منتديات دواوين الثقافية و الفنية منتديات تعنى بالأدب والثقافة والفن.
 

 

  قراءة في كتاب: Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias ل: Georges Drague

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أمال خشان
عضو فعال
عضو فعال
أمال خشان


المدينة : الجديدة
عدد المساهمات : 326
معدل النشاط : 472
تاريخ التسجيل : 11/11/2010
الموقع : dawawin.ibda3.qrg

           قراءة في كتاب:                                           Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias                       ل: Georges Drague    Empty
مُساهمةموضوع: قراءة في كتاب: Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias ل: Georges Drague               قراءة في كتاب:                                           Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias                       ل: Georges Drague    I_icon_minitimeالجمعة 12 نوفمبر - 13:42



مقدمة:
شكل موضوع الطرقيةوالزويا مجلا خصبا للمؤرخين والباحثين، على اختلاف توجهاتهم ومطلقاتهمالفكرية،وذلك على مر التاريخ ،وتعد الفترة الاستعمارية فترة هامة على مستوىالكتابات التي حاولت الاحاطة بالموضوع وفق مناهج متعددة، فتنوعت هذه الكتابات بينمقلات ورحلات ومذكرات...
بعضها ركز على مناطقمحددة ،أو طرق معينة،واليوم سنعرفكم على كتاب مازال الى يومنا هذا مرجعا هاما فيموضوع الطرق الصوفية بالمغرب ،انه كتاب: Esquissed'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias وهو كتاب فيجزئين:الجزء الأول خاص بالحديث عن الطرق والزوايا في المغرب، منذ فترات تاريخيةمتعاقبة.والجزء الثاني خاص بالمنوغرافيات التي أنجزها مؤلفه حول بعض الطرقوالزوايا بالمغرب، صاحب الكتاب هو سبيلمان جورج Spilman Georges ضابط من ضباط الجيوشالفرنسية ،ولد في مدينة ستراسبورك سنة 1899،انتقل الى المغرب بعد عقد الحمايةبثماني سنوات ،ليلتحق بصفوف ضبط الشؤون الأهلية في منطقة مراكش، في وقت كانت فيهفرنسا في أمس الحاجة الى من يطلعها على أمور تلك المناطق التي كانت ماتزال عصيةعلى الخضوع ، وذلك في اطار النهج الاستعماري الرامي الى التسرب بأقل الخسائر ،وهذاما سمي عندهم ب:"السياسة الأهلية".لقدأثبت جورج سبيلمان قدرته على سبر أغوار البلاد والعباد،اذ تعلم اللغة العربيةوالأمازيغية،وشارك في أعمال " الباسيفكاسيون"في كثير من جهاتالأطلس ،عين سنة 1922حاكما على فرق آيت محمدن فشارك في المفوضات مع شيخ الزاويةالحنضالية.
تتبعجورج أحوال المجتمع المغربي الباطنية، وما تشهده ساحته منتغيرات ،وهذا ما أكسبه خبرة عززت حضوره في كل ما يتعلق بالسياسةالأهلية،فكان مننتائج هذا الإضطلاع صدور الكتاب الذي هو موضوع القراءة، تحت اسم مستعار هو:جورجدراك سنة 1951.ومن هذا المنطلق سنحاول أن نقربكم من موضوعالكتاب نوأبرز القضايا التي تناولها صاحبه وذلك من خلال محورين:
المحورالأول خاص بالحديث :عن الطرق والزوايا منذ البديات الأولى للسعدين ، والى حدودالنصف الأول من القرن العشرين
المحورالثاني سنخصصه لابداء بعض الملاحظات والتي ستهم ثلات مستويات:
-المادة المصدرية
- التنظيم
- المعطيات المنهجية
قبلالشروع في عرض المحورالأول ،لابأس أن نشير الى أن جورج عرفعنه تمسكه بخطة السياسة الأهلية، والدعوة الى بدل كل وجوه السياسة والعمل السياسيقبل اللجوء الى أعمال العنف لاخضاع القبائل المستعصية ،ومن هذا المنطلق نتسأل: الىأي مدى كان كتابه هذا دعوة الى نبذ سياسة العنف تجاه المجتمع المغربي ،وبمعنى أدقتجاه هيآته ومؤسساته الدينية المتمثلة في الطرق والزوايا؟وما هي أهم الاشكالاتالتي عالجها جورج دراك في هذاالكتاب؟
1الطرق والزوايا بالمغرب منذ القرن16الى النصف الأول من القرن20

