لحظة المغادرة
أيام مضت يا قلمي و أنت تداعب وجوه صفحات عدة ترسم ضحكة تارة و دمعة تارة أخرى . زرقاء أو حمراء . لكن تبقى تتمتع بلعبة التزحلق على الأوراق , وأعراس أفكاري بنيت بها بنيانا على صفحات دفتر الخطة اليومية .
كم ستشتاق إليها . لماذا يكسرون هذا القلم ويقولون كفى واسكت حتى عن مجرد الكلام و أدسه جيب سترتي القديمة و أنا اسأله هل ستتحمل ألم الانكسار بعد سنوات مرحك و لعبك الطويل .
من أصعب ما يمر به الإنسان من لحظات في حياته عندما يغوص في ذكريات عمره مهما طال أو قصر محاولا البحث عن وجه أو معلومة أو حتى إجابة عن سؤال لطالما أرقت إجابته عيونه ليال عديدة متوالية ؟ و أصعب من كل هذا عندما تجد بأن حقك يضيع من أمام عينيك مرة تلو أخرى و أنت تمني نفسك بتحسين الوضع حتى لا تجد في نهاية الأمر من يقول لك للأسف انتهى رصيد وجودك و فترة صلاحيتك معنا
لطالما تساءلت طوال سنوات خدمت طويلة في مجال التعليم في صفوف متهالكة على من فيها ودعت ضحكات البريئة و استقبلت أخري استمتعت بزواج و ولادة أبناء بالبيت و العمل و بالحياة و مع ذلك بقيت أتساءل كيف سيكون الشعور عندما تنتهي مدة خدمتي القانونية .
فإن تك قد شابت يا رفاق ذوائبي فما شاب لي عقل و لا شبا ساعد
سأرفع مثل النخل رأسي و غايتي و في القلب إيمان و وجهي ساجد
و أنسج من ضوء التريى ملامحا تذكر أحفادي بأني رائد
و أحفر هام الصخر حتى أديبه و أحشو أجاج الماء و الماء جامد