لا تقولي لماذا غبت
الشعر الذي يؤنسني انكسر
بات عديم الصدى
في زمن غاب عنه البشر
أذكر الحلم الذي غرني
فخط القلم جليل العبر
كنت في دنيا تغمرني
جمالا وأغلى من ضوء القمر
لا تقولي لماذا غبت
الوجود انمحى وتبخر
وشمس الزمان ملت نارها
لتنير السواد من تحتها
سواد من صنع البشر
لغة العيون لم تعد تجدي
بؤبؤها احمر من فحش النظر
لا تسأليني عن صمت يومي
فالساعات قد ألفت
سكوني وراء مزيج من الصور
تجري بعقارب متفاوتات
لتنهي حماقة هذا القدر
أرى الحلم ألحمصي يبكي
صدى الذكرى ...
أرى الحلم يصبح هشيما
يغشاه رماد البصر
لا تفتحي حقائبي
جيوبها خيطت
لتخفي صمتي الذي احترق
بجلاميد باردة
تذوقت طعم منيتي
وقد بكى من حلمي
قلب الحجر...
أراك يافعة حلوة
تغار منك الصبايا
تنشدين الحنين الذي أرقصك
وتمسحي حزني
وأنت تعلمين أن الدمع
قد أدمى الورود والشجر...
تمهلي إن كنت خائفة
فإن لصمتي وغيابي
لغز لن يحير الزمان
في اقتلاعه رنين الحياه
وقد يمسي بمساء عذب
ينسي كوابيس الحطام
ويكسو العين بلون الدرر
اهداء إلى الشاعرة ريحانة بشير وشكرها على ديوانها الجميل