أ- الشرفاء وشيوخ الزوايا زمن السعدين:
يبدو لنا أن جورجدراك كان واعيا تمام الوعي بأهمية الشرفاء وشيوخ الزوايا فيفترات الأزمات والقلاقل السياسية ،وقد تجلىوعيه هذا في اهتمامه بأدوارهؤلاء خلال الفترات الأشد توثرا في التاريخ المغربي،كما حدث في العهد الأخير من الحكم الوطاسي ،الذي تراجع بسب الأحتلالالبرتغالي،فأشار الى أن ضعف السلطة وعدم قدرتها على رفع راية الجهاد جعل الشرفاءوشيوخ الطرق ينصبوا أنفسهم على رأس الحركة الجهاددية، ووعيه هذا سيجعله يشير الىمسألة على جانب كبير من الأهمية، وهي صنع "الشجيرات الشريفية"لبعضالشيوخ من البربر،وفي هذه الفترة سيشير جورج دراكالى ظهور الشخصية التي كانت وراء ظهور أول طريقة مغربية بخصائص مغربية،وهي شخصيةمحمد بن سليمان الجازولي ، صاحب دلائل الخيرات ،ستظهرهذه الطريقة كأداة لاقامة حكمالشرفاء، ووسيلة لخلخلة النظام القبلي والمجتمع بكل مستوياته،اذ ستصبح مؤهلةلتزويد البلاد بنظام حكم جديد ،فالجازولية كانت وراء قيام الدولة السعديية .سيتبلورالاهتمام الفعلي لجورج دراك بثنائيةالزوايا/السياسة في الفترة السعديين، فالسياسة السعدية –كما تحدث عنها –اتجاه أرباب الطرق والزوايا عرفت فترات مد وجزرحسب المصالح والأوضاع ،ففي البداية ونظرا للأوضاع العامة عمد الأمراء السعديين الىكسب تعاطف شيوخ الزوايا زعماء الطريقةالشاذلية-الجزولية،لكن بمجرد تمكن محمد الشيخ من التخلص من أخر أمراء بين الوطاس،وتوحيد البلاد ،سن سياسة ضريبية نصت على رفع الإمتيازات التي كان يتمتع بهاالزعماء الدينيون ،وهنا تخلت الطريقة الجزولية عن الوقوف الى جانب محمد الشيخ.
الواقع أن جورج دراكجعل هذا الصراع والمواجهة بين السلطان والطرقية أرضية لطرح الاشكالية التي عرفهاالمغرب طيلة تاريخه ،والتي مفادها :اما أن يترك المغرب مجزأ أو مهددا بالأطماعالخارجية ومجالا لتنافس القوى الذاخلية ،أويقوم السلطان بتوحيد البلاد والقضاء علىمختلف الاقطاعيات السياية والدينية.
هذا فيما يخص الدور السياسي لهذه الطرقوالزوايا ، أما ما يتعلق بالدور الديني فقد تحدث دراكعن مساهمة هذه الزوايا في هذه الفترة في نشر الاسلام بين القبائل البربرية، وتعديلالأحكام العرفية بشكل يتماشى مع روح الشريعة الاسلامية.
في العهد العلوي عمل دراكعلى تتبع الساسة العلوية تجاه الطرق وشيوخ الزوايا ،فتحدث عن سياسة المولى اسماعيلوجهوده لمواجهة خطر زاوية آيت أمهاوش وأحنصالة المتحصينتين بجبال الأطلس،وان كانقد عبر شكل خفي عن اعجابه بسياسة المولى اسماعيل الدينية،اذ قال أنها سياسة تميزتبمرونتها في التعامل ،اذ لم يكن يلجأ الى السلاح لقمع الزوايا والطرق الا في حالةالاضطرارفقط ،وانما عمل استخدام الطرق بعد تدجينها ليبسط نفوذه على القبائل، ويتمنشر الاسلام بينها .فهذا السلطان الذي قدم كما يقول كفي "صورة سفاكالدماء" هو قبل كل شيء سلطان عظيم استطاع الجمع بين شدة البأس وقوةالذكاء وواقيعية سياسة كبرى،ولا غرابة في اعجاب جورج دراكبالمولى اسماعيل لأن نظرته الاستعمارية تصب في السياق ذاته.
أشار دراكالى أن السلطان محمد بن عبد الله سلك سياسة جده تجاه الزوايا ، بحيث عمل على حظرنشاط الزوايا والطرق التي كنت في اطار ديني بحث ، وأشار الى أنه سنة 1784-1785مقام هذا السلطان بهدم زاوية الشيخ العربي الشرقاوي بأبي الجعد وطرد المقيمين بها.
أما السلطان المولى سليمان فبسبب أفكاره "السلفية"التي لا تتوافق وممارسات الطرق والزوايا فقد سلك سياسة دينية لم تراع الحاجياتالدينية للفئات العريضة من السكان ،الشيء الذي جعله يصطدم بالطرق وأتباعهم ،وفيهذا الاطار ذاق هزيمة نكراء في سنة 1810 من قبل أبي بكر أمهاوش، في نفس الوقت التيوسعت فيه الطريقة الدرقاوية نفوذها بالمغرب،ووهران حيث انضمت اليها آيت أمهاوش وحنصالةالذين تخلوا عن الطريق الناصرية باتفاق مع بعض الشخصيات الدينية كمحمد بي أحمدالتجاني،مؤسس الطريق التجانية الجديدة،كما قام المولى سليمان بكتابة رسالة تحرمزيارة الأضرحة واقامة المواسم ،ولهذا السبب يقول جورج دراك تميزعهده بالأضطربات ،وهذا بمثابة إعلان حرب ضد الطرقية والزوايا بالمغرب،الشيء الذيأدى الى ردود فعل عنيفة كادت أن تعصف بالأسرة الحاكمة ،اذ تم القبض على المولىسليمان في سنة1818 من قبل أبي بكر أمهاوش ،الذي هزمه في معركة لاندا قربالقباب في صفرو،ليطلق صراحه بعد أربعة أيام ،وفي سنة 1820سيعقد تحالف ثلاثي بين كلمن :أبو بكر أمهاوش وسيدي الحاج العربي الوزاني ومولاي العربي الدرقاوي،لاثارةالفتنة بفاس ،وبيعة أحد أبناء المولى اليزيد، وسينتهي الأمر بالقبض على الشيخالعربي الدرقاوي رهينة،وتلقى السلطان مولاي سليمان هزيمة أخرى من قبل الزاويةالشرادية على يد شيخها المهدي بن عبد العباس،وبهذا تعمقت زعزعة مكانة السلطانالسياسية
ب-الطرق والزوايا في ظل الاستعمارالفرنسي:
