع الموت يتوسل الجسد للصرخة العارية،يبحث في كومة الجراح عن لحظة الخلاص..تصدر الذات ترانيم العشق الروحاني كلما احتد الحلول في عالم الجذبة و الحال،ترحل النفس وسط نوبات اللحن المربك لتوازن الوجود،على إيقاع الصراع و القلق الداخليين يفرز الجسد تعابير ثائرة تتبث عصيانه للجمود و الموت و تفصح عن رغبته في التحرر و الإنعتاق..حالات التمرد واردة أمام الإستلاب الكلي للوجدان..هنا زهور الزريق ترسم درجة التيه وسط ولع الرياح الكناوية العاتية، حيث تذوب الذات مع الوتر وتحترق بلهيب الإيقاع ،يفرز الجسد رعشته القسوى كلما غاب وسط دائرة الألوان الصوفية التي تبعث حرارة الإكتواء وتمنح في الآن نفسه ترياقا للحياة و نفسا للإحساس بالوجود و الإنتماء..
على مسافات الحكي الكناوي تربعت الحروف النازفة للألم،شدت بصوت مبحوح معزوفة الصمود و هرعت إلى أقصى بقاع النفس لتعيد بناء صرح روحاني متين،ينتصر لبقاء القيم و يعتصم بالمثل التي تمجد أثر و روح الإنسان..
بصمت الزجالة توقيعها الروحي على رداء الفن الكناوي ونثرت رذاذها الأنثوي على جغرافية الوجدان،مددت فسحة الكلمة وروت أرض الكيان الجافة بدلالات روحانية تنفد للشريان، بعصا زجلية منقوشة بصرخات كناوية ملونة تروض زهور زريق حكاية عهد أخرس،تأهبت لتخلق الحدث و تشارك في صنع الحلم الذي سئم التأجيل ..هنا إلتحمت ثورة الجسد بشرارة النغمة فلاحت في العلياء حقيقة فن، شظاياه تغري بتتبع أبعاده الفلسفية وتسمح بفتح باب التدبر و التأويل في عالمه الفسيح،هو الفن الكناوي بطقوسه وعوائده وخصوصياته..الإخلاص للظاهرة الكناوية حرك حبر الألوان الزجلية السبعة فكان الإيمان بفرادة الفن الكناوي حاضرا في الروح و فوق مساحات البياض..

خليني...خليني
ياك غير أنا و أنا
وصبحنا جوج
ياك غير أنا وأنا
وخاوينا هجهوج
"سبع رياح" عزيز غالي
مشهدية فريدة اخترقت صمت البياض ،داهمت الإنتباه وبددت الشرود فأججت سيل الأسئلة و أثارت أسرار عوالم "الحال" الكناوي..نار موقدة في الكيان و ألوان حية صاغت نذوب عمق الأفئدة و عبق الأباخير يتعالى في علياء الجرح ليرسم خطوط سواد دفين ..هنا اتسعت دائرة المجذوبين و هنا أصرت على الإحتفاء بالألم،على إيقاع الإكتواء ثار الجسد و فار دم الرفض و العصيان،جسد عصفت رياحه الخفية و المعلنة كرد فعل عنيف على كل استلاب روحي..جاءت رياح "عزيز غالي" الحبلى بأسرار الحكاية الكناوية لتنحت طقوس هذه الحكاية وترسم مراسيم احتفاليتها،مشاهد صوربعدها و هو يركب صهوة "الجذبة" يخصب مظاهر التلاحم و الحلول بين الروح و الجسد و يقرب معاني روحانية بليغة..تمت صياغة الجرح في قالب فرجوي كناوي يختزل الصراع الداخلي القاسي،صراع تم تصويره بتلوينات تعبيرية تخترق مدارات الترميز و ترصد أبعادا غيبية و فلسفية عميقة..هي إذن احتفالية لذاكرة لا تمحيها رياح، انبثقت عنها مشاهد ناطقة لحالة الذات وسط حراك طبقات الوجدان الهشة حيث تحصل عملية التأثير و التأثر..ذات تموت لتحيا من اجل البحث عن هوية ووجود في دوامة زمن هجين .. هنا يستعيد الفن الكناوي طقوسه ويعيد نفحات الأسطورة التي تضفي العجائبية،تفعل الغرابة وتخلق أفق الدهشة.. تمردت الحروف كما الجسد و هو يقترف غواية الثورة،أججت حرارة البوح لتدمر العبث ،تحررالدواخل وتخلد مجد روحاني صوفي كبير..
بمرجعية أنثربلوجية نسجت الفرجة الكناوية ونطقت الطقوس لتفصح عن أبعاد و مضامين هذا الفن الناطق و الصارخ..فرجة تكرس لخبايا هذا الفن الملفوفة بين رنات كلماته و ألفاظه..الكتابة عند الزجال "عزيز غالي"اخترقت نبض إرث روحاني عميق لتكشف بكل مسؤولية عن معالم سيرة زاخرة و فرادة ظاهرة..هي الظاهرة الكناوية بكل خصوصياتها..

