[right]حوار الرسام المغربي دانى زهير
كيف تصف علاقتك بالفن التشكيلي اليوم؟
أرى أن الفنان الحقيقي، ليس من يحصل على الميداليات وتقرير اللجان، بل من يحترم الدرب الذي اختاره وسلكه، والذي منه أطل على العالم.
علاقتي بالفن التشكيلي اليوم هي امتداد بين الممارسات التقليدية لهذا الفن في عالم الأمس وعالم اليوم ..وتحرير الفنان نفسه لبناء خصائص ذاتية له بعيدا عن الإعتقال قد يؤثر بها على جيل من الفنانين من بعده لتوثيق العلاقة بين الماضي والحاضر
من إين تنبع منطلقاتك الفكريه والجماليه؟
ــ خبرتي المتواضعة، طبعاً استفدت منها كثيراً، داني اليوم ليس داني الأمس، في الأفكار والآراء، جميعها تغيرت بفعل الإطلاع والثقافة، كلما أطلعت أكثر تغيرت أفكارك أكثر، أنا ضد فكرة الثبات في الفكرة، فكرة اليوم قد اختلف معها غداً وهكذا، حتي من الناحية التقنية اليوم أفضل ومن ناحية الفكر، حالياً اهتم بأشياء لم أكن مهتما بها قبل ذلك.
اللوحة كتاب مفتوح ليس لها حدود، مطلق الحرية في طرح أي فكرة، المشكلة ماهي طبيعة الفكرة التي تحملها، اللوحة لا تصدق احدا، لو أخذنا علم الرياضيات 1 + 1 = 2، في الفن التشكيلي 1+1 قد لا تساوي اثنين، بل ثلاثة أو أربعة إلي الخ
من مميزاتي أنني أشتغل ببطء، وبتركيز، المهم عندي أن يكون كل لوحة جديدة، تجربة مميزة ومغايرة عن السابقة، في وقت نجد فيه نوعا من الامتداد بين التجارب وأسلوب الاشتغال
تقيم بالغرب فكيف ترى حضور الفن التشكيلي العربى خارجياً ،هل ذا وضع مؤثر؟
الامم التي تسير في المقدمة هذا الكوكب هي المبتكرة...والمبتكر مـؤثر
والامم التي تمشي في مؤخرته هي المقلدة ...والمقلد يتـــــــــــــــــــاثر
الفن التشكيلي العربي سواء في أوروبا أو أمريكا ليس له حضورأكاديمي فعال
مادمت تحمل ريشة عربية وتنتمي إلى مبادئ عربية...ولكن لايستطيع أحد أن ينكر حضور الثقافات العربية رغم محاولات نفيها وعلى سبيل المثال أسبانيا ومحاولة نفيها للثقافات العربية والمغاربية التي تعتبر من ألمع الثقافات التي عرفها العالم على الإطلاق
اما فرنسيون يهتمون بالفن والفنانون المتفوقون .
هل ساهمت إقامتك بالغرب فى تقديم تجربه فنيه مغايره؟
نعم عندما تتحول الغربة الى غصة تقض مضاجع الآخرين.
أذا كان الإبداع يعكس وجهة نظر صاحبه ,فهل عبرت عنك أعمالك؟
كيف تبدأ تنفيذ الفكرة، أم أنها تأتي تلقائية؟
ــ تجد عندي مجموعة من الأفكار قابلة للرسم، ولكن لا استطيع تنفيذها في الحال، أحياناً تبدأ بفكرة وتنتهي بفكرة أخري، الفكرة ترسم نفسها، وهي التي تقودك في بداية العمل، ثم تدخل التقنية، الفكرة هي التي تقودك إلي العمل، وكيف يظهر العمل هذه العملية تقنية.
