الاتحاد المغربي للزجل من التأسيس إلى الترسيخ بقلم علي مفتاح شارك في نقاشها و رسم خطوطها جميع أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد
مساء الزجل بطعم وجوهكم ،مساء الورود لكل النساء الحاضرات معنا اليوم و هن يحتفين بيومهن العالمي ،نقطف لكن من عمق وجداننا ،الذي ما كان ليكتمل لولا وجودكن، إكليلا نضعه عرفانا و تقديرا لمقامكن و تواجدكن الجميل في حياتنا .مرحبا بالحضور الكريم ،سعداء جدا أننا التقينا مرة أخرى كي نتقاسم لحظة وفاء للزجل .
إخواني أخواتي
تتعدد الرؤى و تختلف أشكالُ طرحها ،لكن يبقى قاسِمَها المشترك هو مدى موضوعيتَها في ملامسة جوهر قضاياها بكل صدق و بكل أمانة ،و الموضوعية هنا كمفهوم تتحدد وفق تحليل شاف ،يستقرئ ،يستنبط ،يقف على مكامن المعطيات بكل نقائضها ،سلب\إيجاب ،تفاعل\انفعال ،و سنحاول جاهدين من خلال هذه الورقة أن نكون أكثر موضوعية في ملامسة واقع الممارسة الزجلية ،و في المقابل سنحاول أن نقف على بدائل لكل الجراحات التي تنخر واقعنا الزجلي.أكيد أن منظومتنا الفكرية و ما تحتويه من منهجية توجيهية تحددها مسبقا المعطيات القانونية للاتحاد المغربي للزجل باعتباره إطارا وطنيا يمثل الزجل و الزجالين و الزجالات بالمغرب ،كما تحددها معطيات أخرى ترتبط ارتباطا جوهريا بالمعطى الأخلاقي و السلوكي للفاعل داخل الحقل الزجلي ،أي ما يمكن أن نصطلح عليه وفق تصور كوني تقييمي شمولي " إنسانية الإنسان ، أو المبدع في علاقته بسلوكه الإنساني " .
و الاتحاد المغربي للزجل ،و هو ينظم اليوم لقاءه التواصلي هذا و الذي اختار له كشعار " لحظة وفاء للزجل " في ذكرى مرور سنة على تأسيسه،فإنه يهدف من وراء هذه اللمة الزجلية التوقف لحظة لاستقراء الذات ،ما تحقق له و ما لم يتحقق ، من يوم تأسيس هذا البيت الزجلي ،أي يوم 12 مارس 2011 إلى غاية يومنا هذا ،فهل لدينا القوة و الشجاعة الكافيتين كي نقول بصوت واحد يختصر صوت كل التركيبة المشكلة لمكتبه التنفيذي ،أننا أنجزنا أشياء على أحسن وجه ،و أشياء أخرى لم نستطع إنجازها ،و أخرى لم تعكس بحق ما كنا نطمح إليه ،و أو أن تحققها لم يترجم أفكارا كنا نسعى جاهدين لتحققها ؟ ما حدود حضورنا كإطار في الساحة الزجلية ؟ و هل استطعنا خلال سنة من الولادة أن نوقع على شهادة ميلادنا وفق رؤية خاصة بنا ليست تابعة و لا منسوخة على منوال رؤى من سبقونا ؟ و نساءل أنفسنا كمكتب تنفيذي ،كل واحد حسب موقعه الخاص داخل هذا المكتب ،ماذا قدمت لهذا الإطار ؟ و هل قدمت له ما عاهدت الزجل عليه يوم اقترح اسمك و انتخبت ضمن التمثيلية القانونية للزجل و لإخواني الزجالين ؟ ما الحدود التقييمية لعملنا وفق الرؤى التناسقية و التوافقية داخل تشكيلة مكتبنا التنفيذي ؟
تتعدد الأسئلة و تتناسل و ترسم لنا حدودا ما بين الذاتية و الموضوعية ،ما بين الواقع المحقق و ما بين المرجو و المأمول ، ما بين الكائن و كيف يجب أن نكون ،بين كينونة الفعل المتخيل و ما بين حقيقة حدوثه و ترجمته إلى واقع . فإننا نقف اليوم أمامكم و نحن نعي تمام الوعي أن مسؤوليتنا و كذا الوعد و العهد اللذان قطعناهما على أنفسنا و بحضوركم يوم التأسيس،يلزماننا كي نقرعلى أن التشييد و البناء خارج منطق المكاشفة الحقيقية و شفافية العلاقات ،أكيد سيجعل من هذا البناء لا قاعدة و لا أساس له ،فخطابات التباكي و الاختباء وراء انعدام الموارد المالية ،التي هي أساس الفعل و روح التشييد ،لن نقبل على أنفسنا أن تكون مبررا لمسيرتنا ،ما تحقق فيها و ما لم يتحقق ، و الحق نقول و بصوت نريده أن يخترق جميع الأقبية المتحجرة التي شيدت على أساس رفض كل ما هو جاد و مدر للنفع العام : أن الاتحاد المغربي للزجل لم يتوصل إلى حدود كتابة هذه الأسطر بأي دعم يذكر ،و أن ما قام و ما سيقوم به في الأمد القريب هي مبادرات بموارد ذاتية لبعض أعضاء المكتب التنفيذي،و هنا باسمكم أتوجه بالشكر الجزيل للإخوة في المكتب الذين أعطوا من وقتهم و من مالهم من أجل إعلاء الكلمة الزجلية تحت لواء الاتحاد ،تحضر أسماء و أخرى تغيب و القلة الحاضرة تعطي و تغدق في العطاء من أجل أن يسير قطار الاتحاد سيره العادي و الصحي .
