منتديات دواوين الثقافية و الفنية منتديات تعنى بالأدب والثقافة والفن.
 

 

 الذاكرة الغنائية المغربية

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الرامي
نائب المدير العام
نائب المدير العام
ابراهيم الرامي


المدينة : العرائش
عدد المساهمات : 3588
معدل النشاط : 4910
تاريخ التسجيل : 27/06/2010
الموقع : www.da-wawin.com
الذاكرة الغنائية المغربية 3atae10
الذاكرة الغنائية المغربية Oouu2110

الذاكرة الغنائية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: الذاكرة الغنائية المغربية   الذاكرة الغنائية المغربية I_icon_minitimeالإثنين 27 يونيو - 0:06

نجوم طبعوا الأغنية المغربية بإبداعاتهم الرائعة، وتميزوا بإسهاماتهم وبأفكارهم وعملهم الفني النير، منهم شعراء
وزجالون، ومنهم ملحنون ومطربون وموسيقيون ومغنون .. هؤلاء الرواد تركوا علامات بارزة في التاريخ الفني الموسيقي المغربي منذ بداية انطلاقته في بداية الثلاتينات من القرن الماضي .
لقد صنعوا المجد لوطنهم ورسخوا معالم الأغنية المغربية بصفة عامة والأغنية الأمازيغية والشعبية و العصرية بصفة خاصة ، ومزجها بعضهم بفن العيطة التي هي مكون أساسي من مكونات تراث غنائي شعبي أصيل . كما يوجد من بينهم نجوم في الموسيقي الأمازيغية التي لها مسار فني غني بتجربة متميزة. ومنهم من أسس لأغنية مغربية عصرية وارتقوا بها إلى مستوى عال .. ومنهم من حافظ على مكانة الموسيقى الأندلسية (طرب الآلة) بالمغرب التي هي متميزة بمدارسها الثلاثة الرئيسية : مدرسة عبد الكريم الرايس بفاس، مدرسة أحمد الوكيلي بالرباط، ومدرسة محمد العربي التمسماني بتطوان . ثم فن السماع والملحون والإيقاع ...
هؤلاء النجوم قدموا للفن الموسيقي وللأغنية المغربية وللحن خدمات جليلة ، استطاعوا بأعمالهم الجميلة حمل مشعل التراث الفني الأصيل للأغنية واللحن والموسيقى بالمغرب، ومن ثمة إيصال هذا التراث الفني إلى الأجيال الصاعدة، وربطوا الجسور مع الأجيال المقبلة ، قبل أن يودعونا ، تاركين لنا أجمل الأعمال الخالدة. والتي من الصعب أن نجد رجالا بقيمة الرواد الأولون.


1-محمد البريهي 1850 - 1945 مؤسس 'جوق البريهي'

الفنان البريهي محمد بن عبد السلام من مواليد مدينة فاس سنة 1850 ، نشأ بأسرة فاسية أصلها من ناحية مدينة تازة ، تهتم بالفن الموسيقي ، تأثر الفنان البريهي بأبيه تأثرا كبيرا وتلقى تعليمه الموسيقي على يد والده عبد السلام، و الذي بدوره تلقى تعليمه الموسيقي بمسقط رأسه فاس على يد حدو بن جلون شيخ الموسيقيين بفاس . عاش والده خلال سنة 1882 حدثا فنيا كبيرا حيث راجع كناش محمد بن الحسين الحايك من طرف لجنة ضمن شيوخ الموسيقى الأندلسية إلى أن توفي سنة 1890 .
كان محمد البريهي يتلقى الدروس الموسيقية بدار الجامعي ، و بعدها انخرط في مجموعة فنية ، إلى أن أصبح من فطاحل المطربين ، يحفظ الكثير من التراث الأندلسي ، ويتقن أداءه ، ويجيد العزف على الرباب . ومن أجل تحقيق مراميه الفنية أسس جوقا ضم نخبة من العازفين والمنشدين، وذلك في عهد الحماية حيث عرف نشاطا محدودا في بعض الحفلات المذاعة من متحف دار السلاح بفاس . هذا الجوق الذي سيحمل إسم جوق البريهي فيما بعد . وكانت هذه النخبة من العازفين والمنشدين ، يلقنهم أصول المدرسة الأندلسية ، ويتنقل بهم عبر المدن المغربية ، وبذلك جمع إلى معرفته الواسعة بتراث الموسيقى الأندلسية إحساسا قويا بمسؤولية رعايتها وضمان استمراريتها فكان فنانا ومعلما موجها .
من بين تلاميذة محمد البريهي : فقيه الطرب الأندلسي أحمد الوكيلي ، عبد الكريم الرايس ، وهذا الأخير تصاهر معه ولازمه ما يزيد عن 25 سنة إلى أن توفي ، وبعد وفاة البريهي والمطيري جاء بعدهما الوكيلي على رأس الجوق . إسم هذا الجوق سيطلق على الإذاعة والتلفزة حيث أصبحت تسمى ب «دار لبريهي» .
لعب الفنان محمد البريهي دورا بارزا في ترسيخ العمل بمختلف كناش الحايك وإشاعة مستعملاته ، واستمر في مسيرته الفنية إلى أن توفي سنة 1945 .

الحاج محمد بلعيد 1875 _ 1945 ' مؤسس الروايس'

