للحديث عن الحياة وما تطرحه من إشكالات اجتماعية واقتصادية وثقافية ومعرفية .. كان لنا لقاء مع الأستاذة – الشاعرة والقاصة رحيمة بلقاس بمناسبة إصدار ديوانها الأول الموسوم بــ " عناق سحر الحياة" . عنه وعن تجربتها في الكتابة استدرجناها للحوار التالي :
1ـ بداية من تكون رحيمة بلقاس ؟
من أنا ؟ حقيقة لازلت أبحث عني ، أنا تائهة في مسار ،أرى الأفق ضباب، تيه وسراب، أحيانا تنقشع الغيوم ويقترب الإشراق ، فأصلي للرحمان وأقول الحمد لله، وحينا تغيب عني شمس البهاء فأجدني منزوية أرفع أكف الابتهال والشكر والحمد لله عما أصابنا من بلاء.
أنا متزوجة وأم لثلاث أولاد ، مدرسة لغة عربية ،حاصلة على اجازة في الأدب العربي.
من أنا؟؟
أنا ابنة الأطلس الشامخ الأنف
أنا ابنة أبي وأمي
أمازيغية الأصل
أحب ديني وفصلي
لله حبي وطوعي
رسوله محمد له عشقي
لا أخشى غير ربي
سماني أبي رحيمة
عن عمتي اسمي
أحبني ومن دون إخوتي
توجني بحِمْلِي
عنهم أوصاني بعده وبعد أمي
رافقتني المسؤولية منذ مهدي
ما عرفت الطفولة ولا ربيع العمر
أنا أكبر إخوتي بعد أخى
أحسه أبي فهو عزائي وسندي
أنا من رضعت الحرف لبن أمي
عشقت القصيد والشعر
من أبجدية الضاد ارتشفت كأسي
وهسيسها نسج صوغي
رومانسية الروح
قمعوني عنها
ومنعوها عني
انكتمت وباد الهمس بعمق لحدي
أنا من غادرت بيت أهلي
إلى غربة بوطني أحضنها وحدي
بين براثين عالم وحشي
أسْجل العطاء بصمتي
أَوُدُّهم لكنهم حسبوه ضعفي
للبيت.. للضيف
بشاشة وجهي
لكن المجتمع رجعي
ما احترموا حرمة فكري
كسرت اليراع
ومزقت القرطاس ولوحي
ألغيت نفسي
ووأدْتُ وجدي
تسبسبت العبرة من حدقي
وحزم الحلم حقائب الرَّحْل
والبسمة تهودجت راحلتي
إلى غير أوب
لله أفضيت أمري
وصنت شملي
أنا من رباني أبتي
على حب فلسطين ووطني
الكبير والصغير لهم دمي يفدي
ترعرعت في عالم
عبر الأثير نتسامر حول فتح
وصوت جمال عبد الناصر بسمعي
البندقية امتشقها العربي الأصل
إما موت أو نصر
المقايضة لا تجدي
ولمن ساومني عن عرضي
له سهمي في النحر
أنا من بيت العنفوان والصدح
لا نركن للذل
ها أنذا تلفظني نفسي
بعد طول خرسي
أتلولب بصدري
سجَلتُ بالروح من أعلى رأسي
لأهوي بأدغال القصيد والنثر
حوافر البيداء الجوفاء
داسته
وركنتُ في سبات ظلي
أجرجر أذيال جداول القيظ
لظى على خد الزهر
بين الماضي ويومي
وغذٍ.. وذكرى بجوفي
شموع أُسْرِجَتْ للكل
أذرف دمعي
أنير بوهجي سديم الليل
أنا من توسطت السماء كالنجم
أشع بالنور من حولي
مني تُسْتَمَّد الأنوار
وبجوفي سعير حلمي
ألا ليت شعري
أتدارك أمسي
أروي ظمأ الأنفاس للحن
نبصت الريح بعمقي
عصافير الروح نواعج
اندفقت بالفل بالياسمين
بيضاء فوق الصحائف
وعلى الصفائح
حمامات تهدل بشدوي
تبوح بما يغلي باللواعج
تارة بنفط الخوالج
وأخرى بجوى الجوارح
يجيش الفؤاد بصبوة المجد
كبرياء تتدفق وتندلق كالسيل
جلمود صخر حط من عل
تشظت الجبال من كثرة اللطم
ومن عمقي تطاير شظاها حبر فاقع اللون
بصبابة تناغش الجوانح
ملتاعة بهوى العروبة
أصبو لوحدة الصف
قوة ضد من عاد عرقي