نعم لقد مرت سنة على تأسيس الاتحاد المغربي للزجل،و قد كانت هذه السنة سنة تثبيت دعائم هذا الإطار و التعريف به وطنيا و كذا عربيا ،و لقد أصبح الاتحاد بفضلكم و بفضل من يحملون أعباءه على أكتافهم إطارا له حضوره الفاعل في الحقل الزجلي المغربي،فقد استطاع خلال سنة من الصرخة الأولى لولادته أن يحقق مكاسب عدة ،و أن يحظى بثقة مؤسسات جمعوية لها حضورها الفاعل و لها تمثيليتها الراقية وطنيا و عربيا . و بروح ملؤها تثبيت الذات و في إطار نسجه لعلاقات تشاركية مع عدة هيئات و إطارات جمعوية إيمانا منه في الانفتاح على مختلف الفعاليات خدمة للزجل،فقد نظم المرصد الوطني للشباب و التنمية المهرجان العربي الثاني للزجل بتنسيق مع الاتحاد المغربي للزجل ،الذي حضر إلى مدينة أزمور محملا برؤى انفتاحية هدفها الأساس هو التعريف أولا بالتجربة الزجلية المغربية لدى نظرائها في عالمنا العربي الذي كان ممثلا بعدة دول عربية شقيقة ،ثم نسج جسور التواصل مع شعرائنا العرب ،و هكذا فقد وقع الاتحاد المغربي للزجل عقد شراكة مع الرابطة المغاربية للأدب الشعبي و التي مقرها جمهورية الجزائر الشقيقة و قد وقع عن الطرف الجزائري السيد توفيق ومان باعتباره رئيس الرابطة المغاربية للأدب الشعبي و محمد مومر عن الطرف المغربي باعتباره رئيسا للاتحاد المغربي للزجل .و قد جاءت أهداف هذه الشراكة ليؤكد الطرفان من خلالها رغبتهما المشتركة في التعاون و التنسيق حسب أهداف منصوص عليها في العقد المبرم كالطبع المشترك و تمثيلية كل طرف في الملتقيات التي ينظمها الطرف الآخر ،و تبادل الزيارات و ذلك بغية خلق جسور ثقافية بين البلدين الشقيقين ،اللذان ارتبطا عبر تاريخهما المجيد بأواصر الأخوة و الصداقة ،و يقتسمان تراثا خصبا و غنيا ،من شأنه أن يدفع بكلا الطرفين نحو تعميق أهداف هذه الشراكة من أجل ثقافة مغاربية تتخطى كل الحدود و تكون في بعدها الوحدوي خطوة أساسية و فعلية نحو هوية ثقافية واحدة ألا و هي الهوية الثقافية المغاربية . و من هذا المنبر اسمحوا لي باسمكم أن نتوجه بخالص شكرنا لزجالنا المقتدر سي أحمد لمسيح الذي كان له الفضل في التعريف بالاتحاد لدى إخواننا في الرابطة المغاربية للأدب الشعبي و رئيسها الزجال الجميل توفيق ومان ،و قد استطاع سي احمد أن يدلل المسافات بين الطرفين المتعاقدين،كما اننا نشكر له سعيه الفاعل نحو إدراج اسم الاتحاد المغربي للزجل في الاتحاد العام للأدباء الشعبيين العرب و الذي ترأس دورته الحالية دولة العراق الشقيقة ممثلا بالأستاذ فرحان العكيلي،شكرا لك سي أحمد و شكرا لكرم احتضانك لاتحادنا هذا و سعيك الدائم دون كلل أو ملل نحو الإرتقاء به من المحلية إلى العربية .