"غنا الحطابة" إدريس بالعطار
سيرة عذاب و عذاب سيرة..أجساد لفظت ما تبقى من حياة وذوات تنزف الألم،عاشت رحلة الإنكسار و الدمار ودونت لحظاتها الحالكة على أغصان الشجر..هنا المكان يعيد للذاكرة تفاصيل الجرح و يستعيد بحرقة صفحة النفي وحدة الإغتراب ..الغاب بكل ما يوحيه من دلالات الخطر،الصمت ،الخوف،الترقب واللاأمان..صدى الخلاء يردد لحن الموت و يسترجع هول حكاية إنسانية دامية،ينطق المكان ويستعاد وقع الخطى وآثارالآلام ،أقدام مكبلة نزفت سطو الأبيض أرخت حسرتها على أرض شائكة كانت شاهدة على نوبات النحيب والصراخ حيث الروح كانت تتأهب لمفارقة الحياة كلما ضيعت بوصلة الإطمئنان..في كل خطوة كان الحلم الإنساني يحتضر ويردد لازمة الظلم المحبوك من طرف صناع العذاب..
تتعاقب لحظات الوجع و تتناسل صورالجرح العنيف كلما تحرك القلم ليزحزح صخرة ظلم كان،مواويل وأغاني ترجمت سيرة بكل معاناتها،استطاعت أن تأوي الجرح و تحتضن عمقه وتفكك صمت وحشته،في"غنا الحطابة"خصبت تراتيل تخاطب الروح،تلامس مواطن العطب في الوجود والإنسان،سخرت لتؤازر كل مفجوع تجرع عبث الأحكام الوضعية الزائفة ..هي تراتيل اخترقت سكون التاريخ لتذكر بزمن تفرد في الخيبات،"غنا الحطابة" رحيل في الإيقاع حيث الجرح يرسم شرارة سيرة حبلى بالفواجع ،سيرة أعاد ترتيب فصولها "ادريس بالعطار" و هو يحاول تذويب الكلمة الكناوية في قالب حكائي خصب،اتخذ من واقع قضية إنسانية حرارة العبارات ففجر بركان الحسرة والأسف ووصف جمر الإكتواء وغصة عهد الجور و الظلام..

كان هذا
غنا الحطابة
حين جارت
ديك الغابة
و حرزت
عل الغشيم الصابة
حرزت
عل لغشيم دخان العيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابراهيم الرامي
نائب المدير العام
نائب المدير العام
ابراهيم الرامي


المدينة : العرائش
عدد المساهمات : 3588
معدل النشاط : 4910
تاريخ التسجيل : 27/06/2010
الموقع : www.da-wawin.com
سيصدر قريباعن منشورات الاتحاد المغربي للزجل  ديوان ..دَرْدبَة عْلَى مْحَلاَّتْ الكَتْبَة " 3atae10
سيصدر قريباعن منشورات الاتحاد المغربي للزجل  ديوان ..دَرْدبَة عْلَى مْحَلاَّتْ الكَتْبَة " Oouu2110

سيصدر قريباعن منشورات الاتحاد المغربي للزجل  ديوان ..دَرْدبَة عْلَى مْحَلاَّتْ الكَتْبَة " Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيصدر قريباعن منشورات الاتحاد المغربي للزجل ديوان ..دَرْدبَة عْلَى مْحَلاَّتْ الكَتْبَة "   سيصدر قريباعن منشورات الاتحاد المغربي للزجل  ديوان ..دَرْدبَة عْلَى مْحَلاَّتْ الكَتْبَة " I_icon_minitimeالإثنين 21 يناير - 23:32

شكرا جزيلا اخي سعيد على نقل هذا الموضوع الثقافي الهام إلى دواوين
تحية للاخ الزجال المقتدر علي مفتاح على هذا العمل الجليل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيصدر قريباعن منشورات الاتحاد المغربي للزجل ديوان ..دَرْدبَة عْلَى مْحَلاَّتْ الكَتْبَة "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاتحاد المغربي للزجل ينظم حفل توقيع ديوان النون المسكون للزجال المصطفى اسنينة بالبيضاء
» دعوة عامة من الاتحاد المغربي للزجل لتوقيع ديوان *دردبة على محلات الكتبة *بالبيضاء.والمحمدية .والرباط
» الاتحاد المغربي للزجل ينظم حفل توقيع ديوان .النون المسكون .للزجال المصطفى اسنينة .دعوة عامة
» تقرير مشاركة الاتحاد المغربي للزجل بالملتقى العربي للزجل بمدينة أزمور
» لحظة وفاء للزجل / الاتحاد المغربي للزجل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دواوين الثقافية و الأدبية :: المنتدى الثقافي :: أخبار ثقافية-
انتقل الى:  
أركان منتديات دواوين الثقافية و الأدبية