كتبت عن الحب رثيت الحب بكيت عليه أحييته وقتلته مدحته وذممته عانقته وهجرته لكن في الحقيقة حياتي كانت صحراءا قاحلة لا حب فيها ولا قلب ينبض فيها ولا عينا سهرت وجفت لأجل الحب ماقيها كانت كتابات خصبة لكنها جرداء بعيدة كل البعد عن الحقيقة لكنها كانت تحكي على ما تصورت أني سأعيشه ومن غصات من اكتووا بنار الحب كتبت متقمصة ألف شخصية وتحسرت على شيء لم أمتلكه مثل غيري من النساء تارة وتارة أعزي نفسي لأني لم أتذوق سم الحب الحقيقة أني كنت أبحث عن شيء أكثر سموا من حب رجل لامرأة أو بالأحرى كنت أكاد أكون مستسلمة لعدم البحث عن شيء لأن الحب في نظري ليس شيئا نبحث عنه لنجده الحب مصادفة غريبة بعيدة عن المنطق والمحسوس والمستوعب يصادفه المحظوظون مرة في العمر وبصدق لم أعتبر يوما نفسي من هؤلاء المحظوظات اللواتي يطرق الحب أبوابهن لا تسألني لماذا فالإجابة لم أعرفها يوما كانت فكرتي مسلمة دون إديولوجية مسبقة الحب تيمة كبيرة موضوع ميتافيزيقي يدور حوله الجدل والتناقض والنسبية كنت أراه شيئا غير مشروط مجرد من كل لبس شفاف لكن من جربوه حكوا لي عن شروط ولوجه وعن إمكانياته أشياء سمعتها لم أصدقها ظلت فكرتي قائمة سيدة نفسها دون منازع لم يزحزحني شيء عنها وصرت أسمع عن شيء يقال بأنه يوجد لكل واحد توأم روحه لم تكن فتاة مثلي لتصدق مثل هذه المسلمات بالذات لأني أعرف أن لكل روح بصمتها الخاصة لا تشبهها روح أخرى لكن في الأخير في لحظات بعيدة كل البعد عن تصوري وجدت كل الأفكار تصطدم بواقع مدهش يرسم الإبتسامة الدائمة في لحظة يصبح كل شيء سهل تغيرت النظرة تغيرت النبرة تغير الفكر ذاب الجليد امتزج الممكن بالمستحيل بلا مقدمات بدون تكلف ولا تعقيد انساب الإحساس بسلاسة وتاهت الروح في بهجة غامرة صار كل شيء له نكهة أجمل صار الكون ساحرا رائعا خلابا صرت أنا مجرد متسائلة مسلحة بأسلحة التماسك والفكر والمنطق والعقل والرزانة أسلحة لا تفيد في لحظة تحولت إلى ورود مستسلمة لإحساسها منقادة مسلوبة الإرادة يداعبها نسيم الشوق يلامسها ندى العاطفة فيزداد تفتحها وقفت أشهد الأحداث مستغربة لكن سعيدة خالية من كل عبء حملته في يوم من الأيام منطلقة كطفلة تلاحق الفراشات الزاهية ألوانها تحدث كل شي حولها تحب كل شيء حتى ذرات التراب ودت لو تقبلها ذرة ذرة ليتني أجد من يجيب لهفتي ويشفي دهشتي أهذا حب أم حلم أم هيام أم إنذار مبكر بالجنون؟؟؟؟؟؟ وفي انتظار جواب شاف سأبقى رهينة إحساسي وسعادتي