بدر الجنيدي عضو فعال
المدينة : الدار البيضاء عدد المساهمات : 233 معدل النشاط : 475 تاريخ التسجيل : 27/05/2011 الموقع : dawawin.forum.st
| موضوع: اتحاف المؤمنين بمولد سيد المرسلين -بحث في جواز الاحتفال بذكرى المولد الشريف الإثنين 21 يناير - 21:36 | |
| دخل علينا ربيع الأول الذي ولد به المبجل،خل علينا ربيع الخيرات و المسرات ، ربيع الهدى و النور خير شهر عرفته البشرية انه حمل معه ما يسر و يقوم نهج الإنسانية جمعاء،حمل معه ولادة أشرف و أبهى و أنقى و أصفى مخلوق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، و يستجد النقاش كل سنة في هذا الشهر حول مشروعية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، وقد كنت منذ بدايتي مطالعتي للتراث الديني حريصا على معرفة السنة و البدعة،فكنت أسعد لمعرفة السنة جدا و أسعى لالتزام بها ثم انفر من البدع ،إلا انه هناك كانت وحشة بيني و بين بعض الفتاوى التي تطالعنا هذه الايام ببعض المواقع و القنوات الفضائية حول بدعيتة هذه المناسبة ، و الحمد لله اني استجبت لقلبي و ضربت كشحا و ليتا على هاته الفتاوى الى اني اشتد العود و يسر لنا الاطلاع على فتاوى كبار العلماء و اراهم المنتور بين أمهات الكتب التي يعبق منها أريج النبوة و المحبة للنبي صلوات الله عليه و سلامه، الا أني لا أتهم المخالفين بعدم محبته صلى الله عليه وسلم، فالمسالة اجتهادية قابلة للاخذ و الرد دون التشديد على المسلمين و اقامة البغضاء بينهم، ورما اتى للخلل لهؤلاء المانعين بتأصيلهم المتشدد لمفهم البدعة الذي سنستعرضه محاولين الاجابة ضمنيا على أدلتهم ثم نستعرض اقوال العلماء المعتدين في هذا الباب الاعتراض الاول : ان النبي صلى الله عليه و سلم لم يحتفل به و لم يحتفل بالصحابة رضوان الله عليهم و لا التابعين و هم اولى بذلك. الجواب جواب ذلك أن يقال: على افتراض أن الفاطميين هم أول من أحدث ذلك؛ فليس هذا دليلاً على المنع، فقد أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعظيم اليوم الذي انتصر فيه موسى عليه السلام من اليهود، وقال عليه السلام: (فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ) رواه البخاري.
ثانياً: منع المولد بحجة أنه بدعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) رواه مسلم.
والجواب عن ذلك: أن البدع على قسمين: حسنة وسيئة، وإلى هذا ذهب الجماهير من العلماء، وهذا بعض تقريرهم لذلك:
قال الإمام الشافعي: (المحدثات من الأمور ضربان: أحدهما ما أحدث مما يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعة الضلالة. ثم هل أتى النبي و صحبه على كل المباحات ، أكيد الجواب لا... و قد احدث بعده عدة أمور كجمع القران و توحيد قراءته في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه و كجمع الناس للتراويح في عهد الفاروق رضي الله عنه و كاحداث العلوم كالفقه و الاصول و القراءات و التفسير و الحديث الخ ...فنحن نتفق على انه بدعة لكن هل يندرج نحت القواعد الشرعية ام لا يندرج بالطبع فهو يندرج لان النبي صلى الله عليه و سلم كان بقول عن صوم يوم الاثنين :"ذلك يوم ولدت فيه"، ثم الذي ينظر الى ما يقع في ذكرى يوم ولادته من ثناء عليه و ذكر سيرته و التعريف بفضائله و مايوافق ذلك من استجابة المتلقي . فأكيد ان ذلك لا سوء فيه. فالعمل البدعي كما بنظر اليه العلماء المحققين كالعز بن عبد السلام في كتاب مقاصد الشريعة فقال العز بن عبد السلام: (البدعة فعل ما لم يعهد في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وهي منقسمة إلى: بدعة واجبة، وبدعة محرمة، وبدعة مندوبة، وبدعة مكروهة، وبدعة مباحة، والطريق في معرفة ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة: فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، وإن دخلت في قواعد التحريم فهي محرمة، وإن دخلت في قواعد المندوب فهي مندوبة، وإن دخلت في قواعد المكروه فهي مكروهة، وإن دخلت في قواعد المباح فهي مباحة, الاعتراض الثاني : ان يوم ولادته يوم وفاته و الجواب قول الامام السيوطي في رسالته حول المولد:(إن ولادته صلى الله عليه وآله وسلم أعظم