يعود بنا جورج دراكفي كتابه هذا، الى البدايات الأولى للفترة الاستعمارية ،وفي هذا الاطار سنجدالحديث منصبا على أسرة تناولتها الكتابات الأوربية بنوع من الأهتمام وهي الأسرةالوزانية،اذ أرسل الحاج العربي الوزاني الى تلمسان سنة1840،التي أعلن سكانهاالولاء للمخزن المغربي ،وستتلاحق الأحداث بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر، ثم هزيمةايسلي .وفي سنة 1859 وقعت حادثة بين اسباني سبتة وقبائل أنجرة ،فأشار الحاج عبدالسلام الوزاني بعدم الاستجابة لمطلب اسبانيا، فكان أن بادرت هذه الأخيرة بارسالجنودها تحت قيادة المرشال أودينيل الذي احتل تطوان سنة1860 فوقع السلطان اتفاقيةسلام في 26أبريل من نفس السنة،وقدم تعويضات مالية ضخمة ،أما الشريف فقد تم اقصاؤه،تظرا لتحمله مسؤولية هذه الهزيمة.وأشار دراك الىأن أعداؤه كانو يؤاخذون عليه حياته الخاصة وانحرافه عن السنة مما جعل الشريف يتقربمن الأوربين بحثا عن حماية دولة أجنبية.
وفي الاطار ذاته، يتطرق دراكالى محاولة اصلاح ذات البين بين الشرفاء الأدارسة وسكان فاس، التي بادر بهاالسلطان المولى الحسن ،ذلك أن هذا الأخير استخدم نفوذ الوزانين في شخص عبد السلامالوزاني في القضاء على حركة بوعزة الهبري بعد وعود لم يتم احترامها ، الشيء الذيأظهر للشريف الوزاني ضعف مصداقيته لدى المخزن.
كما أشار الى مسألة على جانب كبير منالأهمية ، وهي الخطورة التي قد تشكلها احدى الطرق عندما يتوفر لها عنصري الشرفوالطموح السياسي ، وهذا حال الكتانية الطريقة الجديدة ، التي شكلت خطرا على السلطةالحاكمة ،لذا تم ادانة مذاهب مؤسسات هذه الطريقة من لدن فقهاء فاس ، وامر بالقبضعلى الشيخ محمد بن، عبد الكبير الكتاني شيخ الطريقة : الذي ربما راوده حلم اعادةأمجاد الأدارسة بواسطة طريقته ذات النفوذ الكبير بين القبائل البربرية، وهو ما دفعبالمولى عبد الحفيظ الى اقفال جميع الزوايا الكتانية.
قدم لنا دراكوبشكل صريح ومباشر زعماء الحركة الجهادية، فأشار الى الشيخ البوعزاوي والشيخ ماءالعينين ، فالفرنسين واجهتهم حركة تعصب وكره للأجنبي ،بعد توقيع معاهدة الحماية ،تزعمها شيوخ الطرق والزوايا فهو يقول :"ولهذا فات البوعزاويين والعينين هماالطريقتان اللتان قاومتنا بشكل علني .أما باقي الطرق فقد التزمت بنوع من الحيادوالحذر،بل ان بعضها طاعة منها للأوامر المخزنية شاركت بنفوذها في تكريس الأوضاعالجديدة،كشرفاء وزان،وشيخ الدرقاويين وشيخ الناصريين والشرقاويين والكتانيين الذينأعادو فتح زوياهم، وأنتجوا سياسة جديدة بعدما أصبح عبد الحي الكتاني شيخا على هذهالطريقة".وبشكل عام نهجت الطرق الموجودة في السهول سياسة ايجابية تجاهنا ،وبذلكاستفدنا من العمل السياسي الدؤوب للسلاطين العلويين مدة قرنين من الزمن لاخضاع هذهالطرق ،وحصر نشاطها في المجال الديني ،كما أشار الى أنه في نهاية 1919حوصر سيديعلي شيخ درقاوة فركالة بزاوية الهواري بسبب علاقته مع الجنرال لاموت Lamthe حيث تم قتله من لدن بلقاسمالأنجادي،فعدد الشيوخ والطرق الذين ساعدوا الفرنسيين يقابل نفس العدد من أولئكالذين قاومهم، وهذه الملاحظة لها أهمينها في السياسة الأهلية لتفنيد الأسطورة التي نسجت حول شيوخ الطرقوالزوايا،فجعلت منهم رجالا متعصيبين وعلى جانب من الخطورة يجب دائما القضاء عليهم،وهنا يشير دراك الى التجربة الفرنسيةبالجزائر، ففي رأيه هذا منظور خاطئ سيؤدي في نهاية المطاف الى جعل رجال مستعدينللتعايش مع الظروف والمستجدات الجديدة ،وقادرين على تهدئة الأفكار والأوضاع أنيلجأو الى العمل السري الذي يتماشلى مع طبيعة تنظيماتهم لاثارة الفتن عند أول فرصة،أو عند رواج اشاعة انهزام الفرنسيين ،وهنا يدعو جورج دراكالى ضرورة أخذ العبرة من تجربة عبد الكريم الخطابي، ويؤكد هذا بالملاحظة التي ذهبالها "ميشو بلير"بأنه اذا كانت الزوايا لا تستطيع المساهمة فياشعال حرب ،فانها لاتستطيع مواجهة القوى المادية التي تفرض نفسها،ويشير في هذاالصدد الى أن التاريخ يعلمنا أن السلاطين العلويين الأكثر حدة لم يقوموا بقمعالطرقية متى خضع هؤلاء لسلطتهم، بل على العكس كانوا يبحثون دائما عن استغلال نفوذهؤلاء، وكانوا يعملون دائما على اغداق المنح والعطايا عليهم ،وهو بذلك يحذر منالخطر الذي قد ينجم عن ابتكار أو انتهاج سياسة جديدة في هذا المجال.
ج-منوغرافيات دراك حول الزواياالكبرى:
على غرار الكتابات الاستعمارية التي اهتمتبالطرقية والزوايا بالمغرب في تقديم منوغرافيات لهذه الأخيرة، فان دراكلم يخرج عن هذه النطاق، اذ قدم منوغرافيات لبعض أكبر الزوايا في المغرب وهي:الزاوية الدلائية وزاوية آيت أمهاوش وزاوية أحنصالةوالزاوية الناصرية والزاويةالوزانية والزاوية الدرقاوية ثم الطريقة الشاذلية.
بخصوص الزاوية الدلائية فقد تحدث عن مرحلةالتأسيس مع أبو بكر بن محمد بن سيدي بي أحمد الزموري ،وكذلك المرحلة التي ظهر فيهافيها الطموح السياسي لهذه الزاوية ،وذلك عندما أصبحت قوة سياسية تحث قيادة سيديمحمد الحاج بن سعيد بن سيدي محمد بن أب بكر، وهنا ستظهر الزاوية كنسق سياسي ذوطموح في التحول الى سلطة مركزية، وذلك عندما ستفكر في تجاوز الخصوصيات المحليةالقبلية البربرية لاكتساح المجتمع بأكمله ،وقد اتبعت في هذا الاطار ايديولوجيةالعلم والاشعاع الروحي ،لكن المشروع الدلائي سيكون مصيره الفشل مع أول ضربة منضربات الخضر غيلان، ثم خلع مدينة فاس البيعة الدلائية ،وسيتلاشى هذا الطموح معظهور طموح أكبر وهو طموح المولى الرشيد.
