في عز العناء
نعود الى الذكرى
ونرجع سنينا الى الوراء
نتوارى خلف الظمأ
ونمتح من ذاكرة النسيان
لنخوض في الماضي
ونسبح في زبد المكان
نعود الى الذكرى
ونحتضن التماثيل الصماء
ونرسم عليها حروف الجفاء
ونروي حزن المكان
بدمعات فاترة
غاب لهيبها واندثر
وغدت مجرد قطرات
تعبث بالأحذاق
مجرد ربيع ساخر يحن للذكرى
ولا يرضى بالواقع والعناء
نعود الى الذكرى الصامتة
التي يعتريها السكون
وتظل نابضة في بؤرة المكان
لترتدي حلل ألاوجود
وتتوارى خلف العدم
لتغدو مجرد لاشيئ
مجردسقم كان
مجرد غيث انقرض
غفا واندثر
مجرد نهر ظامئ
حينما نشرب نتوه
وحينما نحن نتالم
نعود الى الذكرى
ونحاول الرجوع
الىأحرف الماضي
الى لبنات عتيقة
لنبنى قصورا واهية
حينمانستيقظ
لن نجد سوى سراب قاتل
غادر المكان
واختفى من العمق الكائن
وتاه في ألاوجود
حينما تعود الذكرى
نقف على الاطلال
ونبكي ديارا بلا انسان
لوكنت ذكرى
لقتلت الايام
ولجرفت الثواني السامقة
ولعدمت اللحظات الزائفة
واجثو على ركبتي
لاطلب الصفح من الحنين
وأرثي الانين
بكلماتي
واقهر الحزن الدفين
بتنهداتي