منتديات دواوين الثقافية و الفنية منتديات تعنى بالأدب والثقافة والفن.
 

 

 قصة وداع

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
العمراني السريتي
مشرف المنتدى الإسلامي
مشرف المنتدى الإسلامي
العمراني السريتي


المدينة : العوامرة.العرائش
عدد المساهمات : 313
معدل النشاط : 608
تاريخ التسجيل : 15/11/2010
الموقع : www.da-wawin.com

قصة وداع Empty
مُساهمةموضوع: قصة وداع   قصة وداع I_icon_minitimeالسبت 4 ديسمبر - 21:47

في قرية ساحلية و بين خلجان الوادي و اشجار التين و الزيتون توجد بيوت بسيطة
لكن توجد فيها أشياء, و قصص حزينة و قصص حب و قصص...
وللقرية شبابها و فتياتها الذين هم في سني, كنا نذهب إلى منبع الوادي ( العين ) وتاتي الفتيات
كي تسقي الماء, و تستغل الفرصة كي تلتقي مع من تحب .
أنا كنت مثل كل شباب القرية أيضا أحب فتاة, و كانت الفرصة الوحيدة للقاء هي منبع الماء.
( العين ) و كانت العين بالنسبة لنا هي الكرنيش لاهل المدينة . نفترش الربيع و ناكل التين .
و رائحة الحنه و القرنفل و نتبادل أطراف الحديث نتكلم في الماضي و المستقبل و الغزل ببراءة
و روح صافية, و طهر و فطرة أهل البادية, و في ليلة من اليالي نمت على حلم جميل
تحت شجرة التوت و عيناي تسبحان في السماء الصافية بين غمزات النجوم المتلألئه و القمر
الضاحكة كأنها عروس يزفها الليل إلى عريسها الفجر الدي يتزين بخيوط شعاع الشمس .
فعلى هدا نمت ولم أستيقض إلى على وقع زلزال ( تسونامي ) زلزل كياني
إنه موت ( جميلة ) حبيبتي ’ أيقضتني أمي بلطف وقالت, قم يا بني كي تدهب للعزاء.
قلت من ؟
قالت ( جميلة ماتت ). و امي المسكينة لا تدري ان نصف أبنها مات بل ابنها مات ,
و من دالك اليوم تغير حالي ’ و مرت الأيام و الليالي كانها لحظة و كأن عقارب الساعة توقفت.
و بدئت أراوح مكاني, و احاول أن أزور ( العين ) مرة مرة , وكان في جانب ( العين ) كوخ صغير
يسكنه رجل يتجاوز السبعين, و كنت اطلب منه قبل الوقع المؤلم’ بعض الاشياء و لا أعيره أي
اهتمام .
لكن هذه المرة تاملت وجهه المتجعد البادي عليه اثر الحزن’ لانني بدات اعرف ما هو الحزن
لكن هوالحزن بعينه ( الشيخ ) و كان يعرف بأسم ساقي الورد ’ وكانت الفتيات كثيرا ما ينادينه بهذا
الاسم و هن يحاولن ان يداعبنه لكن هو لا يلتفت لهن بل كان يحزن أكتر و يصرخ في وجههن كي يبتعدن عنه .
فجلست بجنبه و انا لا أشعر بشيء امامي , وهو لا يلتفت إلي , فقط سكب شيء قليل من الشاي من أبريق
يبدو عليه أثر القدم هو الأخر, فمد يده تجاهي وقال .
خد ’ أشرب ’ ثم قال كأنه يحدث نفسه , يا مسكين امامك طريقين لا ثالت لهما .
الاول: النسيان ’ و النسيان اوله ان تعيش بلا ماضي و أخره الجنون . و الثاني أن تعيش في داخلك
لا تخرج من خيالك و تستانس الحرمان , و تسكن قصور خيالك , و تأكل من كبدك و تشرب مرارة الفراق.
و اياك أن تدع الحزن’ الأن حبيبتك لا ترضى غير دالك .....
قاطعته . يا ساقي :
أرفق بي’ كلامك سكاكين تمزق أحشائي *
أنا قصدتك كي تواسيني لا تزيد من دائي *
أنا قصدتك كي ترفعني من أرضي
لا لكي نتزلني من سمائي *
نظر إلي و باتسم بسمة , كأنها قصة غرام . كأنها قصيدة شعر حزينه, كأنها وجه الأرض العطشى ,
ثم قال : سأحكي لك حكايه ’ من هده ( العين ) كانت البدايه , و هنا لم نصل للنهايه , و ضحك مقهقها .
ثم قال : لا أدري . هل أنت ستكتمل بيك النهايه؟؟‼