يجيش بصدري
بركان سخطي
بين أناملي قلمي
وعن شدقي رحل صمتي
تحشد القصيد بلثتي
لهاتي عطشى لماء النبع
على مسارح الساحات
أصوات أبنائي وأهلي
بالعيش الكريم تنادي
وسياط الجور
على ظهرهم رسمت خرائط الظلم
خلف القضبان أنين الحر
اِنفطر كبدي وسال حبري
بعدما اكتوى بلوعة قلبي
اندفق من نسغ وريدي
بكى الوجدان من ظلم
دوي القربى وأولي أمري
من جرحهم شكى الهوى
وجواهم ما اشتكى بوجدي
لن أصمت عن المنكر والجور
ماجت أغواري بالمآسي الصور
اكتحلت مقلي بسهدي
أزحت الغشاوة والوجل
فاكتحل طرفي
بمرود الضوء وبهاء الصدق
قوارير العطر
اندلقت بروضي
للضياء .. للكبرياء.. للوفاء
للقيم و النبل
اشتعل القصيد بنبضي
يتحدث بصفاء خافقي
شعشع اللفظ
سطع على شفاه النغم
ترنيمات العنادل
بلابل تنساب بصوتي
من رضاب الخمر المعتق بالأصالة
و الأصيل
أملأ كؤوس نخبي
أشرعت الكلام والبوح عَلَناً بجهري
المهند القاطع لرؤوس الحق
أنا من تتحدى كل فصائل الإثم
ببساطتي ..أرفض أي تيار
لأنني لازلت لم أجد ما يعبر عن عشقي
ها أنا أمضي
بين الصخور أرسم خَطي
بأظافري أُجَوِّف دربي
فهل يا ترى سيكون النجاح حليفي؟
2ـ حدثينا عن بدايات علاقتك بالقلم والقرطاس ؟
علاقتي بالقلم والقرطاس هي علاقة الجسد بالروح، لا يمكن الفصل بينهما ولا تصور أحدهما بعيدا عن الآخر.
هي موهبة نابعة من الذات وتطورت بالمطالعة والاعتكاف على القراءة ومصاحبة الكتب.
كانت لي محاولات كثيرة في الصغر ..لم أحظ بالتشجيع بل يمكن أن أقول أن الوسط أحبطها وجعلني أكسر الأقلام وأمزق الأوراق.
وأخيرا وبعد هذا السبات الطويل استيقظت كما هو حال عالمنا العربي ..استيقظت مع ربيعه وعاد بي الحنين والشوق للتعبير ..مع حركات الاحتجاجات ضد الظلم والمعاناة ..وجدتني أحمل القلم وأنفض الغبار عن القرطاس..كانت هذه بدايتي.
3ـ كيف تشكلت موهبة الكتابة لديك ؟
كنت رومانسية منذ صغري أكتب بأسلوب رقيق
وكان هذا يظهر في الرسائل التي كنت أكتبها لأبي لأنه كان أميا.
كما كان يبدو هذا حتى في مواضيع الإنشاء التي كنت أكتبها .
لكنني كنت أتلقى تأنيبا من الأسرة عن هذا الأسلوب .مما اضطرني أن أبتعد عن الكتابة وكأنها شيء مشين.
قرأت كثيرا من القصص وأنا في الإبتدائي
للمنفلوطي كالعبرات والنظرات وغيرها وقرأت ليوسف السباعي ،ولإحسان عبد القدوس ولبنت الشاطئ وغيرهم وفي الإعدادي قرأت لخليل جبران وكتاب المهجر ولنجيب محفوظ وقرأت من الروايات والقصص المترجمة الكثير
وكنت أحب الشعر والحرف منذ صغري.
وانكب اهتمامي بشعراء الجاهلية كعنترة و طرفة وامرئ القيس والخنساء والعصر الأموي والعباسي كالمتنبي والبحتري وأبي تمام وابن الرومي في سلك الثانوي ـ وبحكم التوجه الأدبي كنت أقضي يوم الأحد مع صديقة عزيزة .لأنهل من كتب الشعر فأشرح الأبيات والكلمات الصعبة وأحلل القصيدة ..
وفي الحقيقة أنا توجهي علمي لأنني كنت متفوقة في الرياضيات. لكن شاءت الأقدار أن أدرس الآداب ـ قرأت الشعر الحديث والمعاصر : للبياتي والسياب ونازك وما تموج به الساحة من إبداعات زاخرة وكثيرة ...
