السلام عليكم ورحمة الله تعالى وباركته
أخواتي الزجالات، إخواني الزجالين
أيها الحضور الكريم
نلتقـي جميعـا اليوم فـي هذا النشـاط الأولـي الذي ينظمه اتحادكـم "الاتحاد المغربي للزجل" والذي نعتبره لقاءا افتتاحيا للبرنامج الذي سيسطره المكتب التنفيذي والذي سنعرضه على الهيئة الإدارية، في البداية وجب توضيح أسباب عدم تنظيم اليوم الدراسي الذي قرره الجمع العام التأسيسي، والذي أخرناه لاعتبارات ذاتية وموضوعية تهم بالأساس أجواء الحراك السياسي الذي يعرفه وطننا، وكذلك لارتباطات مهنية وتزامن المرحلة مع العطلة الصيفية.
لا يخفى عليكم جميعا الدينامية الإصلاحية التي انخرطت فيها بلادنا والتي تستوجب منا كإطار ثقافي يضم تلة من المبدعين المغاربة التعامل معها بحزم وفاعلية. إن الاتحاد ملزم اليوم بلعب دوره الريادي في معركة تحديث المجتمع وترسيخ قيمه الأخلاقية النبيلة وجعل السؤال الثقافي محورا أساسيا في مسيرة البناء الديمقراطي، بناء دولة المؤسسات والحق والقانون بكل ما تحمله هذه المفاهيم من معنى حداثي عمقه الحرية باعتبارها المحرك الأساسي للإبداع.
أخواتي، إخواني:
إننا داخل الاتحاد المغربي للزجل نعتبر الدستور الجديد ميثاق شرف وتعاقد جديد بين المؤسسة الملكية والشعب ومرجعية أساسية للاشتغال هدفها نماء بلادنا.
إن دسترة المجلس الأعلى للثقافة يدفعنا جميعا لطرح السؤال التالي:
- ماهي مشاريعنا ومقترحاتنا حول هذا المجلس؟
إن مسؤوليتنا الثقافية باعتبار الزجالات والزجالين مكونا مركزيا داخل المشهد الثقافي، تحتم علينا اليوم المشاركة الفاعلة والفعالة إبداعا ونضالا في طرح سؤال آخر حول تمثيلية الزجالات والزجالين داخل تشكيلة المجلس الأعلى للثقافة.
إنه السؤال الذي طرحناه سابقا بصيغة أخرى، كيف نرد الاعتبار للزجل الذي يشكل القاطرة الحقيقية للتنمية الثقافية المنشودة وذلك لتجذره في العمق الشعبي والجماهيري للمجتمع المغربي.
إنا لنا دورا داخل هذا المجتمع ومسؤوليتنا تنبع من كون الزجل يظل مرآة صادقة ووسيلة تعبير مباشرة عن الواقع المعاش، واقع ملايين المغاربة.
أخواتي، إخواني:
عندما التئمنا أول مرة بمدينة المحمدية من خلال عرس الزجالات والزجالين الذي توج بميلاد الاتحاد المغربي للزجل، لم نجتمع بحثا عن مناصب قيادية ولا طمعا في مصالح شخصية ضيقة.
بل توحد الزجالون والزجالات من أجل هدف نبيل يتجلى في رد الاعتبار للزجل والدفاع عن هذا الإرث الثقافي، لقد توحدنا وكلنا أمل في رد الاعتبار لحاملي لواء الزجل والارتقاء بهم نحو وضع أفضل، وضع يساعد على حسن الإبداع.
إننا توحدنا وكلنا أمل في نسيان صراعات الماضي وأحقاده، كما أننا أقسمنا جميعا على القطع مع أخطاء تجارب سابقة.
لقد قررنا جميعا أن الاتحاد هو اتحاد مغربي للزجل، ملك لكل الزجالات والزجالين، بل ملك لشعب بأكمله.
لقد قررنا جميعنا أن يكون الاتحاد حلقة وصل ما بين النقاد والباحثين والزجالة المبدعين ورحبنا بجميع الطاقات البناءة وما تقترحه من مشاريع خلاقة قابلة للتطبيق.
لذلك، فمن الواجب علينا التأكيد على أن الاتحاد المغربي للزجل إطار ثقافي له قانونه الأساسي الذي نحتكم إليه عند اختلاف الآراء، وله شرعيته الديمقراطية المنبثقة من إرادة الجمع العام التأسيسي، وبالتالي نحن جميعا نرفض كل ممارسة أو سلوك هدفه الخفي الرجوع بنا إلى أخطاء الماضي من احتكار للمعلومة واستفراد بالقرار وكولسة مقيتة تقودنا إلى طائفية هدامة، إننا نقولها بحزم، لقد ولى عهد الشخصنة وبزغ فجر احترام المؤسسة وقراراتها التي تتخذ من داخل الأجهزة بكل ديمقراطية وحرية في التعبير.
أخواتي، إخواني:
لدينا الكثير لكي نبنيه، ولا نريد أن نكون مشاركين بالهدم.
إن المكتب الذي انتخبتموه عاكف على تنظيم يوم دراسي يليق بمكانة الزجل، يوم دراسي تلتقي فيه مشاريع الباحثين مع إبداعات الزجالين لكي نعطي جميعا قيمة مضافة للمشهد الثقافي.
لا نريد أن نكرر تجارب من سبقونا، كما أن نجاحنا الحقيقي هو إنجاح الاتحاد المغربي للزجل وضمان استمراريته التي تضمن استمرارية أجيال جديدة من الزجالات والزجالين تستلم منا المشعل وتستكمل ورش البناء.
إنها رسالة الزجل، رسالة الإبداع مع الأخوة الصادقة والعمل الجماعي.
والسـلام ورحمـة الله وبركاته