الحاج بلعيد محمد البعقيلي ، اسمه الكامل بلعيد بن امارك بن ابراهيم ، أمه جرارية من عين أولاد جرار ، لم يكن يضبط تواريخ الميلاد والوفاة، إلا أن المرجح أنه قد يكون ولد ما بين سنة 1870 و 1873 و 1875 ، في قرية «أنون عدو» (بئر عدي) وهي تبتعد عن مدينة تيزنيت بمسافة 12 كلومتر .
يحكى عنه أنه كان راعيا وهو غلام في قرية إعجنين ، مات والده وهو صغير بدأ يتعلم في الكتاب انقطع عن الدراسة . كان الشاب بلعيد عصاميا رغم قلة تعليمه ، كون نفسه وقرأ الكتب الدينية . فكان أنذاك يتقن الغناء بالمزمارالقصب حيث كان مولعا بالغناء ، مما جعله يلفت انتباه شيخ رماة سيدي محمد أوصالح أتزروالت ، الذي أدمجه في فرقته البهلوانية ، لكونه يتقن الغناء بالمزمار . فأصبح الشاب بلعيد يتنقل مع هذه الفرقة . وكان أحيانا يعمل على العزف على آلات موسيقية أخرى وخصوصا منها الرباب ، وبقي على هذا الحال إلى نهاية القرن الماضي . التحق بمجموعة أولاد سيدي احماد وموسى بواسطة سيدي محمد التازرو ، وتعلم العزف أيضا على الرباب والبندير والتر .
يعتبر محمد بلعيد من بين المغنيين المغاربة الأوائل الذين سجلت إنجازاتهم الفنية في فونوغراف مع بداية العشرينيات من هذا القرن . كما أنه يعد من أكبر الرياس الموسيقيين الذين نتوفر على جزء مهم من أعمالهم ، وبالنسبة للفنان بلعيد فهو أشهر مؤلف موسيقي للأغنية الأمازيغية بالجنوب المغربي ، وقد سجل أكثر من 60 قصيدة، بالإضافة إلى مجموعة من القصائد الشعرية غير المسجلة . كان يكتب قصائده بخط يده قبل أن يلحنها . كان الفنان بلعيد معلما مشهورا وسط «الروايس». وقد تتلمذ على يديه الكثير منهم واستطاع تكوين عدد من الروايس ، وعدة أجواق موسيقية .
الحاج بلعيد محمد البعقيلي ، اسمه الكامل بلعيد بن امارك بن ابراهيم ، أمه جرارية من عين أولاد جرار ، لم يكن يضبط تواريخ الميلاد والوفاة، إلا أن المرجح أنه قد يكون ولد ما بين سنة 1870 و 1873 و 1875 ، في قرية «أنون عدو» (بئر عدي) وهي تبتعد عن مدينة تيزنيت بمسافة 12 كلومتر .
يحكى عنه أنه كان راعيا وهو غلام في قرية إعجنين ، مات والده وهو صغير بدأ يتعلم في الكتاب انقطع عن الدراسة . كان الشاب بلعيد عصاميا رغم قلة تعليمه ، كون نفسه وقرأ الكتب الدينية . فكان أنذاك يتقن الغناء بالمزمارالقصب حيث كان مولعا بالغناء ، مما جعله يلفت انتباه شيخ رماة سيدي محمد أوصالح أتزروالت ، الذي أدمجه في فرقته البهلوانية ، لكونه يتقن الغناء بالمزمار . فأصبح الشاب بلعيد يتنقل مع هذه الفرقة . وكان أحيانا يعمل على العزف على آلات موسيقية أخرى وخصوصا منها الرباب ، وبقي على هذا الحال إلى نهاية القرن الماضي . التحق بمجموعة أولاد سيدي احماد وموسى بواسطة سيدي محمد التازرو ، وتعلم العزف أيضا على الرباب والبندير والتر .
يعتبر محمد بلعيد من بين المغنيين المغاربة الأوائل الذين سجلت إنجازاتهم الفنية في فونوغراف مع بداية العشرينيات من هذا القرن . كما أنه يعد من أكبر الرياس الموسيقيين الذين نتوفر على جزء مهم من من أعمالهم ، وبالنسبة للفنان بلعيد فهو أشهر مؤلف موسيقي للأغنية الأمازيغية بالجنوب المغربي ، وقد سجل أكثر من 60 قصيدة، بالإضافة إلى مجموعة من القصائد الشعرية غير المسجلة . كان يكتب قصائده بخط يده قبل أن يلحنها . كان الفنان بلعيد معلما مشهورا وسط «الروايس». وقد تتلمذ على يديه الكثير منهم واستطاع تكوين عدد من الروايس ، وعدة أجواق موسيقية

كان الفنان محبا للترحال والأسفار، سافر بلعيد إلى الشرق ومكث به سنتين حيث أدى فريضة الحج قبل رجوعه ليستمر في تكوين أفواج من «الروايس» إلى أن توفي قبل نهاية الحرب العالمية الثانية . وحسب بعض الوثائق فإن الرايس بلعيد قد حل بمدينة طنجة قبل أن يسافر إلى الشرق ، وفي 28 أكتوبر 1910 وصل إلى مدينة مرسيليا الفرنسية قادما من الحج ، حيث اتصل من هناك قبل عودته إلى مدينة طنجة ثم مدينة الصويرة . كما زار مصر والسعودية وفلسطين وسوريا وتركيا وتحدت عن رحلته في قصيدة شعرية عن الحج عندما عاد مابين 1908 و1910 حيث كان قد خرج من فرنسا ، وأحيى سهرات للجالية المغربية . تحدث بلعيد عن معركة فرنسا مع أيت باعمران، وعن معركة تيزي ... ووصف هجوم الطائرات الفرنسية على المواطنين الأبرياء .
تحمل أغاني بلعيد تاريخا دقيقا للأحداث التي عايشها بتفاصيلها . وغنى أيضا عن كل المواضيع وعن المرأة والحب والوطن ، له أغنية حول باريس سجلها سنة 1930 بحضور الموسيقار محمد عبدالوهاب في إحدى الإستيديوهات بالعاصمة الفرنسية .
كان قد تعرف على الفنان المصري محمد عبد الوهاب في استديو للتسجيل بباريس ، فأعجب به عبد الوهاب ، يقال أن عبد الوهاب اقتبس من بلعيد بعض الجمل الموسيقية .
كانت للفنان بلعيد مجموعة غنائية يتنقل بها بين قصور القواد والأعيان في كل من سوس والأطلس وحتى مراكش والصويرة . وكان له محبين يريدون الإستماع إلى أغانيه وألحانه . كما كان ينزل ضيفا عند اكلاوة بمراكش وتلوات ،ويقوم بجولات عمل في جنوب تزنيت إلى غاية نواحي أيت باعمران .
وفي سنة 1932 كان بلعيد ضيفا عند «بروسبيرريكار» في معهد الموسيقى المغربية بالرباط .
حاول أحد ممثلي شركة «بيضفون» بالمغرب (الخاصة بالتسجيل) استغلال الحاج بلعيد وفنه بأبخس الأثمان، ومن الأدلة على ذلك رسالة مؤرخة سنة 1933 يعبر فيها محمد القباج للفنان بلعيد على استعداده للتدخل لتسوية النزاع القائم بينه و بين ممثل «بيضافون» ، ومع ذلك فإن هذه المشاكل لم تمنع الحاج بلعيد من التعامل مع هذه الشركة في غياب بديل آخر .
في سنة 1935 توصل بدعوى من الجالية المغربية بضواحي باريس حيث التزم بتقديم سهرات لمدة ثلاثة أشهر . وخلال هذه الجولة سجل بلعيد في باريس مجموعة من قصائده ، وكان من الأوائل الذين بادروا إلى التسجيل . وآخر رحلاته كانت سنة 1938 إلى باريس . كان حلمه أن يزورفرنسا منذ أن غنى قصيدة «أمودون باريز» (الرحلة الباريزية) يصف فيها محمد الخامس بالعاصمة الفرنسية سنة 1931 .
وفي سنة 1940 تم إعفاءه من الخدمة المخزنية بسبب تقدمه في السن ، وبعد سنوات قليلة توفي ، أي ما بين سنة 1944 و1945 بعد أسبوع من المرض ، دفن في قريته «أنو ن عدوإدا ? أوبعقيل».
يعتبر الفنان بلعيد قيدوم الأغنية الأمازيغية ، فهو شاعر مبدع وموسيقي رائع ، كان أستاذا كبيرا في التأليف واللحن والغنى وكان معلما ونبراسا للعديد من الروايس