فالموهبة هي فطرية لكنها تنمى بالقراءة والمثابرة طبعا.
4ـ أنت شاعرة وكاتبة قصة ؛ تنزاحين إلى أي جنس منهما؟
أكتب بالسليقة وكثيرا ما أجد الحرف يسبقني حين يستفزني موضوع ما وأنا أقرأ للأصدقاء. لازلت أتساءل أشعرا ما أكتب أم هي انفعالات لحظات؟
والقصة تثير اهتمامي ، وغالبا ما أتذكر أحداثا أحسها تستحق أن تروى وأن تدون . وواقعنا كله قصص منها المؤلم الدرامي ومنها الفكاهي الكوميدي .
بدأت الكتابة بالشعر ومؤخرا استهوتني القصة وسطرت بعض الحكايات ، هي مستلهمة من الواقع مع تدخل الخيال والحبكة في السرد والسبك.
5ـ في كتابتك الشعرية تبحثين عن الخيط الناظم الذي يربط العلاقات الإنسانية فيما بينها؛ وفيما بين الكون . هل للفلسفة تأثير في هذا الخيار ؟
بين حروفي تجد فلسفة الحياة والصراع الأبدي بين الخير والشر . بين القيم ـ المثالية والانتهازية ـ الاستغلالية. بين النزوح للعدل ـ الكرامة ـ الكبرياء ـ التعالي ـ الترفع و الخنوع ـ الذل ـ الرضى بالعبودية والصمت.
وهذا توجه فكري أكيد . وأي فكر إلا ويحمل فلسفة معينة . هي نابعة من الذات ومتأثرة بالوسط والمحيط المعاش. وفلسفتي في الحياة تربيت عليها بأسرتي وتجذرت بي بحكم علاقتي مع زوجي كفكر تقدمي وثقافة متنورة ووعي راق ونقي .
6ـ باكورة منجزك الشعري ديوان " عناق سحر الحياة " هل هو ترجمة لمعاناة شاعرة لحظة ولادة القصيد ؟
المعاناة موجودة ونعيشها في كل لحظة من حياتنا كبشر ، هي الحياة لا تخلو من متاعب وصعاب، تجد الأسرة تمر بلحظات وتناقضات متعددة في يوم واحد ، قد يكون فيها الفرح والألم ، الوصال والهجر، العودة والرحيل، الدمعة والبسمة ،الاقتراب والتلاحم والبعاد والتنافر، الحب والكره...وغيرها من المتناقضات ، هذا كله يعيشه الإنسان في وسطه الأسري والعملي والعلاقات الإنسانية بصفة عامة مع الصديقات والأهل والأقارب .. صراع المتنافرات وتجاذب القطبين ، يجعل الإنسان في ضوضاء داخلي وتشرذم باطني ولا يظهر هذا بوضوح إلا عند الشعراء.. لا لشيء إلا لأنهم يترجمون مشاعرهم كتابة ويدونون أحاسيسهم حرفا وحبرا.
والشاعر لا يمكن أن تكون كل قصائده تعبر عنه وتخصه وحده..أبدا كثيرا ما تولد القصة من حكاية قريبة أو صديقة..أو مما نصادفه في الوسط فنحن في مجتمع والمجتمع يعج بالقضايا والحكايا .
7ـ ضم الديوان لوحة بانورامية لتيمات تقارب العشق بالحب ؛الوجع بالألم؛ الولادة بالممات؛ الطبيعة بالكون؛ الانحراف بالتوبة.. كيف وفقت بين هذه المتناقضات ؟
كما سبق وقلت الشعر يعبر عن مجتمع والشاعر فرد منه وهذا التناقض هو منبثق مما يعيشه الوسط الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، سواء كانتماء مباشر أقصد الوطن الصغير ، أو كانتماء غير مباشر وهو الوطن الكبير ، فهذا النبع يصب في ذاك ،وعامل ثالث وهو الإسلام فنحن مسلمون ولنا غيرة على ديننا المقدس وقرآننا الكريم، لا يمكن أن نفرق بينهم ، وهناك الوسط الأكبر ولا يمكن أن ننكر تأثيره بنا هو العالم وما تحكمه من صراعات ، فتجدنا بعالم غابوي. القوي يأكل الضعيف. ونجد الحضارة التي يدعونها ليس إلا زورا وتزوير .المجاعات والقتل والتقتيل والوحشية التي تطبع تسيير هذا الكون تحت أسماء غريبة الإرهابي شهم وكريم ، وصاحب الحق إرهابي لا لشيء إلا لأنه ضعيف .
