يسعد نا أن نستضيف ضمن برنامج"حوارات ثقافية" الشاعرة الرقيقة فاطمة معروفي ؛ التي آلت على نفسها حب المغامرة في لجاج فلوات الكلم وفن القول، .. ممتطية صهوة القصيد؛ غير آبهة بمخاطر الحرف والكلمة .. تنسج من معين يرقات الحروف ؛ كلمات تتطاير أحاسيس ومشاعر محلقة في سماوات الوجد واللوعة والاشتياق ..
يدخل هذا اللقاء في إطار التعريف بها كشاعرة جادت بها الساحة الثقافية من خلال مشاركاتها في بعض الملتقيات الثقافية؛ وكذا التعريف بمنجز ها الشعري الموسم بـ " أنين الليل" وبعض مشاريعها المستقبلية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بداية من هي فاطمة معروفي ؟
فاطمة معروفي نبض صارخ بعمق الوجد يحمل بطياتة نورا منبثق من جوهر الروح ؛ تأملا وإحساسا ؛ ليترجم بحبر ؛ يكسر حواجز الذات الزائلة والإبحار بتأمل فكري ؛ إلى المدى اللامحدود . وجدت نفسي رهينة مداد يفيض ويتدفق بإحساس فطري ؛ يغوص في أعماق الوجدان ؛ بروح صافية محبة للخير وقريبة من معاناة الغير .
2ـ كيف انبنت علاقة فاطمة بكتابة الشعر ؟
عرفت الإحساس بسلطنة الحرف في سن مبكرة. سن الرابعة عشر .فكانت البداية التي نسجت بأبيات قصيدة معنونة بأنين الليل نشرت بجريدة "الشهدة" . والحمد لله لقيت إعجاب العديد من القراء ومن هنا دق جرس المشوار ولازال حرفي يسدل مداده باعتباره حاكما يحكم وجدانيتي بتضاريسه ورياحه العاتية لكل زمان ومكان ببراءة الطفولة الطاهرة ونبض الحرف الذي يدعم القلم .
3ـ هل للوسط الأسري والمحيط دور في تشكيل موهبة الكتابة عندك ؟
هذا ليس بغريب عن عالمي الصغير .فقد نشأت بأسرة فنية . والدي "العربي معروفي "كاتب وملحن ؛ و أخي بدر الدين معروفي شاعر وفنان.
فقد أصبحت أجد نفسي مولعة بفن الكتابة لأنها متنفسي الوحيد . مما جعل والدي يشجعني ويؤمن بموهبتي الشعرية .
4ـ من من الشعراء و"الشواعر" الذين كان لهم "هن" بليغ الأثر في نفسيتك من حيث قراءتك لدواوينهم "ن" ؟
أقرأ للعديد من الشعراء الكبار ولازلت أصقل موهبتي بالاطلاع على كنوز المعرفة وأذكر على سبيل المثال الشاعر الزجال الكبير الشيخ سيدي عبد الرحمان المجدوب عن كتابه الرائع (القول المأثور )وشاعر المرأة الكبير نزار قباني رحمهما الله .
5ـ في كتابتك الشعرية تطغى مسحة البحث عن الحب الهارب؛ هل صحيح ؟
أبحث في كتاباتي عن الإنسانية التي ضاعت وسط متاهات الدنيا .أبحث عن رسالة الحب والسلام التي اختفت من قاموس الحياة ، فأصبحت المادة سلطانا ؛ تحارب القيم النبيلة ؛ ففقد الأمن و الأماني ورحل الحب والإخاء والتسامح من عالم أصبح غريبا يبيح المحرمات وقتل النفس بغير حق . فبديوان أنين الليل حاولت التطرق لعدة مواضيع منها : الانسانية والوطنية والاجتماعية . قريبة جداً من الواقع المعاش لذا أثبت وجود عملي ؛ وأبذل كل ما بوسعي لأكتب الصدق بإحساس إنساني لاغبر . أكتب الحاضر بأحرف تخترق الحواس.
6ـ باكورة منجزك الشعري ديوان " أنين الليل" هل هو بوح جواني ؟ أم ترجمة لأحاسيس ومشاعر أفرزتها ولادة القصيد ؟
لحظة أبحر بعوالم الحروف لأجد نفسي هائمة تائهة بين تيارات هائجة من الأحاسيس والمشاعر الفياضة مصدرها بوح خجول تراكم على مر الدهر وحان الوقت لرفع ستار الترجمة بحرف كسر الحواجز لاستنباط المكنون من فتيل الذات.
7ـ جمع الديوان بين جنسين أدبيين ." القصيد الفصيح والزجل العامي" ؛ هل ضربك لعصفور بحجر واحد كان مقصودا ؟ بعبارة أخرى هل اقتناص المتلقي/ القارئ ؛ لما يعشق كان موضع رهان لديك؟
أختار المواضيع التي تشد الانتباه ؛ وتخاطب الروح ؛ لتصل إلى الوجدان بكل صدق. لذا أكتب بعض الحالات التي أعيشها فعلا وأغلب القصائد سواء كانت باللغة العربية أو اللغة المغربية العامية تجسد حالات أترجم إحساسها إن فرحا أو حزنا ليتسلطن الحرف بالتعبير عما يخالجني من مشاعر. فكل ما كان العمل جيدا يفرض وجوده ليصل الى أبعد مدى . المهم هو اختيار الموضوع الهادف والقريب من الواقع بإحساس عالي والاعتماد على الحس والموهبة التي تفرض تميزه لتصل الى المتلقي بذوق عالي.
8ـ ديوانك يوسم بالسواد ؛ هل رؤيتك للكون تتلحف بالسواد أيضا؟
اللون الأسود الذي يكتنف دفة الغلاف ما هو إلا صورة تعكس سراديب النفس التي ليست لها أقفال ؛تسبح وتتأمل بعمق الفضاء الكوني للتفكير بالوجود والذات ؛ باعتباره بابا للتجلي والبحث عن المضمون ببزوغ فجر جديد من عتمة لن يستمر زمنها تترقب موعد الحياة النورانية .
9ـ " أنين الليل" ديوانك الأول ؛ هل من مشاريع مستقبلية في الأمد القريب أو المتوسط .. ؟
إن شاء الله أحضر لحفل توقيع ديوان نقطة تحول وهو ديوان مقسم إلى جزئين : الجزء الأول باللغة العربية والجزء الثاني باللغة المغربية العامية وأتمنى أن ينال إعجاب القارئ الكريم.
طموحاتي لخدمة الأدب مستمرة إن شاء الله وأتمنى كسب رضى القارئ الكريم بكل ما هو راقي لخدمة الفرد والمجتمع بمواضيع مختلقة وهادفة .
شاركت بعدة مهرجانات منها :
المهرجان الوطني الرابع للمرأة المغربية 2011 بمدينة الدار البيضاء التي نظمته جمعية ملتقى بلادي للمواطنة ؛ وكذلك شاركت بمهرجان مقامات الإمتاع والمؤانسة بمدينة سلا تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة نصره الله.
وشاركت في الاحتفاء باليوم العالمي للشعر التي نظمته مديرية الشباب والمركز الوطني للإعلام
والحمد الله أعتبر هذه الملتقيات والمهرجانات بادرة قوية لتشجيع الإبداع بجميع أنواعه وأشكر جميع المنظمين على تفانيهم وسهرهم على نجاح هذه الملتقيات للنهوض بالأدب .
شكرًا للأستاذ كريم القيشوري على هذا الحوار الجميل.