وعن زاوية آيت أمهاوش تناول جورجدراك أصول سيدي علي أوحساين الذي عاش خلال القرن الثامن عشر،ويرجع شهرته بأمهاوش الى كون هذا الأسم هو أسم والدته، اذا كان أكنسوس ينسبه الىصنهاجة فان دراك يرجعه الى أصل زياني ،تأثربالطريقة الناصرية، ولذا سمي ابنه محمد أوناصر، ومع هذا الشيخ ستدخل الزاويةالغمار السياسي، ذلك عندما وقفا لى جانب المولى اليزيد في تمرده ضد والده ،كماأشار دراك الى لأنه رغم انخراط
آيتأمهاوش في الطريقة الناصرية ثم الدرقاوية بعد ذالك ،فانهم لم يهتموا بالممارساتالدينية الصحيحة، اذ انطووا على أعرافهم وتقاليدهم عوض تلقين أتباعهم مبادئالاسلام، ولم يترددوا في تحريفه ،وهنا تلتقي مع الزاوية الحنصالية،التي تناولمرحلة تأسيسها في النصف الثاني من القرن السابع عشر، عندما ظهر سيدي سعيد اويوسف،أحد أفراد أسرة أحنصالة على مسرح الأحداث الدينية ،تولى بعده سيدي يوسف الذي سيعملعلى تقوية الزاوية وتنميتها ،فأصبحت بذلك موضع شبهة لدى المولى اسماعيل ،وأشار الىأن شيخ الحنصالية سيدي موحا، كان من الذين جاهدوا ضد الاحتلال الفرنسي ولم يستسلمالا في سنة 1923،وأكد على أن شيوخ أحنصالة مزجوا بين تصوف الطريق الناصرية ،وممرساتينكرها أهل السنة، فالجلد بالسياط كان يستعمل كرمز وكعلاج في أن واحد لجميعالخطايا والشرور، كما كانوا يلجأون الى الرقص والغناء ،عوض الصلاة ليصلوا الىالانجداب الكامل.
تحدث جورج دراكعن مرحلة التأسيس الزاوية الناصرية التي تعود الى سنة 1575-1576والتي أسس فيهاسيدي أبو حفص عمرو بن أحمد الأنصاري زاوية تمغروت ،ولعل أهم ما أشار اليه بخصوصهذه الزاوية هي أن مبادئها تعود الى أحمد بن يرسف الملياني وأحمد زروق البرنوصي،وتتصلالى أن تنتهي الى مؤسس الشاذلية،ثم أشار الى حدث هام شهدته هذه الزاوية لأول مرةفي تاريخها ،وهو تعين شيخ الزاوية من قبل المخزن، وهو محمد الحنفي ،كما تناول أهمأدوارها الاجتماعية وأشار الى موسمها الذي ينظم مرة في السنة،ووصفها بأنها طريقةالرسول بسبب مناهضتها للرقص والغناء وحفالات الاختلاط الجماعي ،أما على مستوىالدور السياسي فان أهم ما أشار اليه هو رفض محمد بن ناصر ذكر اسم السلطان في صلواتالجمعة.
تناول جورج دراكالزاوية والوزانية، فأشار الى النسب الشريف لمؤسسها عبد الله بن ابراهيم المعروفبمولاي الشريف ،سليل الأسرة الادريسية،هذه الزاوية التي سيمتد نفوذها الى التخومالجزائرية ،وتوات على الخصوص ،وتميزت العلاقة بين الوزانيين والمخزن على العمومبالتوازن والمصالح المختلفة، لكن عبد السلام الوزاني وبسبب زواجه من الانجليزية Miss keene والسماح لها بالاستمرار فياعتناق دينها،وطلب الحماية الفرنسية سيشكل نقطة تحول في هذه العلاقات، كما أشارالى مسألة "العزيب"الذي منح لهم مقابل خدماتهم للمخزن.
وفي منوغرافيته حول الزاوية الدرقاوية،التي تأسست في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، على يد سيدي محمد بن أحمد بن علىالدرقاوي ،المعروف باسم مولاي العربي الدرقاوي، تناول أصولها المستمدة منالشاذلية،ومساعدة نسبها الشريف في استقطاب النخب الحضرية والقروية، لاسيما فيالأوساط البربرية ،وهذا ما أهلها للعب أدوار اجتماعية متنوعة مما زاد من شهرتها ،وهذاما جعل بعض الطرق الجديدة كالكتانية والبوعزاوية تستوحي مبادئها منها.
وقد تحدث دراكأيضا عن الطريقة الشاذلية، وذالك بالتعريف بؤسسها أبو الحسن الشاذلي، وبتقديملائحة بأسماء الطرق التي تفرعت عنها سواء بالمغرب أو بالجزائر.
2-ملاحظاتحول منهج ومواد الكتاب:
أ-مصدريا:
استفاذ جورج دراكأولا من معرفته بالعربية، وثانيا من عمله بالاقامة العامة، وتنقله بين مناطق تميزتبكثرة الزوايا. في تنويع المادة المصدرية التي استقى منها معلوماته، فهو يشير فيمقدمة الكتاب الى اعتماده على الكتب الكلاسيكية التي تهم المادة، والتي أرختللأحداث الكبرى لمدة قرون خلت ،وتناولت الحركات الدينية بالمغرب الأقصى، كما أخذبعين الاعتبار الأعمال الحديثة للمؤرخين المعاصرين من أمثال :كوغ وبال وميشوبليروكينفال اضافة الى مدام ليفي بروفنصال وكولان وتيراس .هذا بخصوص المؤرخين الأجنب ،أمابالنسبة للمؤرخين العرب فمنهم :عبد الرحمان بن زيدان والشريف عبد الحي الكتاني.ولتحقيق اصدار متكامل كما صرح بذالك جورج دراككان لابد من أخذ العلاقات الجديدة بعين الاعتبار، ومن هنا اعتمد على عدد هام منالرويات الشفوية والتقارير المكتوبة التي قدمها عدد من ضباط الشؤون الأهليةوالمراقبين المدنيين.
ولهذاوجدنا بيبلوغرافيا هذا الكتاب متعددة ومتنوعة، تشمل الوتائق، كما تشمل الكتاباتالعربية والأجنبية، في محاولة من دراكلتدارك تلك الثغرات التي تميز بها التاريخ الديني للمغرب، ولعل كثرة هذه المصادرهي التي جعلت الكتاب يتميز بالجانب الكمي، اذ أن دراكتناول في هذا الكتاب فترات تاريخية طويلة، وذلك منذ دخول السلام، بل وقبل مجيئالاسلام الى المغرب.
وهذا ما جعل الكتاب يضم بين ثنياه معطياتومعلومات كثيرة ومتنوعة ،فاقت بعض الكتب الأخرى سواء الأجنبية أو العربية التي سبقوأن تناولت الموضوع .