و هكذا فقد يتبين لنا من خلال هذه المحطة المهمة مدى حرصنا و سعينا كإطار نحو نقل و السفر بالزجل المغربي و التعريف به عربيا ،و توسيع محيط عشاقه ،و بالفعل فقد اتسعت دائرة عشاقه و محبيه،و أصبح شعر الزجل بالمغرب يقرأ بعيون مشرقية ،عيون عشقت القصيدة الزجلية الحديثة المغربية برؤاها الحداثية و بأسمائها التي أصبحت مرجعا مهما في الحداثة الشعرية المكتوبة باللغة الأم .و من هذا المنبر كذلك ،تحية تقدير و احترام نبعثها على أثير الروح للمبدع و الشاعر العربي السوري شاهر خضرة ،الذي أصبح من المدافعين و المناصرين للمشروع الحداثي الزجلي المغربي ،فيكفينا اعتزازا أنه صرخ في إحدى الملتقيات العربية التي كان نقاش إحدى ندواتها يدور حول الحداثة في شعر الزجل العربي ،فقال قولته التي سيحفظها له و لنا التاريخ " إن كانت هناك حداثة في الشعر العامي العربي،فإن موطنها هو المغرب " ، و من مغرب أحب مشرقك يا شاهر ،نصفق لكرم إنسانيتك و لموقفك العاشق و النبيل و نقول لك : " أن الاتحاد المغربي للزجل يتشرف بمكتبه التنفيذي و قد قرر و بإجماع منه منحك العضوية الفخرية ،هنيئا لنا بك عاشقا فوق العادة و فوق التصور " .
و بقلب مغاربي ينبض لوحدة مرتقبة ،يكسر بقوة الشعر كل الحدود و الأسلاك الوهمية ،يسن قانونه الشعري ،فينجلي وجه بملامح مغاربية ،و بمركز " زوج بغال " الحدودي لم تعد القصيدة المغاربية تنتظر من يتبرع لها بتأشيرة العبور ،لقد عبرت و انتشرت و سمع صداها في جميع عواصم المغرب العربي الكبير ،فالرابطة المغاربية للأدب الشعبي و هي تعقد شراكتها التاريخية مع الاتحاد المغربي للزجل ،عرفت كيف تختصر المسافات و استطاعت أن تفرض حكمة الشعر على قتامة المواقف التي فرضت ضدا على مواقف الشعبين الشقيقين ،فالشراكة باختصار شديد هي انتصار لحكمة الشعر و لسننه التي لا تعترف بالمتاريس و الأسلاك .شكرا للرابطة و موقفها الوحدوي،شكرا لرئيسها توفيق ومان على ثقته و إيمانه أن بالشعر و لا شيء غيره ممكن أن نبني و نفتح جسورا عجزت جهات أخرى على فتحها، و شكرا كذلك على تكفله بطبع الديوان الجماعي للزجالين الشباب الذين شاركوا في المسابقة الزجلية خلال المهرجان العربي الثاني للزجل المنظم من طرف المرصد الوطني للشباب و التنمية بمدينة أزمور بتنسيق مع الاتحاد المغربي للزجل .
