إليك انتهى الأمر
عدِمتُ القوافي إذا لا أراك
بها، كالمرايا تناغي بهاكِ
فلَيْسَ كمثلك أنثى فتونا
تُتَوْبِلُ بالكبرياء أناكِ
و شعري متى رُحْتُ أنشِدُه
سمعت له وقعَ غُنجِ خُطاكِ
تَرقرقَ يجري نزيفا شريدا
كنهرٍ تَمَثَّل نجمَ سماكِ
مُعَنَّى تغنَّتْ به الغيد ولهى
سُدًى تدَّعي فيه بعض حُلاكِ
تَناهيتِ في الغيد حُسنا حصينا
و زهوُك سيفٌ بكفِّ هَناكِ
أرى فيك أمسي البعيدَ فأغدُو
كما قَدْ وُلِدتُ مُريدَ حشاكِ
و تسلو بيَ الذكريات كحُوتٍ
يُغازله الموج طيَّ شباكِ
فرحت أعانق كل جميل
و أسكب فيه غليل صداكِ
و ما من غليل بغيرك يُروى
و هل يُسكت الجوع ضَوْزُ سواكِ
على صخر شاطئ ذكراك أثوي
فأندُبُ، أسلو، و أضحكُ باكِ
كموجٍ تكسر ملء ثغاب
فظل يعافُهُ زجرُ مداكِ
يمر النسيم عليَّ حفيفا
بليلا كرفِّ حُباب لَماكِ
بطرف التمنِّي أطارد بدرا
عليلا تملَّى بِرجْع ضِياكِ
كأني نبي يناديه سر
كأني كليمُكِ طَوْرَ سَناكِ
أراقب صبحك موعدَ بعثٍ،
مُسَهَّدَ جفنٍ، كتابي هواكِ
أضم هداياك شوقا كأُمٍّ
تُقَلِّب طفلا بغير حراكِ
و أشحذ صبري على ظهر غيبٍ
بِلَيْتَ وَ رُبَّ وَ لَوْ ما عساكِ
و طيفك فوقي غمام ضنين
يُعلَّل مُجْدِبَ روحي بماكِ
أيُرضيك قلبي يصير يباسا
و قد كان جنة ملهى صباكِ
أيقضيك ربي لغيري ضرارا
و لي في الغرام عذابا قضاكِ
تُرى كنتُ حلما تأهَّب يَنْضُو
فأشقاه فقدُ نعيم كراكِ
و قد كُنْتِ دنياي يوما، تهاوت
علي حُطاما بغير سِماكِ
و إني بِبحر هواك غريق
و قد خانني السبح، حسبي يداكِ
لَكَمْ قُلتِ مرجعُنا ما اختلفنا
إلى الحب حُكما أدام علاكِ
و قلتِ غدًا نلتقي بعد صيف
أصَفْتُ، خَرِفتُ، فهلْ من شِتاكِ
عزفتِ على وتر الوجد لحنا
ظللتُ أُغنِّيه صُبحَ مَساكِ
و كم شنَّع العاذلون بحبي
أحبك مهما أشاعوا بذاكِ
و أُشهد ليل النوى كم تحَنًَّى
عليَّ مشيرا بشق عصاكِ
فباكرت عرض الخرائط أحصي
المواقع حُمرا بِلَوْنِ شفاكِ
و من أضلعي أبتني بارجاتٍ
شراعي حنين لعصف صَباكِ
أُجَيِّشُ كلي و بعضي و نبضي
نقول يمينا لنجلو دجاكِ
فألقيت فيهم خطاب زياد
و طي الجوانح خفقٌ بكاكِ
و لقنت كل الديوك بلاغا
ببِشْرٍ وَعِيدٍ بقرب فكاكِ
لأمشي إليك سليلا كسيف
تمرس جني قطوف ذُراكِ
فإما الشهادة فيك خلودا
و إما الحياة سُدًى في سداكِ
و ما إن تَبدى خيالك حتى
توارت جيوشي وراء لواكِ
إليك انتهى الأمر إن شئتِ أحيى
و إن شئتِ أردى بمحض رضاكِ.