النعم، ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، والصبر والسكون عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح (عقيقة) ولا بغيره. بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وآله وسلم دون إظهار الحزن بوفاته). و الان سنبين كيف ان الكثير يقول ربما بقصد او بغيره و ينسب للائمة الاسلام ما لا ليس في كتبهم، فقد قالوا ان العلامة الحافظ ذكر ذلك في تاريخه و استكنره على الفاطميين و هذا تاريخ بن كثير رحمه بين ايدينا فماذا قال الحافظ بن كثير رحمه الله قال في البداية و النهاية و هو يصف حال ملك اربل "(صَاحِبُ إِرْبِلَ،الملك المظفر أبو سعيد كُوْكْبُرِي بنُ عَلِيٍّ اأحَدُ الأجْوَادِ والساداتِ الكُبَراء، والملوك الأمجاد، لَهُ آثَارٌ حَسَنة،...-و ذكر انه جدد احد المساجدثم قال - وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول، ويحتفل به احْتِفَالاً هائلاً، وكان مع ذلك شهماً شجاعاً فاتكاً بطلاً عاقلاً عالماً عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه).و لم ينكر ذلك عليه بل مدحه لانه كان يكرم العلماء في ذلك اليوم و يقدمهم و يجتمع عند الصوفية فيمدحون البي صلوات الله عليه و سلم .و قد الحافظ أبي الخطاب بن دِحية مئة دينار مكافئة له على تاليفهرسالة اسماها :"التنوير في مولد البشير النذير"-المرجع بالهامش .وقد ترجم الامام الذهبي :للحافظ ابي الخطاب قائلا"الشَّيْخُ، العَلاَّمَةُ، المُحَدِّثُ، الرَّحَّالُ المُتَفَنِّنُ ... رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ. فَقَالَ: كَانَ لَهُ مَعْرِفَةٌ حَسَنَةٌ بِالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ، وَأَنَسَةٌ بِالحَدِيْثِ، فَقِيْهاً عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ). و تفاديا للاطالة نذكر الاراء المعتمدة بهذا الشان - الإمام المحدث الفقيه أبو شامة شيخ الإمام النووي.
قال في رسالته : (ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يُفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مشعرٌ بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكراً لله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين).
2- الإمام شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني.
فقد سُئِلَ عن عمل المَوْلِد فأجاب بما نصه:
أصل عمل المَوْلِد بدعة لم تُنْقَل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة الصحابة والتابعين وتابع التابعين ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسنَ وضدِّها، فمن تَحَرَّى في عملها المحاسن وتجنَّب ضدَّها كان بدعةً حسنة وإلا فلا). نقلاً عن رسالة الإمام السيوطي.
3- الإمام الحافظ المحدث جلال الدين السيوطي.
قال معقباً على كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني: (وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجَّى موسى، فنحن نصومه شكرًا لله تعالى. فيُستفاد منه فعل الشكر لله على ما مَنَّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نِقْمة، ويُعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سَنَة. والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأيَّة نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبيّ نبيّ الرحمة في ذلك اليوم).
4- الإمام الحافظ أبو الخير السخاوي.
قال رحمه الله في فتاويه: (عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد، ثم لا زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن الكبار يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وسلم بعمل الولائم البديعة، المشتملة على الأمور البهجة الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور ويزيدون في المبرات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم).
وقال في ترجمة أحد تلاميذه: (سمع مني تأليفي في المولد النبوي بمحله وفي السنة قبلها تأليف العراقي فيه أيضاً).
فقد كان المولد يقرأ في مكان ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم سنة بعد أخرى دون نكير من أحد.