يمر الزمان متسارعا و قد يسحب وراءه ملامح لأمكنة تقاسمنا فوقها بعض الكلمات،نقبض على اللحظة نعصرها بمكانها و بكل ملامح الذكريات ،فلا يبقى من كل علاقاتنا سوى الموقف | المبدأ ،الموقف من الفعل الحقيقي ،الموقف من انعكاس هذا الأخير على أفعالنا و كيف ترجمناه إلى تفاعل حقيقي كذلك ،كثيرة هي الأفعال ،قد نراكمها قولا ،و قد لا نترجمها إلى أفعال حقيقية أو بالأحرى إلى مواقف ،و الموقف يقتضي منهجية في التجريب و في بلورة مجموع الأفكار و ترجمتها و تحويلها إلى فعل |موقف، فالسنة التي مرت على تأسيس الاتحاد المغربي للزجل،كانت بحق سنة التثبيت أولا و ترسيخ بعض الأفكار و تداولها ثم ترجمتها إلى أفعال | مواقف . فما إن حصل الاتحاد على وصله النهائي ،و هذا مكسب يحسب للإخوة الذين كابدوا و ناضلوا من أجل تحققه ،حتى شرع الاتحاد في ترجمة رؤاه إلى أفعال،فكان الهاجس الأول هو أن يجد لنفسه مقرا دائما ،و بالفعل فقد تأتى له ذلك بفضل جهود بعض الإخوة من داخل المكتب و على رأسهم السيد أمين المال عزيز غالي و كذا مجهودات بعض الغيورين على الاتحاد،و هنا يحضرني اسم يستحق منا كل التبجيل و التقدير،إنه الفاعل و المناضل الجمعوي حسن حمي،الذي نشكر له تعاونه الملفت خدمة للإطار و تفانيه في تلميع صورته .و من داخل مقرنا الجديد " مركز التأهيل الاجتماعي بالمحمدية " انبثقت مشاريع تحمل أفكارا و مواقف تهدف بالأساس إلى تغيير نظرة بعض الجهات لشعر الزجل ،فكان المطلب الأول لوزارتنا الوصية على قطاعنا الثقافي هو تحديد تاريخ ليوم وطني للزجل و إدارج الكتابة الزجلية ضمن قائمة الجوائز التي تمنحها الوزارة سنويا شأنه في ذلك شأن باقي الأجناس الأدبية الأخرى ،و بنفس الموقف و نفس النظرة التي ترمي إلى تغيير بعض المواقف البائدة التي لم يعد لها مكان بيننا ،بعث الاتحاد بملتمس للقناة التلفزيونية الثانية قصد إدراج الزجل ضمن المسابقة الوطنية التي تنظمها القناة كل سنة .
و متى تواجدت الكلمة بكل حمولتها و أبعادها ،إلا و تواجد الموقف ،موقف من إنسانية الإنسان و ما يحمله في طياته من شكل و أنواع العلاقات التي تربطنا ببعضنا البعض . و إن الاتحاد المغربي للزجل و هو يقرر بإمكانياته المادية المحدودة و إن لم نقل المنعدمة ،أن يأخذ على عاتقه طبع ديوان " النون المسكون " للزجال الجميل المصطفى اسنينة يفي بوعده القديم الجديد و المتجدد دوما داخل أروقة تلك السنن التي تحكم علاقاته و تخط مسارا لرؤاه و خطاه ، ذلك الوعد الذي يتحدد وفق مبدأ راسخ ألا و هو الاعتراف للآخر في حقه في التواجد الإبداعي ،و إنصاف الكلمة الزجلية أينما تواجدت ،فهنيئا لنا و هنيئا للزجال المصطفى اسنينة ديوانه البكر ،فديوان النون المسكون لن يكون الأول و الأخير في أجندة مواقفنا المبنية أساسا على الانتصار للأصوات الزجلية و رد الاعتبار لها و الانتصار في الأخير للزجل للعشق الذي يوحدنا ،إنه الزجل .
و إيمانا منا بضرورة إيجاد صيغ أخرى لتصريف الزجل في قوالب و أشكال فنية أخرى ،و هي الفكرة التي تداولها الإخوة في المكتب خلال اجتماعهم الأخير بالهيئة الإدارية ،و هنا يحضرني اسم تعرفه الحروف و تعشقه المعاني الزجال محمد عزيز بنسعد ،استطاع رفقة توأمه الزجلي و رفيق دربه الزجال ادريس بن العطار و بمعية أسماء زجلية أخرى ، أن يصوغوا لنا برنامجا يشهد له بالتميز و التفرد ،عمل متكامل حيث يمتزج الزجل بموسيقى كناوة ،سبعة قصائد لسبعة زجالين توحدهم تيمة الاشتغال على " كناوة " و ما يحيط بهذا العالم الروحي العريق من طقوس و عادات نفتخر بانتمائها لهويتنا، و المشروع حسب طرحه الأولي سيكون بثلاثة أوجه فنية : قراءات للقصائد السبعة مع المصاحبة الموسيقية للمعلم المميز محمود كينيا ،ثم طبع أونطولوجيا بقرص مدمج و أما الوجه الثالث فسيصاغ في قالب فني مسرحي تتداخل فيه مجموعة من الفنون و الأشكال التعبيرية الإبداعية ، و قد شرع الإخوة في ترجمة هذا المشروع إلى فعل ،و ستكون مدينة الصويرة هي المحتضن الأول لهذا العمل و تحديدا يوم 21 مارس أي بعد هذا اليوم التواصلي مباشرة ،و سيتكفل الاتحاد المغربي للزجل بطبع الانطلوجيا و قرصها مع احتضان العمل و مواكبته كي يأخذ حقه من الانتشار و النجاح .
