لفظته المدرسة ، تدحرج وانتصب . نظر يمنة ويسرة..اختار اليمين كما اختاره خاله المقيم بالديار البريطانية بحكم مقود سيارته التي يزورهم بها كلما حن إلى الأهل ..
تدرج في الحرف والمهن ، لم يقتنع بما تدر عليه من ربح، بحكم المجهود المبذول، مقابل شح المدخول. فكر مليا في البديل : العمل الحر . – البيع والشراء – التجارة
أرسى حبل تفكيره في محطة الباعة المتجولين. جرب وخبر . أتعبه اللهاث والجري في ممارسة لعبة القط والفأر. خمن ودبر في إنشاء عربة لبيع ( حمص كمون+ فول طايب و هاري). ابتدأت الرحلة، بعدما احتجز المكان، بعد طول دراسة منذ زمان ، لخوض مغامرة الامتحان، بمحطة ركوب نقل السكان..
بخار القطاني في تعال ، وهو في تصفح الورق المعد لتصريفه للزبائن في تماه . أثار فضوله نص ، جعل منه أسير فن القص ..
توالت الأيام، فأصبح عاشقا لترتيب الورق المتخلى عنه عبر كتب مهملة و مجلات تجاوزها الزمن..لم يعد يعر اهتماما لما يباع، بقدر ما أصبح مهووسا بالمواضيع والنصوص المتضمنة في حامل ما يباع..
اشتد ولعه ، وانفضح إدمانه ، وكثر عطفه وحنانه على كل شيء ورقي يتضمن كتابة ، وبذلك انحرف إلى جماعة الكتبة ، للقاء بهم في فضاءات دراسية لمناقشة كل إصدار جديد ، يتسم بنفحة الأدب والفن المجيد ..
مما أثار عليه جوقة المبتاعة ، التي ترى في العربة سد لرمق أجواف ملتاعة ..