5- الإمام الشهاب أحمد القسطلاني شارح البخاري:
قال في كتابه المواهب اللدنية 1/148: (فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً ، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء).
6- العلاَّمة الشّيخ محمد بن عمر بحرق الحضرمي الشافعي (ت:930 هـ)
قال في كتابه (حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار): (فحقيقٌ بيومٍ كانَ فيه وجودُ المصطفى صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَّخذَ عيدًا، وخَليقٌ بوقتٍ أَسفرتْ فيه غُرَّتُهُ أن يُعقَد طالِعًا سعيدًا، فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله، واحذروا عواقبَ الذُّنوب، وتقرَّبوا إلى الله تعالى بتعظيمِ شأن هذا النَّبيِّ المحبوب، واعرِفوا حُرمتَهُ عندَ علاّم الغيوب، "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ").
7- الإمام العلامة صدر الدين موهوب بن عمر الجزري الشافعي.
قال: (هذه بدعة لا بأس بها، ولا تكره البدع إلا إذا راغمت السنة، وأما إذا لم تراغمها فلا تكره، ويثاب الإنسان بحسب قصده في إظهار السرور والفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم). نقلاً من كتاب سبل الهدى والرشاد. و بهذا نختم هذا البحث قائلين انه بدعة محمودة و لسيت قادحة و مايفعله المغارية اليوم من شراء الملابس و صناعة الحلوى و تبادل الزيارات و الاجتماع بليلة مولده على الذكر و قراءة البردة في مدحه من اعمال الخير و ذلك لربط الجيل الصاعد به صللى الله عليه و سلم لبعد الهوة المكانية و الزمانية بيننا و بينه ثم او ان كان الافضل ان يختص هذا الشهر به فتمتلئ المساجد بالندوات المذكرة به و بسيرته الكريمة... و في الخاتمة النبي صلى الله عليه و سلم حي بقلوبنا وو اذا احيينا ذكراه يجب ان تكون بالفائدة علينا لنتصل به و لا ننساه ببعد المولد الكريم ...و يجب تجنب كل محرم من عمل شركي او اختلاط فاسد كما يقع قرب بعض قبور الاولياء فكل عملي خارج عن الظابط الشرعي محرم و لا يجوز حضور مثل هذه المشاهد... اعاد الله مولده علينا باليمن و البركات و ادام حبه في قلوبنا و نسال الله بمحمد صلى الله عليه و سلم مغفرة الذنوب و ستر العيوب ....و كما قال الامام البوصيري ببردته : يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا____ و اغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم اللهم صل على سيدنا محمد و على اله و سلم تسليما كثيرا الهوامش: القران صحبح البخاري البداية و النهاية للحافظ العلامة بن كثير الدمشقي احدات سنة 630 ه وفاة الاعيان كتاب الاعلام بفتاوى علماء الاسلام حول مولده عليه السلام و هو موجود على النت موقع الاوقاف دولة الامارات http://www.awqaf.ae/Fatwa.aspx?SectionID=9&RefID=1489 | |
|
saydsalem عضو فعال
المدينة : المنوفية - مصر عدد المساهمات : 862 معدل النشاط : 1028 تاريخ التسجيل : 31/12/2011 الموقع : dawawin.forum.st
| موضوع: رد: اتحاف المؤمنين بمولد سيد المرسلين -بحث في جواز الاحتفال بذكرى المولد الشريف الأحد 27 يناير - 4:57 | |
| اذهلنى منطق بوحك ولحروفك آلمنثوره هنآ رونق مميز روعه فى كل حآلاتك بوركت على ذوقك آلرآقى بأآنتظآر جديدك بكل شوق تقبل مروري د. السيد عبد الله سالم المنوفية – مصر
| |
|
بدر الجنيدي عضو فعال
المدينة : الدار البيضاء عدد المساهمات : 233 معدل النشاط : 475 تاريخ التسجيل : 27/05/2011 الموقع : dawawin.forum.st
| موضوع: رد: اتحاف المؤمنين بمولد سيد المرسلين -بحث في جواز الاحتفال بذكرى المولد الشريف الجمعة 15 فبراير - 15:09 | |
| شكرا استاذي اتمنى ان نكون موفقين في عرض هاته القضايا .......و لكم كل الشكر | |
|