3_ادريس بن جلون التويمي 1807_1982 مؤسس جوق'اصدقاء زرياب'

ولد بفاس سنة 1897 ، تلقى تعليمه الأولي بالعاصمة العلمية ، وكانت موهبته الفنية تدفعه إلى الإهتمام بالفن وهو لايزال صغير السن . أخذ يتعلم على يد مجموعة من رجال الموسيقى وفنون الإنشاد والعزف من بينهم محمد بن العربي ابن جلون ، ومحمد البريهي ، وعمر الجعيدي ، ومحمد المطيري ، والمنشد أحمد زويتن ، وعندما بلغ سنه 17 سنة انتقل إلى مدينة الدارالبيضاء حيث تابع تعليمه الثانوي ..

اهتم الحاج ادريس بالموسيقى الأندلسية ، فكان من المؤسسين لجمعية هواة الموسيقى الأندلسية سنة 1937 .

في سنة 1958 عمل ادريس بنجلون بتعاون مع مجموعة من الفنانين على عقد مؤتمر وطني للجمعية ، شارك فيه هواة من مختلف المدن المغربية ، وكان لهذه الجمعية إشعاع فني كبير ، تمثل في تأسيس مدرسة لتعليم موسيقى «الآلة » كما أنشأ جوق «أصدقاء زرياب» .

ترك الباحث والفنان ادريس بن جلون أعمالا جليلة في مجال التعريف بمستعملات الموسيقى الأندلسية وتعليمها واستكمال ميازينها. ومن أعماله : تأليف كتاب الدروس الأولية للموسيقى الأندلسية في جزأين ، الذي قررت الوزارة المكلفة بالشؤون الثقافية تدريسه بالمعاهد الموسيقية . وتحقيق كناش الحايك وإصداره كتاب تحت عنوان : التراث العربي المغربي في الموسيقى ، وكان ذلك سنة 1981 ، كما عمد ادريس ابن جلون إلى تلحين أغلب صنعات تلك الميازين .
لقد حضر المؤتمر الدولي للموسيقى العربية المنعقد ببغداد سنة 1964 ، وكان من بين الموقعين على المذكرة التي رفعها المؤتمر إلى جامعة الدول العربية لحثها على إنشاء المجمع العربي للموسيقى . كما مثل المغرب في مؤتمرات المجمع منذ تأسيسه ، وشارك في دوراته الخمس : 1 - في يناير 1971 بطرابلس ، 2 - فبراير 1972 بالقاهرة ، 3 - يوليوز 1973 بالجزائر ، 4 - فبراير 1974 ببغداد ، 5 - أكتوبر 1977 بالرباط .
أنجز مجموعة من الدراسات والأبحاث حول الموسيقى الأندلسية ، وقد كرمه المؤتمر السادس المنعقد بطرابلس في أبريل 1981 . ظل نشيطا في سبيل خدمة رسالته الفنية إلى أن وافته المنية في 16 نونبر 1982 عن عمر يناهز 85 سنة.

4_ محمد البارودي 1898_ 1951 صاحب الخفة في الاداء وتوليد الالحان

محمد بن أحمد البارودي ولد بمدينة سلا سنة 1898 ، تلقى تعليمه في المدارس وقد اجتذبه فن الطرب وهو في ريعان الشباب ، فكان يستمع لعزف موازين من الآلة من جوق سلا الذي كان يسيره المعلم العربي بوعبيد .
اتجه البارودي إلى مدينة طنجة ، فتلقى هناك أول دروسه في الموسيقى ثم انتقل إلى مدينة العرائش واتصل بجوق الآلة وأخذ مبادئ العزف على مختلف الآلات وبالخصوص الكمان الذي أمسكه لأول مرة وتدرب عليه تدريبا جيدا .
انتقل البارودي إلى مدينة وزان حيث اشتهرت أسرة الشرفاء الوزانيين بالإقبال على الآلة والسماع وتشجيعهم للحفظ والطرب ، وإقامتهم لحفلات متعددة من الطرب الأندلسي ، فاستفاد البارودي من إقامته بهذه المدينة ، ولازم جماعة المادحين وأخذ عنهم القصائد والأشعار ، وهناك أتم تكوينه الموسيقي على يد أساتذة كبار ، وأصبح البارودي يتقن العزف على الكمان ، بل وصل إلى أعلى درجة في العزف على آلته من حيث الخفة في الآداء وتوليد الألحان . و بعدها استقر بمسقط رأسه ، وانظم إلى جوق المعلم بوعبيد .
لقد ترأس البارودي جوق المعلم بوعبيد بعد وفاة صاحبه ، وأصبح يحمل إسم جوق البارودي ، واستطاع رفع شأن هذا الجوق ، بحسن التسيير و براعة في إثقانه للعزف على الكمان . فكان هذا الجوق مطلوبا في الحفلات العائلية والعمومية ، ومع الشهرة بدأ البارودي يقيم الحفلات خارج مدينة سلا بالمدن المغربية ، ويشارك كعازف ممتاز على الكمان في أجواق الآلة الكبرى بفاس والرباط . كما شارك في المؤتمر الثاني للموسيقى العربية الذي أقيم بالبطحاء بمدينة فاس سنة 1939 . وفي سنة 1946 دعي البارودي وجوقه للإذاعة المغربية ليقدم سهرات أسبوعية من طرب الآلة .
أسس الفنان محمد البارودي مقهى بلديا بساحة سوق الغزل بسلا تسمى «قهوى البارودي» حيث كان يلتقي الهواة بآلاتهم وأصواتهم في أمسيات فنية تحتوي على الطرب الأندلسي والملحون والغرناطي .
كان محمد البارودي قد اقتنا آلة كمان جيدة الصنع بإيطاليا سنة 1721 وذلك حسب الطابع الرسمي المثبت عليها. كان يصنع الأوتار بنفسه ، وإصلاح آلات العزف بيده ، وكان متمكنا من العزف على مختلف الآلات ، كما كان يظهر مهارته لزملائه في السويسدي .
توفي الفنان محمد البارودي في حمة سيدي حرازم قرب مدينة فاس سنة 1951 عن سن 53 سنة ، ودفن بروضة باب فتوح
5 أحمد الوكيلي 1909_1988 'فقيه الطرب الاندلسي'