ب- تنظيميا:
اعتمد جورج دراكفي سرده للأحداث منهجية تاراريخية اعتمدت الحفاظ على التسلسل الكرونولجي للأحداثوالسنوات، وقد راعى هذا التسلسل من بداية الكتاب الى نهايته، ونلاحظ أيضا أندراك وفي أثناء حديثه عن الطرق والزوايا عادة ما كان ينظمهافي مجموعتين :المجموعة الأولى وهي التي تشمل كبريات الزوايا ،ذات النفوذ الواسع،ثم المجموعة الثانية والتي تضم الزوايا ذات النفوذ المحلي.
لكن هذه التراتبة وهذا التسلسل ،لم يحترم فيالمنوغرافيات، فجورج دراك أثناءتقديمه للزوايا التي اختار وضع منوغرافيات لها، لم يراعي أسبقية التأسيس والظهور،فالطريقة الشاذلية هي أصل الطرق المغربية كانت أخر منوغرافية قدمها ،كما قدم الحنصاليةوالأمهاوشية على الوزانية والناصرية.
وفي هذه النوغرافيات لم يراعي أيضا تنظيمالمواضيع وفق طرق محددة، فهو أحيانا يجعل الحديث عن مبادئ الزاوية في نهايةالمنوغرافية، أو في وسطها، ونفس الشيئ بالنسبة للأدوار ،فهو لم يراعي منهجياتسلسلها، فمثلا عندما كان بصدد الحديث عن الزاوية الناصرية، قدم الدور الديني، ثمجاء بالحديث عن العقيدة، ليعود للحديث عن الدور السياسي وهذا ما من شأنه ارباكالقارئ العادي، الذي وضع جورج دراكحسب ما جاء في مقدمة الكتاب ادراكه وفهمه ضمن اهتمامه.
اعتنىدراك بهوامش كتابه هذا عنايةمتميزة، فهو لم يجعلها هوامش للاحالة الى مصدر المعلومات والمعطيات ،وانما كانيستغلها لتوضيح بعض القضايا، أو التعريف بالشيوخ الذين لم يعرف بهم ضمن متنالكتاب.
وظف جورج دراكوسائل اضاحية متنوعة ،اما لتعزيز معطياته، أو توضيحها، فأحيانا كان يلجأ لاستعمالالجداول الاحصانية، وان كان يصرح بالحديث أن الاحصائيات تطرح في المغرب مشاكل عدة ،فانالسؤال الذي يفرض نفسه: من أين استقى جورج دراكتلك الاحصائيات الكثيرة والمتنوعة التي ميزت كتابه عن باقي الكتب الأخرى التياهتمت بالموضوع؟ومن أمثلة هذه الاحصائيات جدول احضائي لعدد أتباع أكبر الطرقبالمغرب وحسب المانطق، وكان أحيانا أخرى يلجأ الى استعمال الخطاطات، مثل خطاطةالشيوخ الذين تعاقبوا على تسيير بعض الزوايا.
ج- معرفيا :
يمثل كتاب جورج دراكهذا نموذج الكتابات المتكاملة حول الطرقية بالمغرب اذ أقل ما يقال عن هذا الكتابتكامله وشموليته ،فهو وان كان قد ركز في منوغرافيته على كبريات الزوايا والطرق،فانذلك لم يمنع حديثه عن الطرق والزوايا المحلية، التي قد لا نجد لها نصيبا في كتاباتأخرى مثل الطريقة الغازية.
وان كان عنوان الكتاب: Esquissed'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouiasفأنهذا لا يعني أن الحديث منصب حول كل ما هو ديني صرف، فمن خلال قراءتنا له وجدناالاهتمام بالأسر الحاكمة التي تعاقبت على حكم المغرب ،منذ الفتوحات الاسلامية،وبسياسة السلطة الحاكمة تجاه بعض القبائل المغربية، وكذلك اتجاه الزوايا وعلل دراكذلك بكون المغرب من البلدان التي يصعب الفصل فيها بين السلطة الزمنية والسلطةالروحية.
ومن خلال تتبع مواد هذا الكتاب يطهر لنا جورجدراك الطرقية والزوايا في أغلب الفترات كقوة مناهضة للمخزن،وهذا ما يميز الاطروحة الاستعمارية التي تقول بأن تاريخ المغرب هو تاريخ زوايا،وأن هذه الأخيرة مؤسسة مناهضة للمخزمن ،ومن تمة كان تاريخها تاريخ صراع مع السلطة المركزية.
أما من الوجهة الأنثروبولجية فان الكتاب ينتميالى ما يعرف بأطروحة الاندماج، التي تتمحور حول فكرة مفادها أن الدول الكبرى التيقامت بالمغرب ،انطلقت من الزوايا، بل ان رواد هذه الأطروحة لم يروا امكانية الوصولالى السلطة الا انطلاقا من الزاوية ،فوراء كل زاوية يوجد مدع للعرش
خاتمة:
على لرغم من أن كتاب جورجدراك هذا يعد من الكتب الإستعمارية التي كتبت لخدمة وتحقيقأهداف استعمارية بالأساس، فإن هذا لا ينقص من أهمية هذا العمل في دراسة التاريخالديني، وتجلياته في الطرق والزوايا بالمغرب.
والإشكالية التي أود إثارتها في خاتمة هذهالقراءة تخص أساسا الفترة التي ظهر فيها الكتاب، وهي سنة 1951وكذلك ظهوره تحث إسممستعار فجورج دراك صرح فيبداية الكتاب أنه إنتهى من جل مواده سنة،1940فلماذا إنتظر ما بقارب عشر سنواتليظهر الكناب؟ وإن كانت البيبلوغرافيا تشير الى أنه أضاف الى الكتاب معطياتاستقاها من بعض الكتب التي يعود تاريخ صدورها الى سنة 1944، وحتى وإن كان الأمركذلك فإن الفارق بين سنة 1944وسنة الطبع هو سبع سنوات.
فهل يمكننا إعتبار ظهور الكتاب في هذه الفترةدعوة من بين الدعوات التي برزت على الساحة بعد ظهور الحركة الوطنية لأجل إعادةالاعتبار وإحياء الطرق، بهدف تسخيرها لضرب الحركة والمقاومة المنظمة، لاسيما في ظلحديثه عن التراجع الكبير الذي عرفته الزوايا ،والذي مس المستوى المادي، وتراجع عددالأتباع، بعد ظهور المد السلفي، وتخلي الاقامة الفرنسية عن الاهتمام بها، وكذلك فيظل تنبيه وتشديد دراك على أخد العبرة من تاريخهذه الطرق والزوايا.
هذه رؤيا خاصة للموضوع ،قد يكون لها نصيب منالصواب وقد لا يكون ،وربما تكون هناك أراء أخرى تفتح أمامنا أبوابا جديدة لمعالجةإشكالات أشد عمقا، وأكثر أهمية في التاريخ الديني بالمغرب.

