حقا لقد كان شيخ السجية أي شاعـر الملحون القديم يجتهد ليبرع في نظم قصيدته،فيظهـر مهارته في الباب البلاغـي ،وتفوقه في الصنعة الصعبة مع إبراز جمال المعنى والتأثـير في السامع..وفي هذا الباب قرأت في كتيب أعـده الحافظ الأستاذ محمد السوسي تحت عـنوان :(السر المكنون في عجائب الملحون) قرأت بعض القائد التي تنفرد بمزية بلاغـية غـريبة منها قصيدة في المديح للناظم محمد النجار السلاوي رحمه الله .والغـريب في هذه القصيدة هو أنهاخالية مـن جميع الحروف المنقطة (ناشفة) .وبـما أن القصيدة طويلة سأكتفي بذكر حربتها حاليا ،لأعرضها كاملة في مناسبة أخرى.يقول الناظم في حربة القصيدة :
اَلْمَرْسُول اَدي مَسْـكْ اَلسْـلام وَرْواحْ == سـر لَرْسام اَلْـمَكـاوي اَمْع اَرواح
في حـين قصيدة(خـنـاثة) لمحمد النجار جميع حروفها منقوطة،لذلك سميت (المبلولة) ويقـول الناظم في حربتها :
جاتني خيتي بوتيتين باشتي جات == فـز غـيضي بـتـنا بـثـنن يا خناتا
وأما القصيدة الثالثة فالغريب اللغوي الذي تميزت به قصيدة (الساقي) للسيد : لـكـبير بن عطية رحمه الله ، فهو أنها تخلو مـن جميع الحروف التي تنطبق عـليها الشفتـيـن،مثل الميم و الباء وغـيرهـما.ويقول الناظم في حربتـها :
هـات كاسك طرد اقلاقي الساقي == غدر الـراح اَهـد لَـلْـها يْـجـاتْ لَـعـْتيق
أليست هّه بصنعة صعبة؟؟أو عـلى الأقل تتطلب مجهودا ذهنيا كبيرا...
رحم الله نظام الملحون المغاربة الأوائل ،وجـعـل النظام المعاصرين خير خلف...