يا بني ؟ أنا أسمي عربي ’ غير معرف بل (...) كنيتي الساقي ’
أحببت فتاة و أحببتني ’ لا أقول أكثر منك حبا لحبيبتك ربما مثلك.. ! كان أسمها, روح الورد.
كنت أقف امام نظراتها كأني عصفور بلا رياش ’ كانت بسمتها نهر عسل يجري بين أضلعي .
يطفئ عطشي و ينسيني جوعي . كانت كلماتها كأنها سنفونية تسكت العشاق :
لكن في يوم من الأيام سكتت قليلا وقالت , يا سقي الورد’ ‼ و هي مترددة , دارت بي الأرض فجلست .
حاولت ان أكون أقوى من ما تحمل, و العاصفة تخرج من فمها ’ يا ساقي الورد س..أرحل ... نعم سأرحل
من هده القرية مع أسرتي الصغيرة أمي و أبي و أخي الصغير لبلاد الأفرنج, ربما للابد , نعم سنفترق.
و كأني قطعة ثلج وضعت على فواهة بركان ’ فرت الكلمات من للساني’ أنفاسي كأنها اشواك انحبست في حلقي .
أاااااه يا بني’ الأول مرة أحكي قصتي لأنسان سيعيش مأساتي :
انكفأت علي تقبلني و دموعي تجففها ضفائرها من على صدري كأني مييت و هي تغسلني ,
سقط خمارها الأسود من على رأسها على صدري كأنه كفني ,
قلت لها : و انا أحاول أستجمع قواي ’ متى سترحلين ؟؟؟. قالت:
يوم الخميس, غريب !
كنت أحلم كل خميس بعرسي فائدا به يتحول لدكرى المأسي ,
وذهبت يوم الخميس للميناء في الصباح الباكر كي نلتقي , و لتقينا في الميناء الذي ترصى فيه الباخرة التي ستسافر فيها, و لتقينا أخر للقاء امام الموج الهادر, و مثله في دواخلي’ يرتطم بالصخر الصامد .
و الجبال البعيدة التي تطل برؤوسها من وراء أشجار الغابة , كانها حزينه على وداع, روح الورد.
فالتفت للمركب الدي يستقيلهم , كأنه حوت ضخم سيلتهم حبيبتي من بين يدي .
أأنت الذي ستخطف مني روح الورد’ و روحي معا ؟؟ ! أأنت الذي ستبحر فوق دموعي أمواج تمزقها ؟؟ !
قلت لها: ستتركين بستاني و وروده من غير روح.. !
عانقتني و نحن نحترق ’ تحت الأمطار المتهاطله , كأنها تطفئ نيراننا ’ كأنها دموع السماء من أجلنا.
ومعى صفارة اللحظات الاخيرة للمركب ’ أنسلت من بين يدي كأنها روحي , و النطلقت بخطا بطيئة وهي تنظر
إلي كأنها غريق تمسك بغريق’ ستدارت إلي وقالت : روحي امانة عندك اسقيها من ماء ( العينان )
قلت :
سأجعل من بسماتكي ورود و أغرسها في البستان *
و أقطفها في كل دكرى الوداع
و آتي بها إلى هنا أنثرها على الموج كي تأكلها الحيتان*
كي يصل أريج الورد لأعماق البحر
و يستخرج منه لزينة , الألأ و المرجان *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد محمودي
المدير العام
المدير العام
سعيد محمودي


المدينة : الدار البيضاء
عدد المساهمات : 7236
معدل النشاط : 12091
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
الموقع : www.da-wawin.com

قصة وداع Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة وداع   قصة وداع I_icon_minitimeالسبت 4 ديسمبر - 23:18

أخي وأستاذي العمراني السريتي
مررت من هنا لكي أحييك أخي على هذه القصة التي أخدتنا فيها الى كرنبيش البادية وأشجار الزيتون والتين
تألق ورقي دائم ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة وداع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وداع
» محطة وداع
» ارحلي دون وداع
» لحظة وداع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دواوين الثقافية و الأدبية :: خلجات سردية (بإدارة مولاي علي درار) :: الأقصوصة-
انتقل الى:  
أركان منتديات دواوين الثقافية و الأدبية