رحلة كونية
حدّقتُ في الأفقِ
البعيدِ
فمالِ قلبي
قد سُحِرْ
أرهفتُ
أذني في السّحَرْ
يا روعة
الضوء الحنونِ
وروعة النجمِ الوضيء
قد طار بي
عشقُ الجمالِ
إلي الذرى
نحو المنى
في سرعةِ الضوءِ
اخترقتُ حواجزَ
الدهرِ البطيء
لا شيء
يربطني بتلك الأرضِِ
والوهمِ القميء
حلّقـتُ كالصاروخِ
يجذبني الضياء
والقلبُ قرر أن يتوبْ
قد أرهقتْ روحي الذنوبْ
ما صرتٌ أعبأ بالقيود
فقد سئمتُ من الأسى
يُدمى مناي
ودعتُ حُزناً
كان يُرغمُ نبض قلبي
أن يذوب
يا أيها الماضي الكئيب
لقد نسيتٌ الهمَ
ودعتُ النحيب
بين النجومِ أدور
في مسرى النجوم
أشدو بألحانِ الحياةِ
وبين أضلاعي
وجوم
ما زلتُ أحلمُ بالغد
الموعودِ
يدعوني شذاه
شوقاً إليهِ
نشرتُ أجنحتي
عسى يوماً أراه
واستعذبَ المُضني الحياة
يحسو كؤوساً
من مُناه
واستشرفَ النجمَ البعيد
تُضنيه آثارُ القيود
يا حُلم عمري
أين أنتِ؟
يا زهرةً بريةً
اليوم جئت
أشدو بلحن الصدقِ
ممزوجاً
بأطيافِ الشجنْ
بددتُ آثارَ الوهنْ
لما تركت الأرض
يحدوني الرجاءْ
بين السنا ألهو
وأفعلُ ما أشاء
يا منية القلبِ الحزينِ
أدورُ من حولي السكونْ
والعزمُ يدفعني
إلى أفقِ الجنون
ما ذا أكون؟
وإلي
متى تلك الظنون؟
قد عشتُ لا حولٌ
لدىّ ولا أملْ
في بلقعٍ لا ماء فيه
ولا زهور
حيران من حزني
أدور
والبعضُ حولي
يستسيغ القهرَ
يرنو للأجلْ
يا للخبلْ
والخلُ يخدعُ خِلّه
أنّى يشاء
يجترُ من فيضِ الهباء
ألأجلِ مجدٍ زائلٍ
يتوسدُ الزيفَ الضليل
ويدّعى هذا الهراء
يا للغباء
هل هذه الأرض التي
كنا نحاربُ بعضنا
فيها
على شيء حقير
تبدو أمامي بقعةً
سوداءَ يحضنها السديم
بين الغيوم
أين الحدود؟
أين الحضارات التي كنا
نظن
بأنها الإرث القديم؟
لاشيء يبدو
غير أوهامِ تحوم
وانداحت الأحلامُ في
عمق الغيوم
يا ربِ من لي
غير عفوك يا كريمْ
ما زلتُ تواقاً
إلى الحُلمِ القديم
أهفو
لصفو العيشِ
في حضن الجمال
طيفاً
يؤوبُ إلي المثال
وأعوذ
من فِتنِ
تلوحُ على الربي
بين التلال
تغتال
في قلبي أمانيّ العِذاب
تقتادني للزيف
دوماً والضلال
كيف الخلاص؟
من الوساوسِ والمِراء؟
أحيا نقي الروحِ
طيراً
حيث راح وحيث جاء
ويلوح في عيني البكاء
عبدا لقادر الحسيني