أشياء و أشياء ،و للزجل علينا حقوقا نبسط له قلوبنا كيف شاء ،فصوتنا الزجلي يلزمه منبرا ،و منبرنا سيكون مجلة " زجل " الاتحاد المغربي للزجل ،قريبا جدا سيصدر العدد الأول و الذي سيقع في 44 صفحة و ستجدون ضمن محاوره :
1 ـ الجذور والامتدادات في القصيدة الزجلية المغربية
" ظل الغنائية، وسحر الاشتغال " للزجال و الباحث محمد الراشق
2 ـ حوار مع الزجال ادريس بن العطار حاوره عبد الجليل العميري ـ زكريا مهيمدة
3 ـ الاتحاد المغربي للزجل من التأسيس إلى الترسيخ ( محور خاص بأنشطة الاتحاد المغربي للزجل )
4 ـ الشهادة التي ألقاها الزجال أحمد لمسيح بالمهرجان العربي الثاني للزجل
خلال حفل تكريم الزجال أحمد الطيب العلج " يا أبانا الذي في الزجل "
5 ـ جدلية السخرية و الانتحاب في ديوان "حتيت بلا مغزل" للزجال محمد عزيز بنسعد للناقد المصطفى لمباشري
6 ـ أخبار ثقافية متنوعة و إصدارات
7 ـ و عدة قصائد موزعة على مختلف الصفحات .
و أما الحدث الأكبر الذي نشتغل عليه و سيكون بدعم من وزارة الثقافة و كذا عمالة الناظور هو المهرجان المغاربي للزجل الذي ستحتضنه مدينة الناظور و ستكون تونس هي ضيفة الشرف،و تجدر الإشارة في هذا الباب أننا استقبلنا من قبل ديوان السيد وزير الثقافة ممثلا في الصديق و الأخ المبدع المسرحي حسن النفالي ،الذي نوجه له من هنا تحية تقدير لما قام و يقوم به خدمة لمشروعنا الثقافي هذا ، و بنفس الرؤية التي تنبني أساسا على ترسيخ الخطوة و تثبيت المسار ،و الحضور الفاعل خدمة للزجل و كل قضاياه،و ضعنا مشروعا لدى المكتب الشريف للفوسفاط بمدينة اخريبكة كان قد أعد أرضيته كل من الزجال حفيظ المتوني و الزجال محمد ضريف ،الذي نشكره على تفاعله مع كل مقترحاتنا التي همت رؤية الاتحاد فيما يتعلق بمهرجان خريبكة الأول للزجل و الثقافة الشعبية .كما أن الاتحاد و بمدعم خاص من مستشاره زجالنا الكبير سي ادريس أمغار مسناوي سينظم مهرجانا خاصا بالشباب بمدينة تيفلت،شكرا للسي ادريس مسناوي على دعمه لكل مشاريعنا و مشاركتنا بآرائه النيرة و السديدة،فسي ادريس كان مرجعنا الأول في كل خطواتنا، نؤم إليه ،يفتح بيته لنا،و لا يبخل علينا بالنصيحة و التشجيع .
من أجل رؤية بديلة للأشكال التنظيمية للمهرجانات و الملتقيات الزجلية :
كثيرة هي المظاهر التي أصبحت تلتصق بهذا الجسد الزجلي،كثيرة هي أوجهنا التي تتمظهر لنا و لكل متتبع لما يعتري ساحتنا الزجلية،و هي أوجه كما قلنا في التقديم فرضها غياب إطار محتضن يدافع عن قدسية الزجل و حرمته،غياب لعقد من الزمن أو أكثر فغاب معه التأطير التنظيمي و التقييم الموضوعي النقدي لكل ما يكتب و ينسب ظلما للزجل،الشيء الذي أفرز لنا واقعا مختلا،فأصبحت الألقاب الوهمية توزع بسخاء حاتمي،هذا أمير و ذاك وزير و ذاك كبير و الصغير في المشهد كله هو الإبداع و جماليته التي غابت،و الزجل يطل من شرفة الإمارة،يبكي زمنا أصبحت فيه الرداءة تعزف لها أناشيد التطبيل، و المنتمون للكتابة الزجلية الحقيقية،لا يملكون في ظل قتامة هذا الوضع المهترئ سوى الاغتراب القسري في جحور الكتابة بعيدا عن كاميرات النفاق الأدبي و مكبر صوت الوصولية و " التنقاز ف الظلمة " .