مولاي أحمد الوكيلي الحسيني
من مواليد مدينة فاس سنة1909 ، التحق بالكتاب ، وحفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة ، و درس بجامعة القرويين ، وبموازاة ذلك تعلم العزف على آلة العود وآلة البيانو . نشأ في وسط عائلي مغرم بحب موسيقى الآلة . لقد عشق الموسيقى منذ الصغر، كما حفظ الأشعار التي أصبح يتغنى بها في صنائع النوبات الأندلسية . حتى أصبح فقيها في الموسيقى الأندلسية . فهو أول من أدخل تعديلات على كثير من موشحات هذا الفن ، استعمل فيه آلات موسيقية لم تكن تستعمل من قبل ، كان قليل الكلام متواضعا . ومولعا بالتقاط الصور .
ينحدر من أسرة تتوارث هواية الفن الموسيقى ، نشأ في بيئة موسيقية ، تلقى مبادئ الطرب في بيته في سن العاشرة، على يد والده الذي حفظ الكثير من النوبات الإحدى عشر ، ويعزف آلة البيانو في فاس، والذي توفي وترك أحمد عمره 25 سنة . كان الشاب الوكيلي يعاشر شيوخ الطرب الأندلسي وعلى رأسهم محمد بن عبد السلام البريهي .
أحمد الوكيلي هذا، كان بيته عبارة عن ورش من أوراش العمل حيث كان حرفيا، وكان يفهم في النجارة والصباغة والكهرباء . تزوج سنة 1935 .
انخرط الوكيلي في النشاط الوطني ، والتقى بالزعماء السياسيين أمثال علال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني ومحمد ابراهيم الكتاني ، تعرض للمضايقات بمدينة فاس سنة 1936 في عهد الحماية ، غادرهذه المدينة في اتجاه مدينة طنجة سنة 1937 لأسباب عائلية ، وكان قد قرر اعتزال الموسيقى ، وفتح دكانا وبدأ يمارس التجارة بعيدا عن أجواء الفن . وفيما بعد اقترح عليه بعض الهواة والفنانين بطنجة استئناف نشاطه الفني وتم تأسيس جمعية «إخوان الفن»، كما ترأس جوق سمي ب «إخوان الفن» سنة 1940 وأسندت رئاسة الجمعية إليه ، وهذه الجمعية لعبت دورا أساسيا في ترسيخ موقع الموسيقى الأندلسية بطنجة .
يعتبر أحمد الوكيلي رائد و مجدد روح الموسيقى الأندلسية . استطاع إدخال آلات عصرية مثل البيانو وجعل الموسيقى للجميع ، فهو هرم الموسيقى الأندلسية . بل أول من طور موسيقى الآلة وأدخل عليها آلات لم تكن تستعمل من قبل في هذا الفن ، مثل البيانو والكورديون والكلارينط،، وهما مازادها جمالا وقبولا. لدى المستمعين ، وأول من أدخل تعديلات على كثير من موشحات هذا الفن .
كان قد عينه الحسن بن المهدي الخليفة السلطاني بطنجة أستاذا بالمعهد الموسيقي بتطوان ، وبقي مقيما بعروسة الشمال ويتردد عليها كل أسبوع لإعطاء الدروس في الموسيقى الأندلسية وكان أنذاك يشرف على قسم الموسيقى العربية الفنان العياشي الواركلي . أحمد الوكيلي يعتبر مدرسة أندلسية مغربية قائمة بذاتها ، و من رواد طرب الآلة في بلاد المغرب العربي . كانت له مكتبة تضم حوالي 1000 كتاب .
بعد وفاة أحمد البريهي سنة 1945 ، ووفاة المطيري سنة 1946 ، بدأ التفكير في من سيخلفهما ، وكان أحمد الوكيلي أحسن خلف لهما. في 18 نونبر 1946 أحيى الفنان الوكيلي حفل عيد العرش بإذاعة طنجة رفقة جوقه ، أشهر قليلة بعد إنشائها .. وفي عهد الوكيلي، عرفت إذاعة طنجة أثمرت ميلاد العديد من النوابات والصنعات الأندلسية التي تم تسجيلها ثم رجع إلى مدينة فاس حيث اشتغل مع جوق محمد البريهي بفاس كعازف على العود. ثم أسس جوق فاس سنة 1947 ، إلا أن إقامته بفاس لم تستمر طويلا ، حيث في سنة 1953 انتقل إلى مدينة الرباط ، وأسندت له مهمة جوق راديو المغرب الذي تحول في مابعد إلى جوق الطرب الأندلسي للإذاعة الوطنية الذي ظل يترأسه لمدة تزيد عن 36 سنة ، إلى حين وفاته في 25 نونبر 1988 بمدينة الرباط