أمال خشان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد محمودي
المدير العام
المدير العام
سعيد محمودي


المدينة : الدار البيضاء
عدد المساهمات : 7236
معدل النشاط : 12091
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
الموقع : www.da-wawin.com

           قراءة في كتاب:                                           Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias                       ل: Georges Drague    Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة في كتاب: Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias ل: Georges Drague               قراءة في كتاب:                                           Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias                       ل: Georges Drague    I_icon_minitimeالسبت 13 نوفمبر - 1:02

أختي الفاضلة أمال خشان لك شكري وتقديري وأحترامي
مااحوجنا لمتل هده المواضيع الهادفة.والمفيدة جزاكم الله عنا بكل خير ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شريف خوجاني
مدير مدرسة دواوين
مدير مدرسة دواوين
شريف خوجاني


المدينة : الداخلة
عدد المساهمات : 539
معدل النشاط : 802
تاريخ التسجيل : 09/11/2010
الموقع : www.da-wawin.com

           قراءة في كتاب:                                           Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias                       ل: Georges Drague    Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة في كتاب: Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias ل: Georges Drague               قراءة في كتاب:                                           Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias                       ل: Georges Drague    I_icon_minitimeالسبت 13 نوفمبر - 1:25

أستاذة أمال لاشك بان قرائتك للكتاب كانت وافية وشافية ومتوفرة على كل العناصر الأكاديمية
لقراءة كتاب معين....
انا شخصيا قبل ان اقرأ عرضك ..كنت اجهل الكثير عن تاريخ التصوف بالمغرب والدور الخطير والحساس الذي تلعبه الزوايا والطرق الصوفية بالمغرب..
ولا اشك بعد قراءتي لعرضك حول كتاب...- Esquisse d'histoire religieuses du Maroc..- لكاتبه جورج دراك - بأن التصوف الطرفي لعب دورا كبيرا عبر التاريخ السياسي المغربي ... وانطلاقا مما خلصت له في خاتمتك سيكون تدخلي حول الدور
الخطير الذي يراد دائما بالصوفية ان تلعبه في مواجهة بعض القوى المناوئة للنظام
جاء في سياق كلامك وانت تختمين العرض مايلي ..:

فهل يمكننا إعتبار ظهور الكتاب في هذه الفترة دعوة من بين الدعوات التي برزت على الساحة بعد ظهور الحركة الوطنية لأجل إعادة الاعتبار وإحياء الطرق، بهدف تسخيرها لضرب الحركة والمقاومة المنظمة، لاسيما في ظل حديثه عن التراجع الكبير الذي عرفته الزوايا ،والذي مس المستوى المادي، وتراجع عدد الأتباع، بعد ظهور المد السلفي، وتخلي الاقامة الفرنسية عن الاهتمام بها، وكذلك في ظل تنبيه وتشديد دراك على أخد العبرة من تاريخ هذه الطرق والزوايا... انتهى كلام الاستاذة

وانطلاقا من هذه النقطة بالذات تتضح وظيفة الطرق الصوفية في مواجهة القوى الوطنية والإسلامية المناوئة للنظام ، هذا فضلا عن تدخل الولايات المتحدة بعد أحداث 11 شتنبر للحد من المد الإسلامي بشقيه المعتدل والمتطرف وذلك بالإستفادة من أدبيات هذه الطرق وترويجها وتشجيعها كما تبينه مبيعات الكتب الصوفية في الغرب ومنح الحرية للصوفية في إقامة طقوسهم وحضور بعض الأجانب في مواسم هذه الطرق كما هو الحال بالنسبة للسفير الأمريكي السابق بالمغرب "توماس رايلي" الذي حضر وعقليته لزيارة الشيخ حمزة في المولد النبوي عام 2006 وكذلك نظره السفير الأمريكي في مصر و كذا حضور المستشار الثقافي في السفارة الأمريكية في القاهرة لإحدى مناسبات المولد النبوي! والأنظمة العربية في الآونة الأخيرة أولت الإهتمام بعد صدور تقرير مؤسسة "راند" التابعة للبنتاغون-الذي صنف الإسلاميين إلى متشددين ومعتدلين والصوفية على رأس المعتدلين- للطرق الصوفية وعينت عددا من مريديها في مناصب الدولة ففي المغرب مثلا تم تعيين أحمد التوفيق وزيرا للأوقاف رغم عدم تخصصه في العلوم الشرعية وإنما في التاريخ والذي بدوره عين عددا من "إخوانه في الطريق" في وزارته، وفي مصر عين أحمد الطيب خلفا لطنطاوي شيخا للأزهر والذي عين أيضا عضوا للمجلس الأعلى للطرق الصوفية بالتعيين وشيخ "الطريقة الأحمدية الخلوتية" خلفا لوالده مؤسس الطريقة الخلوتية، والجدير بالإشارة، وهنا نقطة إلتقاء الأزهر مع دار الحديث الحسنية، أن الولايات المتحدة ألحت على تعديل مناهج التعليم الديني فكانت استجابة الأنظمة بتعيين مريدي الطرق الصوفية على رأس أهم مؤسسات التعليم الديني، ويذكر أنه دخلت منظمات غربية إلى الأزهر بدعوى التعاون، وفي دار الحديث الحسنية بالرباط والتي خرجت مئات من المتخصصين في الشريعة، عين الأكاديمي الأمريكي "كامبييز كانيبا سيري" مديرا للشؤون الأكاديمية والذي ترك المنصب بعد الضجة الإعلامية عائدا إلى واشطن ليشغل منصبا بوكالة الإستخبارات الأمريكية المركزية "سي أي إي" ! هذا كله في ظروف معاناة المسلمين من بطش الولايات المتحدة الأمريكية ! فتأمل !..فإذن الطرق الصوفية لها بعد استراتيجي في السياسة الدولية بتدخل الولايات المتحدة الأمريكية، هذا فضلا عن تحول التدين عند هذه الطرق إلى موالد وموائد وأوارد وخضوع للشيخ والتزام ب"إشاراته الربانية " و "تخطيطه الإلاهي" ، ولاشك أن لهذا تأثيرا وانعكاسا على السلوك السياسي للأفراد ! فكم ستبتهج الأنظمة حين يغرر بثلة من الشباب ويقذف بهم في أتون الأوهام ليساقوا بعد ذلك إلى صناديق الإقتراع، وإن لم يساقوا فقد كفيت شر سلوك سياسي واع ..نحن نتحدث هنا عن إيديولوجيا سياسية خطيرة تتبناها الطرق وتقدمها قربانا للأنظمة والحكومات !