إخواني أخواتي ،بقلم أدمته هذه الصورة الجريحة ،ندعوكم للانخراط كل حسب موقعه و مسؤوليته من أجل تغيير هذا الواقع المختل ،و إن الاتحاد المغربي للزجل بدعم منكم أنتم رموز الزجل و الأوفياء لرسالته ،عازم على المضي نحو تغيير واقعنا هذا ،فالتغيير يجب أن ينطلق من داخل الإطار نفسه ،فما قيمتنا كإطار وطني إذا لم نربي أنفسنا أولا على احترام حرمة الزجل ؟ ما قيمة مهرجاناتنا و ملتقياتنا إذا لم يرد فيهما الاعتبار للزجل و الزجال الحقيقي ؟ ما الدور الفاعل الذي يمكن أن نقوم به من أجل إيقاف هذا السيل الجارف من الرداءة الشعرية و الانتصار للزجل و للأقلام التي تحمل هم الارتقاء بالقصيدة الزجلية ؟ و في هذا الإطار و إجابة على مجموع كل هذه الأسئلة التي أكيد أنكم طرحتموها على أنفسكم أو تداولتموها فيما بينكم ،فقد عقد المكتب التنفيذي عدة لقاءات بحضور مجموعة من الفاعلين و الغيورين على الزجل و الإطار الذي أصبح يمثله و يتكلم بلسانه ،فكان الإدماع على ضرورة أن يجد الاتحاد لنفسه مكانة فاعلة و دورا محوريا يلعبه من أجل تغيير كل هذه المظاهر . و هكذا فقد ركز الإخوة في كل تدخلاتهم أولا على ضرورة إيجاد صيغة و رؤية بديلة للأشكال التنظيمية للمهرجانات و الملتقيات الزجلية .
و عملا بمبدإ ترجمة النظرة و الأفكار إلى أفعال و الأفعال إلى مواقف ثابتة ،مواقف يجب أن يراعى فيها حضور ثالوث يشكل جوهر الفعل بكل مقوماته و كل تراكيبه : هناك أولا الزجل أي فعل الكتابة ، ثم الزجال المبدع و أخيرا المتلقي .و لمراعاة هذا الثالوث لن نقول المحرم استنادا إلى عنوان الكتاب المعروف لصاحبه "بو علو ياسين" و لكن سنقول الثالوث الحلال ،ثالوث بمراعاة معطياته و ما يرتبط بها نصل إلى فعل الممارسة الحلال للكتابة،فالأشكال القديمة و المستهلكة للمهرجانات و الملتقيات ساهمت بشكل أو بآخر في قتامة صورة واقعنا الزجلي و لم تلعب دورها الأدبي الذي كان من المفروض أن يساهم في الارتقاء بالقصيدة الزجلية ، كيف ذلك ؟ فالمهرجان الذي يستدعى فيه أكثر من 30 زجال مع العلم أن بعض أسمائها المقترحة ينبني في الغالب على أسس و معايير هي خارجة عن نطاق ما هو أدبي و زجلي ،و المتلقي هذا المسكين الذي يُزجَل في اليوم مائة زَجْلة،تختلط عليه الكتابات و تتزاحم في مخيلته صورا تتأرجح ما بين التقييم الحقيقي و الوهمي لفعل الكتابة ،فالمهرجان لا يسمى مهرجانا بالكم و لكن بالكيف و التركيز أكثر على المعطى النوعي ،و لهذا و بناءا على ما سبق ،فإن الاتحاد وضع جدولا متنوعا لأشكال الملتقيات تراعى فيها كل هذه المعطيات :
1 ـ المهرجان السنوي الكبير للاتحاد المغربي للزجل ،يستدعى إليه كل من يتوفر على بطاقة عضوية الاتحاد ،زجالون ، نقاد ، مهتمون و عاشقون و قد اتفق مبدئيا على أن نطلق عليه " مهرجان لمة الخوت ف الحروف " ،و قد يصل عدد من وجهت إليهم الدعوة إلى مائة أو أكثر، لكن سيكون لستة زجالين فقط الحق في الصعود للمنصة و إسماع صوتهم الزجلي،و هنا نركز مرة أخرى على الحضور و المتابعة النقدية،فكما يقول دائما الناقد الجميل عبد الجليل العميري " إن النقد هو صمام الأمان " به نرتقي و بغيابه نُبقي على قوالبَ نجترها حسب الكائن ،و هنا تأتي ضرورة التوثيق الورقي للمهرجان زجلا و كتابات نقدية . فمن توجهت إليه الدعوة كي يكون ضمن القائمة الرسمية المتكونة من ستة زجالين ،يجب ان يعرف أن السنة القادمة سيترك مكانه لاسم و زجال آخر،فالاختيار سيكون بشكل دوري ،لن نقصي و لن نستثني أحدا .
