نفس السماء , نفس الأرض , نفس الجبال, تطل عليها نفس الشمس, ويلفها نفس الظلام في كل ليلة . أجداد سبقوا التاريخ , واستوطنوا هنا قبل نيرون وجانكيزخان ونابليون وكل الطغاة. برفات الأولين تشهد المستحثات , ببقايا دونوا عليها وجودهم فتوحدوا ضد كل غاز أو طامع من الشرق أو الغرب آت. من هنا أشرقت شمس الاسلام على افريقية فطرد موسى وعقبة بقايا الرومان , وفتحت الأندلس والسودان وبنيت فاس وتلمسان . زمن كان لشموخنا فيه عز يشار له بالبنان . لكن سرعان ما تقلبت الرياح وتغير الصباح , وأشرقت الشمس على نفس المكان , نفس السماء, نفس الأرض , نفس الجبال. فأحسسنا بنفس النسيم وتنفسنا نفس الهواء ووددنا العناق وجلسة شاي كالأيام الخوالي... فمنع منا السؤال وقطع الاتصال . وبكينا على فراق الأحبة, ولم يبق الا الحنين من وراء الجدار والاستماع الى وجع أنات من الأعماق آتية , بصوت مغن أومغنية, تحكي أيام زمان بقصيدة ملحون أو وصلة غرناطية لا تمنعها حدود ولا أسلاك شائكة , من القلب الى القلب في عناق الأجيال بين نوميديا وافريقية وموريطانية لنصرخ ونقول :هنا شمال افريقيا ...