شمس القصيرة جدا تسطع بالناظور
انجاز:نعيمة القضيوي الإدريسي
إذا كانت لنا غاية في هذه الدنيا فهي أن يعيش كافة البشر، مهما كانت عقائدهم وأديانهم وأجناسهم، في سلام وأخوة"
عبد الكريم الخطابي
حين يرقص الحرف احتفاء بأسماء جميلة في حلبة الأدب،فإن العزف على وثر التدوين يستحيل صعوبة، خوفا من الحيف،لكن الصدى يترك حافزا للقلم لتوثيق لحظات زمنية تم فيها تكريم أقلام أدبية، سجلت وتسجل بصمتها الإبداعية في رحاب المعرفة والثقافة،توقع امتدادا للحرف كي يخطو مسيرته الإبداعية في تألق دائم؛ولا يتأتى هذا إلا بتلك المبادرات الإشعاعية التي تعمل الجمعيات الثقافية على تنظيمها، وتناضل من أجل إشعاع نشاطها،وقد عملت جمعية الجسور للبحث في الثقافة والفنون على تنظيم فعاليات المهرجان العربي الأول للقصة القصيرة جدا يوم 3و4 فبراير بتعاون مع وزراة الثقافة ومجلس العمالة لمدينة الناظور، بمد الجسر بين المغرب والمشرق العربيين؛ حيث تأنقت القصة القصيرة جدا، ولبست أجمل الحروف بمشاركة نخبة من المبدعين المغاربة والعرب،حجوا من كل ربوع الوطن،عشاق القصيرة جدا،جاؤوا تلبية للدعوة،وأيضا سجلت القصة حضور أبناء عبدالكريم الخطابي،أبوا إلا أن يشاركوا بدورهم في الاحتفاء الكبير بنجمتين ساطعتين هما القاصة السعدية باحدة والناقدة سعاد مسكين،وأيضا النجمة الجميلة فوزية القادري في دورة أطلق عليها" دورة فاطمة بوزيان"،مبدعة مغربية صاحبة مجموعة "ميراندا"
في البداية كان الاستقبال والذي أشرفت عليه إدارة المهرجان في شخصها د.جميل حمداوي والقاص المبدع جمال الدين الخضيري ومندوب وزراة الثقافة السيد حافظ بدر ي في بهو فندق لكسوس،استقبلتنا البسمة والترحاب الرائع،حفاوة تنم عن أخلاقيات وتواضع جميلين
وخير ما استهل به المهرجان آيات بينات من الذكر الحكيم وصدق عز وجل " وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا "
ثم تلاها النشيد الوطني،ردده الجميع،عانق الإنشاد المحبة والدفء الذين رسخا مغربيتنا وعروبتنا
ليس هناك نجاح أو فشل، انتصار أو هزيمة، بل شيء اسمه الواجب. وأنا قمت به قدر استطاعتي"عبدالكريم الخطابي
ليعطي القاص جمال الدين الخضيري إشارة انطلاق فعاليات المهرجان بكلمات الهيئات المشاركة والداعمة، ثم تأتي اللحظة المؤثرة والتي تم فيها تكريم المحتفى بهن ،كانت البداية مع القاصة السعدية باحدة، حيث سلمها السيد عامل مدينة الناظور هدية قيمة تعبيرا عن تقديره لمكانة هذه المبدعة الطيبة والقديرة،أماد. سعاد مسكين الناقدة الغائبة الحاضرة، فقد كان لها أيضا نصيب من هذا التقدير المميز،وطبعا لم تستثن الروائية فوزية القادري من ذلك،إنه لكرم مشع يستحق التنويه،ونتمنى أن تكون الاستمرارية من ولاة المدن المغربية
بعدها سيتم الإعلان عن استراحة لبضع دقائق في حضن كأس الشاي النكهة المغربية الخالصة معه يحلو التعارف والدردشة،لنعود للقاعة وتبدأ القراءات القصصية مع نخبة من القصاصين المغاربة والعرب،سينشط الجلسة الأستاذ جمال أزراغيد ثم بعدها وصلة موسيقية لتبدأ المائدة النقدية الأولى والتي قام بإدارة أطباقها د يحي العمراني،وكانت البداية مع
د جميل حمداوي" البعد الشذري في القصة القصيرة جدا"،أما الورقة الثانية فقد كانت من الأستاذ الغائب الحاضر عبد الدائم السلامي قدمها نيابة عنه الأستاذ عزيز ملوكي"،إيقاعية القصة قصيرة جدا"، ثم الورقة الثالثة قدمها عبد الواحد العرجوني نيابة عن محمد القاسمي تحت عنوان" التجنيس في القصة القصيرة"
وتستمر الجلسة النقدية مع د فريد امعضشو " من قضايا القصة القصيرة جدا"،لتنتهي المائدة مع د محمد أمحور قراءة في الكرسي الأزرق لعبد الله المتقي)
ولا يفوتني أن أشير إلى تفاعل الحضور مع طبق النقد الشهي، بأسئلته المتميزة والمعبرة عن اهتمامهالجميل، لتنقلنا الحافلة إلى الفندق وعشاء وصالون ليلي مميز،جمع المغاربي بالمشرقي.
