عرف ضريح المولى سيدي عبدالله بن حسون أمسية ترحال وتجوال في سماء قصائد الملحون؛ نظمتها جمعية ادريس بن المامون للبحث والإبداع في فن الملحون. وتعتبر أمسية الأحد 20 أكتوبر 2013 سابع أمسية من سلسلة الأمسيات المنظمة لهذا الغرض ألا وهو التعريف بفن قصائد الملحون؛ والحفاظ على ذخائره تمكينا للأجيال القادمة من الاطلاع على ما خلفه السلف عن طريق التكوين والتوثيق والإحياء والنظم والإنشاد و العزف وتنظيم ندوات وملتقيات ومهرجانات.. تخلد لهذا الفن الأصيل الذي أبلوا شعراؤه البلاء الحسن في رسم معالم الحياة في كل تجلياتها .
وما لقاء عشاق فن الملحون بضريح المولى سيدي عبدالله بن حسون إلا دليلا على العرفان والاعتراف لما قدمه أقطاب شعر الملحون لهذا الفن من طوافات عبر الكلمة والنغمة والميزان..
افتتح الحفل الفني بكلمة الجمعية بمناسبة افتتاح موسمها الإشعاعي 2013-2014 ؛ حيث قرئت الفاتحة على روح المرحوم المولى عبدالله بن حسون ؛ فيما تولى المبدع والباحث في تراث الملحون ذ عبدالمجيد فنيش تقديم ورقة تعريفية مقتضبة عن فن الملحون وبعض شعرائه وما تضمنته قصائدهم من مواضيع وأغراض..شكلت محور الحفل الذي شنف الحضور الكريم أسماعه بقصائد كل من الشيخ مولاي المامون العلوي في قصيدته " سيدي عبدالله بن حسون" والشيخ بلعيد السوسي في قصيدة "الجزارة" والشيخ ابن علي المسفيوي في قصيدته "الطوموبيل" والشيخ ابن علي ولد الرزين في قصيدة " الورشان" (الطائر الرحالة). والشيخ محمد العيساوي المدغري الملقب (بالفلوس) في قصيدة " دمليج زهيرو". والتي أتحف إنشادها رفقة جوق الملحون التابع للجمعية كل من المنشد الفنان/الشاب سعيد بالمكي؛ والمنشدة الفنانة / الشابة عائشة الدكالي؛ فيما كان ختم الإنشاد من قبل ضيفة الشرف الفنانة كنزة الأيوبي صاحبة الصولات والجولات في مرمات الملحون ونظمه..
وتوج الحفل بالاحتفاء بالشعر والفن ؛ حيث تم تتويج الشاعر والناقد د أحمد زنيبر عضو بيت المبدع وجمعية الملحون.. الذي دبج في كلمة قصيرة له تثمينه للجهود التي تبذلها الجمعية في سبيل الحفاظ على تراث الملحون وتدبير آليات التعريف به إن تكوينا أو معرفة أو ذوقا راقيا.. كما كان للفنانة الحاضرة/الغائبة أمال التمار كلمة بدورها شكرت من خلالها الساهرين على تدبير شؤون جمعية ادريس بن المامون للبحث والإبداع في الملحون لهذه الالتفاتة الجميلة التي تؤسس لثقافة الاعتراف باعتباري بنت الدار- تقول أمال - وبنت المدينة بالرغم من إقامتي الحالية بمراكش.
وسلم للمحتفى بهما شواهد تقديرية وجوائز عينية صفق لها الجمهور الحاضر؛ كما أبرقت لها عدسات المصورين في جو يطبعه الانشراح والفرح.
حضر حفل الاحتفاء ثلة من الإعلاميين /ات والمبدعين /ات والفاعلين الجمعويين تتقدمهم رئيسة بيت المبدع الشاعرة ريحانة بشير؛ ورئيس المنتدى الثقافي والاجتماعي الزجال أحمد تكيطو؛ والإعلامي ورئيس جمعية اللواء الأدبي عبدالعزيز الرابحي وعدد من المهتمين بشأن فن الملحون؛ من عشاقه ومحبيه..من النساء والرجال شيبا وشبابا.. حيث عاشوا طقوس الانتشاء بكل تفاصيلها.