6-محمد بلخضير 1910 - 1986 أول من قدم حصص موسيقية بالإذاعة المغربية

الموسيقار محمد بلخضير اليوسفي (بلخدير) ، ولد سنة 1910 ، وهو من رجال موسيقى الآلة بالرباط ، تعلم على يد شيوخ الآلة ومن بينهم أحمد زنيبر ، وتعلم أيضا منه عزف الطار ، ثم تحول إلى الكمان . وأصبح يباشر مهنته كفنان في الثلاثينيات .
عمل أستاذا للموسيقى الأندلسية بمعهد مولاي رشيد بالرباط ، تحت إشراف الأستاذ شوتان الفرنسي المختص في الموسيقى المغربية في عهد الإستعمار، وساعده على إنجاز عدد من الأعمال الخاصة بموسيقى الآلة ، وبالخصوص في تنويط عدد من موازينها بعد أن أخذ أصولها عن بعض كبار الأساتذة مثل عمر الجعيدي رئيس الجوق الملكي لموسيقى الآلة .
كان الفنان بلخضير من جملة الموسيقيين الذين شاركوا في الثلاثينيات بالمعرض الدولي في أمريكا مع عبد السلام ملين والمعلم سلومو الصويري حيث رافقوا الفنان العبدي صاحب المقهى التقليدي بمتحف الأوداية.
كان بلخضير من أول العاملين في الإذاعة المغربية ، حيث قدم حصصا موسيقية على رأس جوق من تلاميذه ، ثم التحق بجوق ثان كان يضم موسيقيين آخرين على رأسهم المعلم حبيبي امبيركو ، ثم جاء بعدهما جوق الفنان البارودي ، واستأنف بلخضير نشاطه الموسيقي كعازف كمان في الجوق الوطني بالإذاعة المغربية إلى أن توفي بمدينة الدارالبيضاء يوم 4 يناير 1986

7_عبد الكريم الرايس 1912_1996

الفنان الرايس من مواليد مدينة فاس سنة 1912 ، تربى في حضن أسرة فنية موسيقية ، وخصوصا الآلة بجوق البريهي . عبد الكريم الرايس حفيد الفنان محمد بن محمد الرايس . كانت له موهبة منذ طفولته وتتلمذ على يد أعلام الطرب الآلة في فاس كالفنان أحمد الوكيلي، وليرور التازي، محمد الخصاصي، محمد داودي، والغالي الشرايبي ، أقبل عبد الكريم الرايس على دراسة الموسيقى الأندلسية ، فتعلم العزف على سائر آلات الموسيقى الأندلسية وحفظ النوبات الإحدى عشرة . وهو خريج مدرسة محمد بن عبد السلام البريهي ، التي تجسد صرحا عظيما في تاريخ التراث الموسيقي الأندلسي المغربي . يعتبرعبد الكريم الرايس أحد أعلام الموسيقى الأندلسية المغربية . ووجها بارزا من وجوه الموسيقى المغربية .
كان يتردد على ضريح المولى ادريس الأزهر رفقة مولاي أحمد الوكيلي وعمره لايتجاوز 13 سنة لحضور الحفل الديني الذي كان يقام كل يوم الجمعة . في سنة 1933 التحق بالجوق كعازف على آلة العود عن طريق محمد البريهي .
تصاهر مع البريهي ولازمه مايزيد عن 25 سنة ، بقي بجانبه إلى أن توفي البريهي وخلفه على رئاسة الجوق ، حيث كان رئيس «جوق البريهي» ، وهو أهم جوق عرفته الموسيقى الأندلسية المغربية في القرن العشرين ، حرس عبد الكرم الرايس على تسمية الجوق بإسم البريهي ، وجلب إليه أمهر العازفين وأعذب الأصوات محافظا على إشعارهذه المؤسس عقودا من الزمن ، وساهم في الجانب الثقافي بإصدار ديوان من وحي الرباب الذي يشتمل على مجموعة من الأشعار والأجزال والتواشيح المستعملة في الموسيقى الأندلسية .
في سنة 1958 تم إنشاء جمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب وكان الرايس سندا فنيا قويا لهذه الجمعية ، واستطاع طيلة مسيرته الفنية تحقيق مجموعة من المنجزات لصالح التراث الموسيقي الأندلسي المغربي بينها تسجيل ثماني نوبات أندلسية في سنة 1959 بتمويل من اليونيسكو .
ثم أصبح مسؤول عن إدارة المعهد الموسيقي التابع لوزارة الثقافة سنة 1960 . استطاع أن يكون أجيالا من الفنانين في تعليم طرب الآلة ، وأنجز عدة أعمال فنية ، كما شارك في تسجيل نوبات الموسيقى الأندلسية بإشراف منظمة اليونسكو في الستينيات .

في سنة 1960 عين الرايس مديرا للمعهد الوطني للموسيقي بفاس ، في الستينيات عرف الجوق نشاط متعدد الأوجه ، الذي احتضنه معهد دار عديل بعد ترميمه ، وهي المهمة التي ظل يشغلها إلى حين وفاته . و كون عبد الكريم الرايس أجيالا من الموسيقيين والحفاظ والمرددين ، بتشجيعه ورعايته وتوجيهه حتى باتت لجوق البريهي مكانة متميزة في فضاء الموسيقى الأندلسية . شارك في عدة لقاءات ومؤتمرات كمؤتمر فاس سنة 1969 ،
قام الرايس بتوثيق نوبة غريبة الحسين على أشرطة اللايزر متضمنا كل المستعملات والصنائع . في سنة 1970 أصدر كتيب الدروس الأولية في الموسيقى الأندلسية ، كما دون رفقة محمد بريول النوتات الأندلسية بالترقيم الموسيقي (النوتة)، وأصدرمدونات نوبة «غريبة الحسين» وهو العمل الذي استحق سنة 1980 جائزة المغرب للكتاب . وأعظم إنجاز حققه في سنة 1982 كتاب سماه «من وحي الرباب» ، المحتوي على الأشعار والأزجال المستعملة في غناء صنائع الموسيقى الأندلسية حسب رواية شيخه محمد البريهي ، ونوط مجموعة من النوبات الأندلسية حسب الرواية الفاسية في كتاب «نوبة غريبة الحسين» الصادر ثلاث سنوات بعد ذلك
في نهاية الثمانينات سجل أربع نوبات بكاملها هي الماية ، والحجاز الكبير ، والإستهلال ، والحجاز المشرقي .
في سنة 1985 أنعم عليه الملك الراحل الحسن الثاني بوسام العرش من درجة فارس .
كان عبد الكريم الرايس عازفا على ربابه البسيط ، وهو الدليل الرئيسي لجوق البريهي بكامله ، به ينطلق وبه يتوقف وبه يختم ، به يتألف الجوق ليستعمل الطقس الأندلسي بفاس ... لايذكر جوق البريهي إلا ومعه عبد الكريم الرايس ، في هذا الجوق المتميز والمتمكن من آلته .
استلم الرايس نواته الأندلسية الأولى من مؤسس الجوق وهو البريهي ، وعبر هذه الحقيقة من العطاء والتكوين ، عمل الرايس على التراث البريهي من الضياع ومضيفا إليه .
وقام بتشجيل أربع نوبات هي الماية والإستهلال والحجاز الكبير المشرقي ، قدم منذ الإستقلال تسجيلات رائعة للإذاعة الوطنية .
توفي يوم 27 غشت 1996 عن عمر يناهز 84 سنة ، بعد مرض ألزمه الفراش . تاركا اعمالا فنية واضحة في سجلاته وهو الذي كان طيلة حياته يعلم الموسيقى الأندلسية لصالح إدارة الشؤون الثقافية بمتحف البطحاء خاصة بعد وفاة المعلم محمد كريش . وكانت له لغة خاصة مع رفاق الطريق وهما الوكيلي والتمسماني