كان هذا أختي الكريمة مجرد تدخل بسيط مني رغم جهلي بالموضوع لكن ان شاء الله
في اثارتك له سيكون حافزا لي على البحث فيه واحاطته من كل جوانبه

تحياتي لك دكتورة ولقراءتك الرائعة
شريف خوجاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://charifekhoujani.blogspot.com/
أمال خشان
عضو فعال
عضو فعال
أمال خشان


المدينة : الجديدة
عدد المساهمات : 326
معدل النشاط : 472
تاريخ التسجيل : 11/11/2010
الموقع : dawawin.ibda3.qrg

           قراءة في كتاب:                                           Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias                       ل: Georges Drague    Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة في كتاب: Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias ل: Georges Drague               قراءة في كتاب:                                           Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias                       ل: Georges Drague    I_icon_minitimeالأحد 14 نوفمبر - 20:30

سعيد محمودي كتب:
أختي الفاضلة أمال خشان لك شكري وتقديري وأحترامي
مااحوجنا لمتل هده المواضيع الهادفة.والمفيدة جزاكم الله عنا بكل خير ان شاء الله
لا شكر على واجب إستاذي الفاضل ،فهذه مسامهة بسيطة مني لإغناء الحوار حول موضوع أضحى في الوقت الراهن مثار جدل واسع ،إنه موضوع الطرق الصوفية في بلدنا الحبيب ،ولان الموضوع بحق شيق يدعو للإهتمام فكرت في المساهمة في عرض الموضوع للنقاش على الأساتذة الكرام
مع تحيات أمال خشان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أمال خشان
عضو فعال
عضو فعال
أمال خشان


المدينة : الجديدة
عدد المساهمات : 326
معدل النشاط : 472
تاريخ التسجيل : 11/11/2010
الموقع : dawawin.ibda3.qrg

           قراءة في كتاب:                                           Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias                       ل: Georges Drague    Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة في كتاب: Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias ل: Georges Drague               قراءة في كتاب:                                           Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias                       ل: Georges Drague    I_icon_minitimeالأحد 14 نوفمبر - 21:04

شريف خوجاني كتب:
أستاذة أمال لاشك بان قرائتك للكتاب كانت وافية وشافية ومتوفرة على كل العناصر الأكاديمية
لقراءة كتاب معين....
انا شخصيا قبل ان اقرأ عرضك ..كنت اجهل الكثير عن تاريخ التصوف بالمغرب والدور الخطير والحساس الذي تلعبه الزوايا والطرق الصوفية بالمغرب..
ولا اشك بعد قراءتي لعرضك حول كتاب...- Esquisse d'histoire religieuses du Maroc..- لكاتبه جورج دراك - بأن التصوف الطرفي لعب دورا كبيرا عبر التاريخ السياسي المغربي ... وانطلاقا مما خلصت له في خاتمتك سيكون تدخلي حول الدور
الخطير الذي يراد دائما بالصوفية ان تلعبه في مواجهة بعض القوى المناوئة للنظام
جاء في سياق كلامك وانت تختمين العرض مايلي ..:

فهل يمكننا إعتبار ظهور الكتاب في هذه الفترة دعوة من بين الدعوات التي برزت على الساحة بعد ظهور الحركة الوطنية لأجل إعادة الاعتبار وإحياء الطرق، بهدف تسخيرها لضرب الحركة والمقاومة المنظمة، لاسيما في ظل حديثه عن التراجع الكبير الذي عرفته الزوايا ،والذي مس المستوى المادي، وتراجع عدد الأتباع، بعد ظهور المد السلفي، وتخلي الاقامة الفرنسية عن الاهتمام بها، وكذلك في ظل تنبيه وتشديد دراك على أخد العبرة من تاريخ هذه الطرق والزوايا... انتهى كلام الاستاذة