2 ـ ملتقى بزجال واحد ،و كاسم و عنوان أولي سنسميه " واش حروفي شابهاني ؟ " سيكون الملتقى فرصة للاحتفاء باسم أعطى فأغنى الساحة الزجلية ،فرصة بالنسبة للنقاد و الباحثين للاشتغال على تجربته الزجلية ،و فرصة كذلك للمتلقي كي يستمع و يستمتع بتجربة واحدة و فرصة كذلك للمحتفى به كي يُسمع صوته الزجلي دون إكراهات عَمَّرَت بيننا طويلا و المتمثلة كما أسلفنا في ذلك الطابور الطويل الذي يتناوب على المنصة كل حسب دوره و الوقت المخصص له .
3 ـ سيكون هناك طبعا أمسيات زجلية متعددة و متنقلة بين مختلف المدن المغربية ،و طبعا سيراعى فيها مبدأنا الذي سنسير عليه، ألا و هو " القليل من العطر يكفي ".
و قبل ان نختم هذه الورقة ،يجب ان نشير إلى نقطة مهمة و حاسمة ،نرى أن تطبيقها التطبيق القويم المبني على أسس أدبية و نقدية ،أكيد أننا سنغير مظاهر مرضية عدة تفشت في جسدنا الزجلي، إنه القانون المنظم للعضوية،و هنا نتوجه بالشكر الجزيل للشاعر و المنظر الجمعوي بامتياز الأخ محمد شيكي الذي بعث إلينا بمشروع قانون و شروط العضوية ،و سنعمل قريبا على طرحه على المكتب لمناقشته و المصادقة عليه .طبعا سنعيش بعد قليل حفل توزيع بطاقات العضوية،فقد اكتفينا كدفعة أولى ببطاقات المكتب التنفيذي و كذا الهيئة الإدارية و بعض النقاد و رواد القصيدة الزجلية الحديثة ،و هنا لابد أن نفتح قوسا كي نتقاسم حكاية طريفة وقعت خلال الاتصالات التي كنا نقوم بها من أجل تجميع صور الإخوة الذين وقع عليهم الاختيار فيما يخص بطاقات العضوية،و قد كان بطل هذه المستملحة هو الزجال المقتدر سي احمد لمسيح ،فقد اتصل الأخ الكاتب العام سي علي مفتاح بسي أحمد و حدثه عن ضرورة إرسال صورة شمسية من أجل العضوية ،و كان سي احمد قد قرأ في إحدى المواقع الرقمية قانون و شروط العضوية التي وضعها الاتحاد و التي تلزم طالبها بضرورة إرسال بعضا من قصائده إلى اللجنة العلمية التي تبث في العضوية ،فقال سي احمد :" على الكل ان يمر عبر هذه اللجنة،و أنا مستعد أن أبعث بقصائدي ." فماذا نستخلص من هذه المستملحة ،أو هذا الدرس الجميل الذي يحمل في عمقه عدة دلالات ،فمرورنا عبر هذه اللجنة لا يعني إطلاقا وضع تصنيف أو تفاضل بين الزجالين ،و لكن لكي نوقف نزيف الرداءة ،و نعطي لهذا الإطار قيمته و هيبته، بفضل تعاونكم و تفهمكم سنحققها .
دمتم أوفياء للزجل ، تحياتي بطعم لذة النص الزجلي الذي نتقاسمه. شكرا لإصغائكم