لاشك في هذا رغم أن أعمالي مازالت تشكل نقطة خلط للفنان الأكاديمي العربي وبعض الفنانين الهواة المفتقدين لمنهجية اللوحة الحديثة وجهل ممارستهم لها
وهل تنحاز لأشكال فنيه لتقديمها من خلال أعمالك؟
الحياة موجودة، والإنسان موجود، و بالتالي فإن وسائل الترفيه والتهذيب والتثقيف في الحياة تختلف عند الإنسان المبدع و الموهوب، والفنان من وجهة نظري هو ذاك الكائن الواعي الذي بإمكانه أن يوجه الناس و يهذب أذواقهم، وينتج لهم فنا جميلا، ويقترح عليهم أفكارا و إبداعات مختلفة من أجل أن يعيشوا حياة قد يتحقق فيها نوعا من المتعة والفرجة، حياة تسمو بالعقول إلى مضامين الوعي بالوجود والحياة و الفنون والإبداع الخالص الذي يرتبط بالواقع و الوجود،
كيف ترصد دور الفن فى خدمة المجتمع؟
على أي فنان أكاديمي دفع جهوده البحثية والفنية في خدمة مجتمعه بمهنية تتمثل في دوره لتقييم قضايا المجتمع والمشاركة لحسم تلك القضايا بعيدا عن الهدف المادي ..وللأسف الفنان في الوطن العربي يبحث دوما عن المقابل وكأنه يؤدي وظيفة في شركة ما... وهذا يتعارض مع قيمة رسالة الفنان في مجتمعه لأن الفنان من المفترض أنه يمنح مجتمعه قوة ذاتية بثقافته ومنهجيته وعقلانيته أيضا مشاركة متكاملة ..ولكن لابد أن نسأل أولا ...هل الفنان في الوطن
هل يمكن للفنون المعاصره إلغاء الفنون التقليديه أو التأثير عليها؟
الفنون التقليدية نسيج ناطق يصعب الإستغناء عنه. إذا الفن المعاصر ماهو إلا ترقية للفن التقليدي مع الحفاظ على ثبات أساسياته واختلاف ثقافاته والدليل مايعكسه لنا الفن الإفريقي أو الأقيانوسي والهندي والصيني القديم ..ولكن للأسف أيضا مازال الفن المعاصر بطئ التبللور في واقع الوطن العربي رغم مايملكه من تراث ثقافي وديني وفلسفي أيضا ولكن العلاقة معقدة بين الفنان العربي وفهمه لدينه وتراثه لذلك لايكرس الفنان العربي جهوده في الإبتكار الجذري وجوانب الفن الشكلية إلى جانب ثقافته هو المتدنية والهشة لأنها غير مدعومة بمقومات مادية من قبل دولته
هل تنتمى لمدرسه أو أتجاه فنى معين؟
انتمي الى مدرستي فمدرستي ليس لها معلم
ترتبط بعلاقه وثيقه بالشعر فكيف تستفيد منه فى ممارستك الفنيه؟
مجتمعنا العربي بصفة عامة مجتمع ثقافته سمعية أكثر من البصرية، يعشقون الشعر والقصة والرواية، ولم يدربوا العين، قد يكون موجودا هذا حالياً، هذه عند العرب بصفة عامة، عكس الأوربيين، الاوربيون الأذن مع العين، مسرح ، تشكيل، أغنية، موسيقي، متوازيات، نحن لا، كانت تغلب علينا الكلمة، إلي الآن، عندنا تقصير في البصر، ثقافتنا سمعية،
أهم الفنانين الذين تأثرت بهم أو أعجبتك تجربتهم؟
تاثرت ودرست الفن مع خالي انه المهندس المرغشي مصطفى فنان عظيم ولكنه تخلى على هذا الفن لمهنته
الهدف والرساله التى تسعى إليها من خلال أعمالك؟
الهدف والرسالة بالنسبة لي تحمل تقنية واحدة بإزدواجية فلسفية للواقع والواقعية تهدف إلى إظهار الجانب المشرق لكلاسيكيات الوطن العربي والقضاء على ممارسات الظلم التي تعاني منها المرأة العربية أو الأوربية التي دوما أجعلها داخل دائرة أعمالي
دور المرأه فى حياتك كفنان وشاعر؟
احتاج وجودها في كل مكان وزمان
اما حملت بي وارضعتني وانا غاية في الضعف
اختا قامت على تلبية طلباتي والاعتناء بشؤوني
زوجة كانت لي سكن وملجأ ومواسية وام لابنائي
هل تستطيع أن تخرج مابداخلك من خلال الفن والشعر؟
إن لم يستطيع الفنان أن يخرج مابداخله من خلال فنه ...فهو عاجز وأحادي يستكمل مشواره بالوهم وخياله الضعيف وأصبح من عداد المفقودين
الفنان التشكيلي يجب عليه أن يكون ملما بجميع الفنون، قد يتحول إلى شاعر ربما، أو إلى فيلسوف، أو حكيم، أومجنون في أحيان أخرى، فإذا كانت الفلسفة هي محبة الحكمة، فإن اللوح هي محبة الفنون و الألوان و الفنان الحقيقي هو الذي يستطيع أن يتفلسف بذلك عبر حركة الريشة ودلالة الألوان، فمواضيع من مثل السلام، والإرهاب وغيريهما، يمكن للفنان أن يتطرق إليهما عبر هذه الوسيلة، عبر الإيحاء و التعبير بحركة الريشة ونوعية اللون،
الفلسفه أوالحكمه التى تؤمن بها؟
حكمة الفنان...لاتفرض قيودا على تقنيات شخصيتك ..وضع عليها رموزا وعلامات تكون دليلا لمن يتبعك تجعله يحذر إقتحام مملكتك