وانطلاقا من هذه النقطة بالذات تتضح وظيفة الطرق الصوفية في مواجهة القوى الوطنية والإسلامية المناوئة للنظام ، هذا فضلا عن تدخل الولايات المتحدة بعد أحداث 11 شتنبر للحد من المد الإسلامي بشقيه المعتدل والمتطرف وذلك بالإستفادة من أدبيات هذه الطرق وترويجها وتشجيعها كما تبينه مبيعات الكتب الصوفية في الغرب ومنح الحرية للصوفية في إقامة طقوسهم وحضور بعض الأجانب في مواسم هذه الطرق كما هو الحال بالنسبة للسفير الأمريكي السابق بالمغرب "توماس رايلي" الذي حضر وعقليته لزيارة الشيخ حمزة في المولد النبوي عام 2006 وكذلك نظره السفير الأمريكي في مصر و كذا حضور المستشار الثقافي في السفارة الأمريكية في القاهرة لإحدى مناسبات المولد النبوي! والأنظمة العربية في الآونة الأخيرة أولت الإهتمام بعد صدور تقرير مؤسسة "راند" التابعة للبنتاغون-الذي صنف الإسلاميين إلى متشددين ومعتدلين والصوفية على رأس المعتدلين- للطرق الصوفية وعينت عددا من مريديها في مناصب الدولة ففي المغرب مثلا تم تعيين أحمد التوفيق وزيرا للأوقاف رغم عدم تخصصه في العلوم الشرعية وإنما في التاريخ والذي بدوره عين عددا من "إخوانه في الطريق" في وزارته، وفي مصر عين أحمد الطيب خلفا لطنطاوي شيخا للأزهر والذي عين أيضا عضوا للمجلس الأعلى للطرق الصوفية بالتعيين وشيخ "الطريقة الأحمدية الخلوتية" خلفا لوالده مؤسس الطريقة الخلوتية، والجدير بالإشارة، وهنا نقطة إلتقاء الأزهر مع دار الحديث الحسنية، أن الولايات المتحدة ألحت على تعديل مناهج التعليم الديني فكانت استجابة الأنظمة بتعيين مريدي الطرق الصوفية على رأس أهم مؤسسات التعليم الديني، ويذكر أنه دخلت منظمات غربية إلى الأزهر بدعوى التعاون، وفي دار الحديث الحسنية بالرباط والتي خرجت مئات من المتخصصين في الشريعة، عين الأكاديمي الأمريكي "كامبييز كانيبا سيري" مديرا للشؤون الأكاديمية والذي ترك المنصب بعد الضجة الإعلامية عائدا إلى واشطن ليشغل منصبا بوكالة الإستخبارات الأمريكية المركزية "سي أي إي" ! هذا كله في ظروف معاناة المسلمين من بطش الولايات المتحدة الأمريكية ! فتأمل !..فإذن الطرق الصوفية لها بعد استراتيجي في السياسة الدولية بتدخل الولايات المتحدة الأمريكية، هذا فضلا عن تحول التدين عند هذه الطرق إلى موالد وموائد وأوارد وخضوع للشيخ والتزام ب"إشاراته الربانية " و "تخطيطه الإلاهي" ، ولاشك أن لهذا تأثيرا وانعكاسا على السلوك السياسي للأفراد ! فكم ستبتهج الأنظمة حين يغرر بثلة من الشباب ويقذف بهم في أتون الأوهام ليساقوا بعد ذلك إلى صناديق الإقتراع، وإن لم يساقوا فقد كفيت شر سلوك سياسي واع ..نحن نتحدث هنا عن إيديولوجيا سياسية خطيرة تتبناها الطرق وتقدمها قربانا للأنظمة والحكومات !

كان هذا أختي الكريمة مجرد تدخل بسيط مني رغم جهلي بالموضوع لكن ان شاء الله
في اثارتك له سيكون حافزا لي على البحث فيه واحاطته من كل جوانبه

تحياتي لك دكتورة ولقراءتك الرائعة
شريف خوجاني
،إن المتتبع لحركة التصوف بالمغرب ومنذ عهود خلت سيلاحظ حتما أنها البديات الأولى كانت مجرد ممارسات تعبدية بعيدة كل البعد عن أي ممارسة سياسية،لكن وبالنظر الى الإحتكاك الفكري- الديني ظهرت الزوايا ،التي ستدخل الغمار السياسي في القرن 16م مع الدولة السعدية إذ كانت الزوايا الصوفية وراء قيام ه الأخيرة،ومنذ هذا القرن ستبدأ لعبة السياسة والطرق الصوفية ،وبعد الإستعمار الفرنسي ستنطوي أغلب هذه الزوايا على نفسها ،ويصبح ثأتيرها محصورا في جانب العبادة ،إلا أنه وبعد أحداث 11 سبتمبر سيفتح المجال من جديد للبعض الطرق الصوفية الى الظهور من جديد على الساحة السياسية، بل إن الدولة المغربية ستعمل على إعادة الإعتبار اليها، وذالك من خلال تعين السيد أحمد توفيق وزيرا للأوقاف وهو باحث في التصوف وكذا من خلال المنحات والهدايا التي ترسل لها، وهذا الإهتمام ينصب في اتجاه تصحيح المفهوم والتصور المغلوط الذي يكونه غير المسلم عن المسلمين والإسلام
شكرا لك أستاذي الكريم على هذه المداخلة المتميزة
مع تحيات أمال خشان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جمال الدين ساجم
التاريخ و الدراسات الإنسانية
التاريخ و الدراسات الإنسانية
جمال الدين ساجم


المدينة : مراكش
عدد المساهمات : 55
معدل النشاط : 73
تاريخ التسجيل : 05/11/2010
الموقع : dawawin.forum.st

           قراءة في كتاب:                                           Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias                       ل: Georges Drague    Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة في كتاب: Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias ل: Georges Drague               قراءة في كتاب:                                           Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias                       ل: Georges Drague    I_icon_minitimeالثلاثاء 8 فبراير - 0:47

تحياتي اليك مع كل تقديراتي
لقد كانت قرائتك لكتاب جورج دراك جد نبيهة ومعقلنة تستحقين الامتنان على هده المبادرة التي ساهمت في انبثاق تفانيك كباحثة واعدة...ولنا مواعيد مستقبلية في هدا الشأن
حياك الله.
جمال الدين ساجم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة في كتاب: Esquisse d'histoire religieuses du Maroc: Confre'rie et Zaouias ل: Georges Drague
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قراءة في كتاب : ضجيج الصمت لـ كمال الأيوبي
» قراءة في كتاب: الجيش المغربي عبر التاريخ للأستاذ عبد الحق المريني
» هل تستطيع قراءة هذا الموضوع، من دون ان تدمع عيناك ؟
» قراءة في وجه حبيبتي
» قراءة في قصيدة " طاح الشد "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دواوين الثقافية و الأدبية :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى:  
أركان منتديات دواوين الثقافية و الأدبية