8_احمد البيضاوي 198 9 _1918 ' صوت الاغنية المغربية الرائدة

إسمه الحقيقي أحمد بنشهبون ، ولد في بيت متواضع سنة 1918 بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء .
عندما بلغ الرابعة من عمره أدخلته عائلته إلى كتاب» بلخير» لحفظ القرآن
الكريم ثم التحق بدروس الأستاذ عبد الرحمان النتيفي بفرينة أولاد هابو .
كان للفنان أحمد البيضاوي ذاكرة قوية تنطق كل مايفوه به المدرس . كما كان
مشحونا بعالم الغناء الذي سيطر على حواسه خلال العشرينيات من القرن الماضي
، كان يقلد العديد من الأصوات الغنائية ، ويتردد على محلات بيع الآلات
الموسيقية بحي جامع الشلوح بالمدينة القديمة في الدارالبيضاء ، كان يستمع
إلى الأناشيد والأغاني الدينية والتراثية ، في حلقات الذكر والسماع ومجامع
الزوايا والمدائح النبوية التي كان يحضرها مع والده . تمكن من العزف على
العود وبرع في تقسيم عليه .
بدأ حياته الفنية في أوائل الثلاثينيات ، كان يحفظ أغاني شرقية ، ومارس
العزف على العود متأثرا بتقاسيم المشارقة . تلقى قواعد الموسيقى الشرقية ،
وتمرس على مقاماتها وإيقاعاتها وطرائف أدائها عزفا وإنشادا، كما حفظ
الموشحات القديمة ، وأصبح ماهرا في العزف على العود ، حيث تأهل ودخل ميدان
التلحين والغناء . كون أحمد البيضاوي فرقة متكونة من عازف على الكمان
وعازف على القانون بالإضافة إلى عزفه على العود ، وقامت هذه الفرقة بعدة
جولات فنية بربوع المغرب . كما أنشأ رفقة بعض الفنانين مدرسة لتعليم العزف
على العود ، وهي عبارة عن منزل بسيط بدرب الميتر قام باستئجاره.
في سنة 1938 التحق البيضاوي بالجوق الملكي الذي كان يترأسه العازف المصري
مرسي بركات الذي كان قد جاء إلى المغرب في عهد السلطان مولاي عبد العزيز .

ألف أحمد البيضاوي جملة من القصائد والأغاني ، وكانت أولى تجاربه في
التلحين ، أغنيتان اشترك في تأليفهما مع رفيقه في نفس الجوق عباس الخياطي
، هما : «ياحياة الروح» و «ياحبيب الروح» وذلك سنة 1946 ، ثم ألف أول
إنجاز فني ، أغنية «ياحبيبي أفق» للشاعر السوري ماهر العطار .
في الأربعينات وبداية الخمسينات كانت مرحلة الإشراق ففيها برزت روائعه
الفنية «أضحى الثنائي» و»باعدت بالأعراص شفتاك»... بعد التلحين ألف قطع
موسيقية صامتة ذات جمالية فنية .
في سنة 1947
ترأس الفنان المبدع أحمد البيضاوي الجوق الملكي بعد وفاة مرسي بركات . وفي
سنة 1952 قدم دعمه الفني لجوق الطرب العصري الذي أسسته إذاعة المغرب ، من
عناصر كانت متفرقة في أجواق مختلفة مابين التي كانت في الرباط وسلا
والدارالبيضاء وفاس . حيث كان يمدهم ببعض ألحانه وأغانيه . وترأس الجوق
العصري لإذاعة راديو ماروك .
أحمد البيضاوي يعتبر صوت الأغنية المغربية الرائد ، وعازف العود والملحن
الذي كان وراء تشجيع جميع المطربين منذ الخمسينات والستينات .
بعد أحداث 20 غشت 1953 غاب أحمد البيضاوي عن الساحة الفنية ، وفي سنة 1956
عاد كعضو في الجوق العصري ، ثم رئيسا للجوق الوطني الذي تأسس سنة 1959 ،
وبقي فيه إلى سنة 1964 . أحمد البيضاوي شارك في أشغال المجتمع العربي
الخامس للموسيقى العربية الذي انعقد بالرباط في أكتوبر 1977 . لحن
البيضاوي أكثر من مائة أغنية ومعزوفة وسجلها بدار الإذاعة المغربية ، فيها
العاطفية والوطنية . غنى البيضاوي أكثر أغانيه بصوته كما أسند بعضها لبعض
المطربين المغاربة وكذلك بعض المشارقة كعبد الحليم حافظ وهدى سلطان وفايزة
أحمد وسعاد محمد وعلية ، وهو صوت غنائي متميز .
ومن أغانيه : «ياصاحب الصولة والصولجان». لقد تعامل البيضاوي مع الشعر
العربي الفصيح ، وبذلك فتح لأول مرة بالمغرب باب التعامل مع هذا الشعر ،
أسلوبه في الغناء نحو القصيدة الفصحى متميز . له عشرات القصائد الفخمة
منها : «حبيبي تعالى» ، و»كل من صد وخان» ، و»انتظار» ، و»نهج البردة»، ثم
قصيدة رائعة «يابسمة الأمل» و»كم بعثنا مع النسيم سلاما» لحن وغناء أحمد
البيضاوي وكذالك قصيدة «البردة للامام البصيري « من شعر ابن زيدون ، يعد
من كبار الملحنين على المستوى الأغنية العربية ، كان يمتاز بتلحين
القصائد، وأسلوبه في التلحين ينتمي إلى أسلوب السنباطي ، وموسيقاه فيها
مسحة من المقامات الأندلسية .
ومنذ سنة 1964 أصبح أحمد البيضاوي رئيسا لقسم الموسيقى ومسؤولا عن لجنة
الألحان والكلمات في الإذاعة الوطنية إلى أن وافته المنية يوم 30 غشت 1989


