في ليلة شتاء باردة والظلمة حالكة بينما أعانق وسادتي وأشد اللحاف على ما تبقى مني فجأة تذكرت أنه في متل هذا اليوم في سنواتي الضائعة كانت الفرحة ترقص في عيوني لكني اليوم أجدني ذابلة والدمعة تأبى تركي وحيدة فتذكرتك وانتحبت وغص قلبي بذكرى عيد ميلادك يامن كنت لي كل الحياة تذكرت كيف نثرت أحلامي في سبيل أن ترتسم البسمة على شفتيك شريط ذكرياتي معك يمر أمامي وأجلس القرفصاء في زاوية خالية باردة أجلس وحدي باكية وأراني أضمك وأمسح دمعك وأعانق صمتك وأراك تولي ضهرك لي وترحل عن حياتي رافضا حبي وضاربا عرض الحائط إخلاصي وكيف تمسكت بطرف ثوبك وانا من هول الصدمة لا أقوى الوقوف على رجلي كطفلة صغيرة تتوسل منك حنان الأب الذي رحل عن دنياها وتركها وحيدة وسط غاب مخيف استرجيتك ودموعي تجرح خدي واهاتي وصلت أقصاها وبلا شفقة نزعتني من حياتك وبقيت وحيدة وندمت على طيبتي وبدأت أدوس بقدمي على قلبي الذي رميته واستفقت وفهمت أنك شخص غير الذي عرفته وفهمت انك كلما كنت تكبر بداخلي كنت أصغر بداخلك حتى استحلت مجرد قطعة ثلج دابت وهي تنتظر منك جرعة وفاء وتمنيت لو كان في قلبك ذرة من وفائي ولو كان في قلبي ذرة من غدرك لكنت وجدت تبريرا لجفائك لست ألومك فقط أردت الوقوف أمام من كنتها في الماضي عارية من كل أقنعتي حتى أكره ما اعتبرته أسمى عاطفة حتى أتعلم من أنانيتك درسا أعيش به ما تبقى من حياتي وكي أجد في ماضي دواءا لجرحي وحتى أعيش لنفسي واتعلم الوفاء لقلبي كي لا أسمح لأحد بامتلاكه وكي أحيطني بهالة الشر مادامت الطيبة ضعفا وانكسارا فالشر ارحم عدت الى واقعي فمواجهة واقع قاس افضل من العيش في وهم يسرق سنين عمري ويتركني خالية باكية موجوعة كما بدأت ورغم كل شيء أتمنى أن تعيش من العمر ما يكفيك لتختبر ألمي عمر يكفيك لمراجعة مافعلته بي ولتعرف أن الحب عملة ناذرة تجعلك أغنى الناس ولتندم على اختيارك فقر الروح ولتبكي بحرقة كما بكيت يوم هدمت قصور أحلامي وكي تتأكد عن تجربة أن الغدر والجراح الى صاحبها تعود أسرع من منحدر ماء
الرئيسية
موضوع: ذكرى عيد ميلادك 
السبت 8 ديسمبر - 0:59
