بيان اليوم
الجسد والتشكيل في القصة القصيرة المغربية
تنظم جمعية أبركان للثقافة والتراث الدورة الثانية لملتقى القصة، يومي 19 و20 أبريل الجاري، وتشتمل هذه الدورة على جلسات نقدية حول محور «الجسد والتشكيل في القصة المغربية» بمشاركة الأساتذة: محمد بنسعيد، عبد الرحمان التمارة، حسن عزيماني، بنيونس بوشعيب، إبراهيم قهوايجي محمد العتروس، مصطفى رمضاني، أحمد بوزفور، الطيب هلو، محمد آيت حنا، فريد أمعضيشو، يحيى عمارة. وقراءات قصصية، بمشاركة القصاصين: أحمد بوزفور، صالحة سعد، محمد عزيز المصباحي، الجلالي عشي، عبد الحميد الغرباوي، الحبيب الدايم ربي، محمد المباركي، محمد الشايب، سعيد منتسب، ربيعة عبد الكامل، عبد المالك مومني، بلقاسم سيداين، الحسن بنمونة، لطيفة لبصير، عبد الله المتقي، عبد العالي بركات، عبد القادر الطاهري، محمد العتروس، سامح درويش، عبد العزيز الراشدي، محمد الحافظي، مصطفى أجماع، أحمد بلكاسم، سميرة المداوي، أحمد شكر، معمر بختاوي، محمد رحو. وبالمناسبة أعدت إدارة الملتقى ورقة عمل، كما يلي «عرفت القصة المغربية في السنوات الأخيرة ثراء كبيرا إن على مستوى الإصدارات أو على مستوى الإطارات المؤسسة لها، واللقاءات المنظمة حولها، لكن هذا الثراء وهذا الحراك المتميز لا توازيه المتابعة النقدية والصحفية والتوثيقية. ونحن في جمعية أبركان للثقافة والتراث إذ ننظم هذه السنة الملتقى الثاني للقصة، فإننا بهذا نحاول أن نقدم إضافة كمية ونوعية للملتقيات والمهرجانات القصصية، ونحاول أن نشتغل معها دون أن نكرر التجارب. من هنا جاء اختيارنا لموضوع الملتقى الأول: «القصة المغربية والتراث»، وكذلك جاء اختيارنا لموضوع الملتقى الثاني: «الجسد والتشكيل في القصة المغربية».
لا أحد يجادل في أن القصة المغربية قصة حداثية بالدرجة الأولى، لأن المحرك الأساس لأغلب المشاركين في تأسيسها وتأثيثها وترصيص بنيانها هم حداثيون. لكن الذي ينبغي أن نتحسسه من خلال هذا الملتقى ومن خلال قراءتنا لمتون القصة المغربية هو تمظهر هذه الحداثة وتجسدها في الكتابة القصصية المغربية.
ورأينا في جمعية أبركان للثقافة والتراث أن سؤال أو مساءلة الجسد والتشكيل هو أحد أهم الأبواب التي من خلالها يمكن الولوج إلى مساءلة الحداثة والتحديث والإبداع في المنجز القصصي المغربي. ذلك أن الجسد هو المبتدأ وهو الخبر وهو المنتهى، وبه انطلقت كل الثورات الفكرية المؤسسة لفكر الحداثة ولما بعدها منذ صرخة سقراط الشهيرة: «اعرف نفسك بنفسك».
منذئذ عرفت علاقة الإنسان بالجسد شدا وجذبا، واعترافا وإقصاء، وإظهارا وإخفاء. وعرفت علاقة تواصل وانقطاع وعدم فهم وتفهم طويلة خاصة في ثقافتنا وآدابنا العربية الإسلامية وفي تصوراتنا الشعبية. لكن هذا لم يمنع من ظهور مناطق مضيئة في هذه الثقافة.
من جهة أخرى رأينا أن التشكيل يعتبر أحد أهم هذه الأبواب التي يجب الولوج من خلالها لمساءلة النص القصصي المغربي، وذلك لأن التشكيل يستلزم الهدم والبناء وإعادة البناء. لكن الهدم بمعناه المجازي لا يأتي على الأخضر واليابس بل يأتي على القبيح من الأشكال والأبنية والعلامات واللغات والأخيلة.
ولأن التشكيل يرتبط بالأساس بمدى انخراط الكاتب القصصي في أتون التجريب والتحديث الفني، فسواء تحدثنا عن التشكيل القصصي بأبعاده اللغوية والفنية والدلالية أو تحدثنا عن حضور الفن التشكيلي داخل القصة المغربية، سواء باعتباره تيمة أو باعتباره تقنيات، فإننا نلتمس ملامح التجريب والتحديث وتقنيات الحداثة.
إن القصة في حد ذاتها جسد مفتوح على كل الاحتمالات وتشكيل للغات والشخوص والأمكنة والأفضية والأزمنة والألوان والبنيات. وهي أداة لتشكيل عوالم جميلة وتجسيد أخرى غنية وثرية شعبية تراثية وتاريخية. من هنا جاء اختيارنا لهما كمحورين في محور واحد، لأنهما وجهان لعملة واحدة هي الحداثة مضمونا وشكلا.
فكيف تعاملت القصة المغربية مع الجسد؟ هل استطاعت أن تفهمه؟ كيف فهمته؟
كيف عبرت عنه؟ وكيف عبرته؟ كيف تصورته وكيف صورته؟ كيف أخفته وكيف أبرزته؟ ثم كيف وظفته؟
هل الجسد في القصة المغربية جسد حداثي أم أنه كلاسيكي؟ ثوري تجريبي أم محافظ؟ هل هو واقعي أم متخيل، رمزي، مثالي؟ هل للجسد إيقاعه الخاص؟ هل هناك علاقة بين التجريب والحداثة وبين تمظهر الجسد في القصة المغربية ودلالات ذلك من حيث التآخي والطهر والدنس والوقوع في الخطيئة والخروج عن المألوف (الإيديولوجي، العقائدي، الاجتماعي والفكري...)؟ ثم هل كتبت القصة المغربية الجسد المغربي؟ في المقابل كيف تعاملت القصة المغربية مع التشكيل؟ هل استطاعت أن تستثمر التقنيات اللامحدودة التي يتيحها التشكيل؟ هل لدى القاص المغربي وعي جمالي وثقافة فنية بمجال اللوحة التشكيلية؟ هل استطاع أن يمتح من لوحات مغربية، عربية وعالمية لينتج نصا مغايرا ومختلفا؟ هل استطاع أن ينتج إيقاعا بصريا على مستوى الورقة والتشكيل النصي؟ هل استطاعت القصة أن تنتج نصا حداثيا باستثمارها للتشكيل؟ إنها بعض من الأسئلة التي يحاول هذا الملتقى الإجابة عليها في نسخته الحالية.