9_ المعطي البيضاوي 1918_1978مؤسس صوت الموسيقى العصرية بالمغرب

من مواليد مدينة الدارالبيضاء سنة 1918 ، أحب الموسيقى منذ نعومة أظافره ،
وحفظ الأغاني الشرقية ، وأقبل على تعليم آلة العود ، وبدأ يعزف عليها
متأثرا بطريقة المشارقة .
عمل في بداية الأربعينيات على تأسيس جوق للموسيقى العصرية بمساعدة الفنان
المختار المذكوري ، سمي ب «جوق الكواكب» وكان ثاني مجموعة فنية تهتم
بالموسيقى العصرية في مدينة الدارالبيضاء ، بعد جوق «النسيم» الذي كان
يترأسه الفنان محمد زنيبر .
أقبل المعطي البيضاوي على تلحين المنظومات الشعرية الفصيحة من أغان وقصائد
. ولم تمض إلا مدة قليلة حتى شاع ذكره في المحافل ، ودعي جوقه للمشاركة في
مباراة وطنية للموسيقى العصرية التي احتضنتها مدينة فاس سنة 1949 إلى جانب
أجواق من الدارالبيضاء والرباط وفاس .
في سنة 1953 التحق المعطي البيضاوي بإذاعة المغرب بالرباط ، فعمل ضمن
الجوق العصري عازفا على العود لفترة من الزمن ثم عاد إلى الدارالبيضاء
وأسندت إليه رئاسة الجوق الجهوي للإذاعة بهذه المدينة خلال سنة 1956.
غنى المعطي البيضاوي أكثر ألحانه وكان يملك صوتا قويا ، كما غنى له مطربون
مغاربة . من أعماله «ياطيف حبيبي ياغالي» سنة 1964 ، و»أيام الود معاك» ،
و»تجلى مولد الهادي» ، « و»ياحبيبي طال غيابك» ،و « رٍأع الود ياغالي» ،
و»ياحبيب الروح يا جميل» ، و «ياشاغل بالي يالايم».
وإلى جانب اللحن والغناء ، أشرف على تسجيل مجموعة من الأغاني لمطربين
آخرين بإذاعة الدارالبيضا ء الجهوية وظل على رأس هذا الجوق إلى أن توفي
يوم 31 مارس 1978 عن سن يقارب 60 سنة . تاركا مجموعة من الأغاني أشهرها
المسجلة كقصيدة «ياخالي البال» و»ياشاغل بالي» وهي من كلمات حمادي التونسي
، ثم «أنشودة المدى» و «يانائما» و»قلب جمالك» ...
يعتبر الفنان المعطي البيضاوي من المطربين المغاربة الأوائل الذين رسخوا الموسيقى العصرية بالمغرب

