سيدتي
ما تركت ورائي إلا مدينة لهو وضباب
ودويلات من جليد أرضها بركان
كلما بنيته من قصور صار في لحظات سراب .
صدقت الوجود في صمت طويل بعدما أقنعني
أن لا وجود لشيء
عدا الأحلام والشجون ...
وأقعدني في متاهات
رموزها سراب
وعبورها يقتضي بطاقة سلام ...
سيدتي ..
هل تقبلي بمن عاش على سراب ...
وأقام الدنيا وأقعدها ...
من أجل لحظة سلام ..؟
سيدتي
في هذا الخضم نتيه دون أدنى شعور ..
لكن قلبي عمن أحب لن يتيه ..
يجدها بين ألف فكرة وفكرة
بين التخمينات والهموم
وبين الصمت والكلمات ...
سيدتي .. اعذريني
اعذريني فعالم النساء بحر
لا يغوص في أعماقه إلا الماهرون ..
والثمالى في الحب حتى الجنون
لا يدخل بابه من بعوالم المرأة غير مجنون
عالم النساء غاب ..
روافدها دروب ...
بعضها يؤدي إلى الجحيم
والآخر فيه من السرور ما يكفي
فالحب يا سيدتي
ليس عيبا في مملكة الرجال
فما بالك بليلى
وما ليلايا إلا سراب ..
وما بال قيس حين تدلى من ليلى
وأنت يا سيدتي ...
وأنت يا سيدتي ...
وأنت يا سيدتي ...