هذا التناقضات التي نعيشها استطعنا أن نتكيف معها ونكمل المسير فأكيد حرفنا سيطبع بكل هذا وتجده يجمع المتنافرات ويكيفها ليتعايش معها كما تعايشت بدواخل عالمه..
8- هل يمكن اعتبار تخصصك كأستاذة للتعليم الابتدائي؛ وكأم ومربية وزوجة له بليغ الأثر في اختيار مواضيعك ؟؛
أنا زوجة وأم ومربية بحكم أني ربة أسرة ولي أولاد وكذلك لعلاقتي بالمتعلمين الصغار لأن مرحلة الابتدائي تطبعها التربية قبل التعليم ومهمتنا تتميم ما بدأته الأسر وتركيز المفاهيم والقيم التي أغفلها بعضها..
وأنا فرد متفاعل وفعال في المجتمع ، أتأثر وأؤثر فمن الطبيعي أن يكون كل هذا في مواضيعي. وهذه السنة مثلا تعرضت أستاذة للعنف والتجريح من طرف أم داخل المؤسسة ، هذا استفزني وكتبت في الموضوع وهي بعنوان: صريخ معلم
من منضدتي أسرجت أقباسي
بفراشاتي أحرث الحقول
وأشعل الأزهار
بالشذى
نارا تُضْرم في البحور
تشقّ ظلمة الكون
تقتل المجهول
حملت مشعل العلم
أبعثر الأوراق المصفرّة
أسقيها حبرا يشعّ
لتخضر الأغصان
تزهو وتدوم
محبّةً لهذي البراعم
الطاهرة
صفحات بيضاء
تمدّني بالصمود
بحدبي. ومن دمائي
أدثر عيونهم
بأنفاسي
أنثرها وردا وأحلاما
بالنّصح والإرشاد
ليسموا للفردوس المنشود
أبثّ في أرواحهم العزم
والثّبات على الوقوف
ها هنا أنا الأب والأم الرؤوم
وذاك الصوت القاسي عند اللزوم
أهديهم مفاتيح الطريق
ومتاريس المسالك
لولوج دروب العلم
ليعتلوا العباب
يصطفون في مواكب النجباء
بإلحاح دون كبوة أو عثور
كدت بأمسي أكون الرسول
و اليوم
أأبكي أمسي؟؟
أم أنتحب على يوم
استرخص أثداء النبوغ؟؟
وا أسفي !!
ألم تورق الأشجار
بماء وهبته بسخاء وحبور؟
أليس من رجابي توهجت النجوم؟؟
لتضيء للوجود
طريق العبور؟؟
واهٍ!! وا أسفي!
ما عادت أقلامي رمزا
للتجليل والتبجيل ؟
ولا غدت حرمة محرابي منبرا ينير
وا أسفي!!
اليوم مزّقوا
أوراقي
لطّخوا مئزري بالتشنيع
توّهونا في سراديب التمويه والتضليل
تبّا ليوم !!
رُفع فيه شعار ضد
مرشد الأجيال للخير ..
للسّبيل السديد..
تبّا!!
لمن يموه الحبر والأوراق
يلوثها بالإحباط والسّياط
جورا ..
يريد بنا التدحرج للتدني والتتويه
للعلا أرشدت
وبضمير حلّقت
بلا كلل عملت..
بلا ملل أعطيت..
لن أرتدّ.. لن أتراجع !
سأمتطي العواتي
أركب البراق لأسري
بالمراكب
نرتقي جميعا معارج التنوير
فعنادكم لن يزيدني
إلاّ الحاحا
نما الزهر بمروجي وينمو
وبرباي أينعت أهرام
أراها في كبد السماء تلغو
ويحك يا حادي النجوم!
كيف صرت علكة
تمضغُكَ الأفواه وتلوك
ألست لغما بين السطور؟
تكسّر قلوب العدوّ الحقود
وبين جوانح الأشبال
تَوَهَّجْتَ
كينابيع التمار
بالترانيم تشدو؟
ألم تتوضّأ برمال الشهادة؟؟
وروحك من ينابيع الجنان
تفجّرت سراجا يطفو
فوق البحار يسكبها ضوءا
يفوح
أريجه بالعقول يكرّس المجهود
فأنت الفداء تحيى!!
و أنت فداك الصدور
وما سُجِّلَ بها من إشعاع ينور!!
