الاحتفال بعيد المولد النبوي هو من البدع التي ابتدعها الفاطميون اقتداء
باحتفال المسيحيين بعيد مولد المسيح عليه الصلاة و السلام,هو ليس لا في
الكتاب ولا في السنة . وأشد الناس تعظيماً للنبي هم الصحابة – رضي الله
عنهم - ومع هذا التعظيم ما جعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً، ولو كان ذلك
مشروعاً ما تركوه.
لكن تبقى بدعة صالحة مادامت تقام مجالس وموائد
للحديث عن حياة وشخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مند ولادته مرورا
بنزول الوحي والتبليغ إلى مرحلة غزواته وفتوحاته الإسلامية المباركة
واستحضار سنته وتشريعاته , والاهم في ذلك هو تمجيدها وتعظيمها و تقريبها
إلى شبابنا اليوم لان الكثير منهم يعانون من فراغ عقيدي, وجفاف روحي, مما
يؤدي إلى انحلال خلقيً وهذا راجع بالأساس إلى عدة مؤثرات منها الأسرة التي
تعيش على هامش الدين, فتركز على الشكل فقط, و لا تعمل بالمضمون, مما يقدم
للشباب صورة مشوشة عن الدين, لا تنسجم مع تطلعاتهم, ولا تثير قناعاتهم و
بالتالي نفور أو عداء, ثم المدرسة ووسائل الإعلام الحالية المتنوعة التي
غزت البيوت , و التي تحصر الدين في علاقة روحية لا شأن لها في الحياة
وهمومها ونظمها. ويصبح الدين بالنسبة للشباب شأناً غيبياً لا يستحق
الاهتمام به, ثم الانحراف والابتعاد عنه. لهذا تبقى هذه المناسبة فرصة
لتقريب هؤلاء للدين وغرس مبادئ الشريعة الإسلامية و العودة إلى دين الحق.
فهي ذكرى المولد النبوي الشريف وليس عيد المولد من الضروري إعادة التفكير والبحت في تاريخ هذه االمناسبة فليس كل ما هو موروث أب عن جد يبقى من سنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ذكرى مباركة على الجميع