يطل الصباح ببرودة فصل الشتاء، نتناول الفطور، وتشق الحافلة من جديد طريقها نحو المركب ليلمنا الدفء حول المائدة النقدية الثانية،وأطباق أخرى شهية مع كل من د محمد يو ب" المضمر الخفي والمشترك الثقافي في القصة القصيرة جدا"
و د نور الدين الفيلالي" خطاب السرد وتنظير القصة القصيرة"
والأستاذ حميد ركاطة" القصة القصيرة جدا بالسعودية"،وكان للحضور المغاربي دور في ورقة نقدية مع الأستاذة فاطمة بن محمود من تونس" القصة القصيرة جدا في المغرب بين الكونية والخصوصية" و غادة البشتي/ليبيا "خصائص اللغة في المجموعة القصصية القصيرة جدا لسناء بلحور"، المائدة كانت من إعداد د جميل حمداوي،وستنتهي بطبق من المقبلات من طرف الحضور.
وتستمر إيقاعات القصيرة جدا في ممارسة غوايتها مع قراءات ثانية في المساء، شكلت مزيجا من الألحان، عزفها مبدعون مغاربة وعرب نثروا حروفا، شكلت دفئا من نوع خاص نشطها د محمد امحور
وتأتي اللحظة الختامية مع شهادات في حق المحتفى بهن،ليعطي الأستاذ جمال الدين الخضيري البداية مع الأستاذ عبد الله المتقي ...تليها شهادة أخرى بعنوان قاصة من الزمن الجميل من طرف كاتبةهذه السطورفي حق امبدعة السعدية باحدة،ثم شهادة في حق د سعاد مسكين قدمها الأستاذ حميد ركاطة، وشهادة أخرى في حق فوزية القادري من طرف د محمد امحور،لحظة مؤثرة جدا ترقرقت فيها دموع القاصة السعدية باحدة أيما ترقرق تأثرا بهذا التكريم البهي الذي يشهده المبدع على قيد الحياة...وأجمل ما تم تلك المبادرة الطيبة التي قام بها مجموعة من المبدعين العرب والمغاربة وهي معايدة الشاعر القمري في محنته المرضية.إنه احتفاء بهي
وينتهي المهرجان على ضفة بحيرة مارتشيكا الجميلة، والتي شهدت على التوصيات الختامية وعلى الوعود المزعم تقديمها مستقبلا في المهرجان القادم.
يكفي بأن المهرجان مؤنث بامتياز تكريما ودورة، وصدق ابن العربي" المكان الذي لا يؤنث لا يعول عليه".
إنها القصة القصيرة جدا حيثما حلت تجد لها كعبة،حيثما توجهت تجد لها قبلة،حيثما وطئت تجد لها حجاجا،إنها وطن جديد للمبدعين المغاربة من طنجة إلى الكويرة
بحق القصة القصيرة جدا توجت عروسا عند أبناء عبد الكريم الخطابي
اعرني لساناً ايها الشعر للشكر وان تطق شكراً فلا كنت من شعر