بعدما أنهى ما سطره على صفحة، عاد ليقرأ من البداية، ..حينما استيقظ على صوت ابنه الصغير الكثير الصراخ، وكيف اتجه نحوه مباشرة ثم لطمه على وجهه، اشتد عويله فحضرت أمه، صادفها عند الباب المؤدي للفناء، دفعها بقوة وغادر البيت، عند خروجه التقى بحارس الحارة، استفسره هو الآخر عن سبب الجلبة التي ببيته، فأجاب:
على الرجل أن يكون حمارا داخل بيته حتى لا تسيطر عليه زوجته..
أشعل سيجارته وقصد البار، تدكر عند جلوسه على كرسيه القديم الدي حفر عليه اسمه بسكين، أنه نسي محفظته تحت الوسادة، وقد تسرقها زوجته، ..أسرع ثم عاد بها دون أن يترك مصروف البيت، بل يأتي حتى على ما تجنيه زوجته من عملها الشاق ..
وضع له النادل ما يشربه كل يوم، لكنه طلب المزيد دون أن يؤدي ثمنه، ..بعد مدة ليست بالقصيرة أصبح يهدي ويصرخ، اندفع خارجا ولم يتوقف إلا بقرب المصلين داخل المسجد، أمسك بمكنسة كانت متكأة على جدار ورفعها عاليا وهو يلعن المصلين:
أيها المنافقون.. أيها المنافقون ..،
لم يستيقظ إلا وهو ملقا بزنزانة بمفرده .