سألوني من أكون ؟ فحملقت في ذهول وأدركت اني لا أعرف حقا من أكون فهرولت وانزويت عن العيون حتى أبحث في ذاتي عمن أكون وتذكرت وأنا أبكي بجنون ما كنت عليه وماكان يجب أن يكون كنت وردة يكسوها الندى يداعبها النسيم في الحقول حرة بيدي قلبي وفي اليد الثانية عقلي أعرف كيف أزن الأمور كنت أود أن أكون سيدة البسمة والكلمات والحكمة سيدة تتوسد الكتب وتلتهم السطور لكن حلمي ضاع مني وتبدد كالغيوم لكني مازلت هناك في أحد الاركان البعيدة من ذاتي السيدة الواعية شامخة بين ظلال الحكمة أراجع منطقي وأدور في فلكي حولي إيطوبياتي وميتافيزيقيتي بعيدة كل البعد عن سفسطة من هم حولي متعالية عن سفاسف الأمور فابتسمت ابتسامة بريئة حين اكتشفت أكسير كينونتي نعم مازلت أنا نفسي لم يستطع الزمن ولاقسوة الظروف أن يمحي ما حفر في جدار ذاكرتي مازلت صخرة فولاذية لم تطويها الأيام مازلت أمشي مزهوة بروحي الصافية وقلبي الدافئ وعقلي الدافق ونظري الثاقب وفكري النافذ مازلت كما أنا ولم أنهزم ولم أمت ولم تدسني أقدام الزمن مازلت أتنفس حبي للكتابة ولهي بالفن عشقي لعالم الخاصة مترفعة عن من حاولوا هدمي لكنهم فشلوا ومانالوا مني ها أنذا يا أشقائي الكرام يا أبناء أبي أواجهكم كالصقر بعدما سحبتم بساط لقمة عيشي من تحتي مازال قلبي في صدري وعقلي في رأسي وهذان لم ولن تستطيعوا سلبهم مني وأعلن اليوم عليكم حربي بعد أن نفضت عني غبار الحزن وبدأت أصحو من وهم حبكم وأخوتكم الزائفة وما عاد يهمني من أكون فأنا بيدي أن أكون من يجب أن أكون ومن سأكون أعدكم سيوصلكم إلى حافة الجنون