11_عبد الوهاب اكومي 1919_ 1989 المؤسس الحقيقي لعلم الموسيقى في المغرب
ولد بمدينة فاس سنة 1919 ، نشأ في أسرة فنية ، كان أبوه عالما ومقرئا معروف لدى المجالس الدينية ، ومن ككبار الموسيقيين في الشرق . كان عبد الوهاب أكومي في بداية حياته يجود القرآن الكريم ويتردد على مجالس الأمداح النبوية ، حتى أصبح مولعا بالموسيقى ، ثم بدأ يستمع إلى الأجواق الموسيقية وخصوصا الطرب الأندلسي . وبعد حصوله على شهادة الدروس الثانوية سافر إلى القاهرة سنة 1940 ، وقضى سبعة سنوات في مصر في الدراسة والتكوين ، التحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى وحصل على ديبلومها سنة 1952 . في هذه الفترة لحن عدة قطع غنائية . شعر عبد الوهاب أكومي بموهبته الموسيقية مبكرا ، وأخذ يبحث في عالم الفن وفي أصوله ومنابعه ، في البلاد العربية حتى صار مرجعا في شؤون الموسيقى.
عاد إلى المغرب قادما من مصر سنة 1954 ، ثم انتقل إلى باريس لنفس الغرض ، والتحق بالمدرسة العليا وحصل منها على شهادة في التوازن الصوفي والتوزيع الآلي وذلك سنة 1955 . كما حصل على شهادة في الموسيقى من إسبانيا . له قطع جميلة لحنها وغناها من بينها «يانسيم الصبح» و»بريء بريء و الله بريء» . فهو أحد أقطاب ورواد الأغنية المغربية العصرية الكبار . له أيضا العديد من الأعمال الجيدة منها رائعته «عشت كالتائه لا أدري لمن أحيى الحياة ... « و «قالت لخليها ثريا» و «ما أحلى الربيع ولياليه» و «الفن مالهش وطن الفن ملك الخلود» و «ياحلو القلب مين قدك» سنة 1955 . وأيضا أغنية «ملك حيرانة» . تعامل مع الجوق العصبي لإذاعة راديو ماروك الذي كان يترأسه أحمد البيضاوي ، اعتمد فيما بعد على الطرب الأندلسي في استنباط بعض الألحان . قام بتسجيل العديد من الألحان رفقة الجوق العصري . من أشهر أناشيده أنشودة «ياصاحب الصولة و الصولجان» لأحمد البيضاوي ، و»عدت ياخير إمام» لعبد القادر الراشدي ، و «غنت بك الركبان» . له إنتاج في مجال الأوبريت التي أظهرته بحق عالما في فنه .
عبد الوهاب
أكومي قدم خدمات عظيمة للموسيقى في المغرب ، كان يعزف على العود والقيتارة
بالإضافة إلى امتيازه بعدة نظريات في مجال التدوين الموسيقي ، كما يعتبر
المؤسس الحقيقي لعلم الموسيقى في المغرب . واعتمد من طرف الجامعة العربية
كسفير موسيقي للبلاد العربية في أوربا نظرا الاجادته العريف بالموسيقى
العربية .
ويقول أكومي في هذا الصدد : «كان مطمحي بعد انتهاء دراستي أن أعود إلى
بلادي وأقيم بها معهدا موسيقيا مغربيا وقد حدث هذا فعلا سنة 1955 ، وكان
وقتها يوجد معهد موسيقي فرنسي ، فاتصلت بالمشرف عليه واقترحت عليه انشاء
معهد مغربي . واستطعنا رغم الصعوبات والعراقيل أن ننظم في مأرب للسيارات
دروسا موسيقية انضم إليها في أول عملية تسجيل حوالي أربعمائة طالب موسيقي
، وفي سنة 1958 أصبحت مدرستنا معهدا وطنيا للموسيقى «.
في دجنبر 1958 أصبح عضوا في ديوان عبد الكريم بنجلون وزير التعليم والفنون الجميلة في حكومة عبد الله إبراهيم .
وفي سنة 1961 عين مديرا للمعهد الوطني للموسيقى الذي كانت تنقصه الأطر
المغربية، إذ كان جل المدرسين فرنسيين، واستطاع بمجهوداته أن يجعل المعهد
يتوفر على أطر مغربية ، كما تمكن من إنشاء أزيد من ستة عشرة معهدا موسيقيا
. وكان يقدم برامج للتعريف بروائع الموسيقى العالمية .
تقلد مهمة إدارة الشؤون الفنية والموسيقية بوزارة التربية الوطنية ، و
اشتغل مستشارا لوزارة الثقافة ، ثم إدارة معهد الموسيقى. على يده تكونت
عدة أجيال موسيقية ومنها خلق أوركسترا السامفوني جميع أفراده من المغاربة
. وهو أول من انشأه داخل المعهد الوطني للموسيقى ، و ناضل من أجل إرسال
طلبة مغاربة لدراسة الموسيقية العالمية بالخارج .
عبد الوهاب أكومي الموسيقار المتميز ، أطرب أجيالا من المغاربة منذ
الخمسينات وحتى وفاته يوم 15 شتنبر 1989 ، إثر حادثة سير حينما دهمته
شاحنة ليلا وهو في طريق عودته من مدينة بني ملال حيث كان قد صمم أن يؤسس
معهدا موسيقيا بهذه المدينة . كان فنانا عاشقا للفن وللوطن ، استطاع أن
يعطي أروع وأحلى ما عنده .
يقال عنه إنه أحد رواد المدرسة المشرقية بالمغرب ، وأحد المجسدين الصوت واللحن المغربيين و انصهاره مع كل الإيقاعات العالمية .








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد محمودي
المدير العام
المدير العام
سعيد محمودي


المدينة : الدار البيضاء
عدد المساهمات : 7236
معدل النشاط : 12091
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
الموقع : www.da-wawin.com

الذاكرة الغنائية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذاكرة الغنائية المغربية   الذاكرة الغنائية المغربية I_icon_minitimeالإثنين 27 يونيو - 0:25


نجوم طبعوا الأغنية المغربية بإبداعاتهم الرائعة، وتميزوا بإسهاماتهم وبأفكارهم وعملهم الفني النير، منهم شعراء
وزجالون، ومنهم ملحنون ومطربون وموسيقيون ومغنون .. هؤلاء الرواد تركوا علامات بارزة في التاريخ الفني الموسيقي المغربي منذ بداية انطلاقته في بداية الثلاتينات من القرن الماضي

شكرالك أخي وأستاذي ابراهيم الرامي على الموضوع الهام والمفيد لكي نتعرف على نجوم الذاكرة الغنائية المغربية
بارك الله فيك أخي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابراهيم الرامي
نائب المدير العام
نائب المدير العام
ابراهيم الرامي


المدينة : العرائش
عدد المساهمات : 3588
معدل النشاط : 4910
تاريخ التسجيل : 27/06/2010
الموقع : www.da-wawin.com
الذاكرة الغنائية المغربية 3atae10
الذاكرة الغنائية المغربية Oouu2110

الذاكرة الغنائية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذاكرة الغنائية المغربية   الذاكرة الغنائية المغربية I_icon_minitimeالإثنين 27 يونيو - 0:31

شكرا اخي سعيد محمودي على تفاعلك
عثرت على هذا الموضوع وانا ابحث في محرك غوغل ،كي أجيب على الأخت مجيدة نالرايس في الفايسبوك التي طبت منيإسم مبدع أغنية أمازيغية قديمة جدا ..
تحيتي إليك اخي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الضريسي الباز حسن
.
.
الضريسي الباز حسن


المدينة : باريس
عدد المساهمات : 1741
معدل النشاط : 2341
تاريخ التسجيل : 29/05/2011
العمر : 62
الموقع : www.da-wawin.com
الذاكرة الغنائية المغربية 3atae10

الذاكرة الغنائية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذاكرة الغنائية المغربية   الذاكرة الغنائية المغربية I_icon_minitimeالإثنين 27 يونيو - 8:07

أستاذي الغالي إبرهيم الرامي:
أحييك للاهتمام البارز بنوع هذا الفن الذي
يسري في عروقنا . ونعتز به لأنه يثبت وجوده
في تاريخ قديم مضى. معزة وتقديرا لك.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الذاكرة الغنائية المغربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ملصق حفل تكريم المجموعة الغنائية لرفاك 5
» مناقشة هاته الكلمات الغنائية (دمعة لفراق)
» دواوين تكرم مجموعة لرفاق الغنائية بالبيضاء "أمسية شعرية فنية "
» وشم في الذاكرة
» الذاكرة التي *********

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دواوين الثقافية و الأدبية :: المنتدى الفني :: موسيقى-
انتقل الى:  
أركان منتديات دواوين الثقافية و الأدبية