وتبقى حيّا مدى العصور!!
9ـ بصم ديوانك بلونين باردين - أصفر وأزرق ؛ تتوسطه بؤرة ضوء تنبعث منها فراشة من خلال راحتين. لماذا يرمز هذا التشكيل الفني؟
الأصفر شحوب و غروب وموت والأزرق إشراق و صفاء و حياة .
وهذا ما يطبع سحر الحياة .بين الموت والحياة. ولادة وفرح وحزن وترح. وبين الإشراق والغروب شمس ونور وحلكة ليل وسواد.
وفي خضم هذه الحتميات هناك نور الإيمان والرضا بالأقدار وحكم الله تعالى. وهذه الفراشة رمز لضعفنا وعودتنا لله في كل الأحوال ، فترفع أيادي الإنسان في أوج قوته وفرحه وفي أحلك لحظاته وأحزانه لله تعالى بالحمد والشكر عما أراده بنا ، و تلك هي هالة الضياء التي نحملها بين الأكف فتستمر الحياة ويزداد سحرها بقلوبنا وأعيننا .
ـ هل علاقتك الوطيدة بالشاعرة إحسان السباعي تمثل " عناق سحر الحياة " ؟ 10
إحسان السباعي الصديقة والأخت والزميلة والصدر الرحب الذي يحضن أفراحي وآلامي ويمسح دمع عيني ويعيد البسمة لثغري..كنت لها بداية وكانت لي بداية ، حملنا القلم معا ، وشققنا الدرب سويا ، وانفتحت عيونا لنعانق سحر الحياة .
نرجو من الله أن يوفقنا وننجح في الوصول وتحقيق ما نتمناه ونعانق أنا وهي سحر الحياة.
- 11- هذا عن الديوان الأول . ماذا عن المشاريع المستقبلية ؟
ـ عناق سحر الحياة ـ هو أول ثمراتي ولي كتابات كثيرة لم أنشرها بعد وأنا بصدد تهييء ديوان جديد سأعمل على طبعه عما قريب إن شاء الله ، المسألة مادية، فالكاتب يتحمل تكاليف ومصاريف الطبع على عاتقه وحده وليس هناك دعم ولا التفاتة من أي جهة وكذا مشكل العزوف عن القراءة وتقريبا الكتاب أصبح مهملا لوجود الوسائل الإلكترونية الحديثة وما تفرضه الحياة من سرعة ومواكبة التغيير ..
ـ وماذا عن مشاركاتك في الملتقيات الثقافية ؟12
الملتقيات الثقافية فضاء تجد العقول فيها زادها ، فتتحرك وتستعيد نشاطها بتفاعلها مع الغير ، والاطلاع على المستجدات وما تفرضه الساحة الثقافية من تطورات .
وقد حضرت عدة لقاءات وفعلا كنت سعيدة بالإصغاء للشعراء والاستمتاع بإبداعاتهم الرائعة . ولقاءات كانت حول مواضيع أخرى تنمي لدينا الموهبة والمعرفة لنصقلها ونقوي وسائلنا ولغتنا ..
وللقاءات ميزة ثالثة الاحتكاك المباشر بالقارئ، بحيث يسمع حرفك مباشرة وتحس أنت ككاتب مدى تجاوبه مع ما تقدمه. وهنا أشير لتجربتي وصدقا ودون مبالغة بحيث استغربت من نفسي ولنفسي هل فعلا حصل هذا. أُتيحت لي الفرصة الأولى للمواجهة في لقاء بنيابة التعليم لتمارة ، أثناء حفل تكريم للمتقاعدين قام به التضامن الجامعي، ألقيت قصيدة ـ صريخ معلم ـ أوقفوني بالتصفيق والتشجيع وكان النائب الإقليمي هو من بدأ التصفيق أشكره بالمناسبة على حسن استقباله لنا وعلى تشجيعاته.
والفرصة الثانية التي ألقيت بها قصيدة وهي من ديوان سحر الحياة ، كان تجاوب الحاضرين رائع وتجاوبهم معي واستغربت كيف استطعت شدهم للمتابعة وكيف تمكنت من جعل الحرف يلامس وجدانهم .
ولي طموح ان تنال كلماتي استحسانا لدى القراء . وأن تكون حاملة لرسالة وأهداف .
......................................................................................
كلمة أخيرة.
كلمتي الأخيرة أتقدم بفائق التقدير وأخلص التحيات للمبدع والإعلامي عبد الكريم القيشوري