أربع قطرات من رذاذ الحب


القطرة الأولى
*
بكيت حتى ذابت في أحداقي
جلاميد الأحزان
واحتملت الشجون
ومسحت ُ على صدري
بعِطر الرَّيْحان
وغسلتُ أحلامي
برحيق الزَّهرِ
وعبير النِّسْيان
بكيت في صمت
وأجْهَشتُ كالأطفال
يبلِّلُ دمعي كلَّ أسراري
ويسقُطُ الحُبُّ
على أوراقي
كالمطر
يفضح في شجوني
جانب الإنسان

0.0.0

القطرة الثانية
*
عينايَ لا تنظران إلا شيْئَيْن
ابتسامة من شفتيك
تُغَيِّر مملكتي
تَسْجُن الدُّجى في حقيبتي
وتَنْثُر حوْلي
لآلئ النور
وفيْروزَ الأنغام ..
وعَيْنَيْك السَّاحرتين
تجعلاني أنسى الوجود
وأتنهَّدُ على إيقاع القمر
تجعلاني أغرق في عُمْقِهِما
أذوب فيما تَحْوِيان من كلام
أُحِسُّ فيهما جَنَّة الحُبِّ
وتراتيل الهُيام ..

0.0.0

القطرة الثالثة
*
حين وُلِدت
سَكَنتُ قصور قلبِكَ
وترعرعت في حدائقك
وبساتين عمرك الخضراء
ودرست علوم الكون
في مدارس نبضك
ونلت أعلى المراتب
وتخرَّجت من أحسن الكُلِّيات
وعندما الْتَقَيْتُ فيك جُرحي
أدركتُ ..
أنني لم أتعلَّم شيئا
عن الحياة
فحُبُّك يا سيِّدي
جعلني رقما
في سِجِلِّ الوفيات

0.0.0

القطرة الرابعة
*
أوْرَقَتْ أوْرَاقي
فلم تَعُد كما كانت وَحِيدة
وكتَبتْني الحُروفُ
زهرة في صَبيحة الرَّبيع
يُعطِّرُها رَذَاذُ الْمَطَر
حالمةً ..
كفراشات تلبَسُ آخر الألوان
واخْتَفَى في ناظِري
فجْر الصَّيف
وتَوَضَّأَتْ أبْجَدِيَّتي
في تَدفُّق القمر
وتأكَّدْتُ أنّني لم أفْقِد الصُّوَر
فمازال عِندي بقيَّة أشياء
وقلبي .. رغْمَ الخريف
لم يعتَزِم بعدُ السَّفَر


فاطمة امزيل
سفيرة المحبة