إستمر ينادي باعلى صوته مستنجدا دون أن يجيبه أحدعلى اللاسلكي،بدأ الرادار يلتقط إشارات غامضة،وشاع من وراء الأمواج ضوء بنفسجي ثم فتحت هوة بين السماء و الأرض،سوداء كأنها ثقب أسود فضائي،خرج منها على التوالي أربعة صحون طائرة ، إندهل وشاعت في خاطره أفكار وهواجس، إلا أنه لم يتمالك نفسه حتى سقط مغشيا عليه من أثر الصدمة و هولها،إستيقظ ليجد نفسه ملقى على شاطئ غريب به حيوانات غريبة؛ دابة بها شعر كثيف لا يرى دابرها من قدمها ،تتكلم بلهجة غريبة،بعد دقائق بدأ يتجول في الجزيرة ليجد نفسه محاصرا من كل جانب بمياه البحر المالحة،إستمر في البحث لعله يجد إنسانا واحدا على الأقل.
ودخل اليوم الرابع، وبدأ يتوجس خيفة، فالوحدة تفقد الصواب، إقتات خلالها من أوراق الشجر،و بعض ما جاد به البحر من أسماك.
و في الليلة الخامسة،بدأ الأمل في إيجاد وسيلة لمغادرة الجزيرة يضمحل،وفجأة إنتشر ضباب جعله لا يرى يديه وسائر ما يحيط به،و خرج من بين الضباب بل من العدم شيطان و جنيان ،يحمل كل جني سوط بمقدمته مسننات عظيمة،طار الجنيان بالرجل باستعمال أدنيهما كجناحان إلى مكان تحت الجزيرة ، حيث هناك مختلف الكائنات الشريرة و التي تتداولها مختلف الحضارات العالمية، من عيشة قنديشة، و الغول و حتى العنقاء، بل و أشد من ذلك الدجال و يأجوج ومأجوج،لقد كانت صدمة قوية تذوب الجبال لهولها وتسقط النجوم لمعرفتها، لكن الرجل لم يحدث له شئ بل تبسم ضاحكا،لأنه ليس إلا الساحر الذي باع روحه للشيطان، وكبند من العقد الذي عقده مع عدوالله،تم إحضاره إلى العالم السفلي و بالضبط إلى مثلث برمودا شرق و.م.أ،مثلث الشيطان كما يطلق عليه كذلك مثلث الشر،لأنه مركز الشر المطلق،فهو بؤرة تخرج منها الشياطين،وهناك يقبع إبليس اللعين.
تحاور الساحر مع المسيخ الدجال، وقاموا بعقد إجتماعات وندوات،إنتهت بوضع بنود،و خلصت إلى أن العالم الآن مستعد لخروج الدجال،فالتفرقة بين العرب و إحتلال العراق و فلسطين،وفساد المجتمع برمته،كل هذا ينبؤ بأن موعد السيطرة على العالم قد حان،و كوسام شرف شيطاني تم وشم الصليب مقلوبا على صدر الساحر،مما جعل قوته من الدخيرة الجنية و السحرية تتضاعف عشرة مرات،و إحتفالا بهذه المناسبة قدمت الخمور و أكلت الجيف و شربت الدماء حتى الصباح،بعد ذلك تمترحيله وفي رمشة عين إلى بيته المظلم،المطلية جدرانه بطلاء أسود قاتم،وهناك دخل عليه شخص لم يكن في الحسبان،إنه هادم اللذات و مفرق الأحباب،وتم ترحيله وعلى عكس الأولى مهانا معذبا إلى مكان سيقبع فيه إلى يوم العرض أمام الله،في البرزخ،منكلا بلا رحمة و لا شفقة دون أنيس ولا سنيد.