عيناها ضوء القمر
شعر ( محمد فتحي المقداد)
هلْ أستطيعُ أنْ أقرأَ في عينيكِ ضوءَ القمرْ
أوْ أنسِجَ فوحَ عِطْرٍ كما النسيمُ في السحرْ
و أرتوي سِحْرَ الحياةِ بملئِها ...
و أملأُ خوابي ذاكرتي من صفاءِ النظرْ
ما أَنْتِ .. يا أنتِ؟ .. إلا سِحْرُ القَدَرْ
أوْ مِرْآتيَ .. التي تَعْكِسُ ضوءَ القَمَرْ
وَأَنسِجُ أفكاري مُتْرَعَةً . بلونِ المَطَرْ
وَأمُدُّ يَدِيَ كَالأعْمَى , أتَلَمّسُ دَرْبَ العَثرْ
وَالصّيْفُ بِلياليهِ يَحْلُو على شُرُفاتِه السّمَرْ
** ** **
وسوادُ العيونِ سِحْرٌ , أَرْدى كُلّ مَنْ هَوَاهَا
وأعْتَلي صَهَواتِ الجِيَادِ , فَيَبينُ الأُفْقُ بِمَرْآها
وَطَمَسْتُ غَرَقاً , مُوهِنَ النّفْسِ أُمَنّيها بِسَلْواها
واهاَ .. يا قلبيَ المِسْكينُ .. !!
قذفْتُ كُلّ هُمُومي وَهَواجِسي , وَرُحْتُ وَرَاها
وَكَذَا أَنَا , وَالليْلُ مُؤْنُسي , أشْتَكي لِلْقَمَرِ لَأْواها
وَنَفَسيَ الثّكْلى , سَتَموتُ بِهَجْرِها , وَتُوَارى إلى مَثْواها
إذا لَمْ أُكَحّلُ طَرْفيَ المُسَهّدُ .. بِمَرْآها
شكوتُ نفسي , وا أسفاً , لم يَسمَع أحَدٌ لِشَكْواها ..
** ** **
وَكَذا الحالُ أَحبّتي , هلْ إلى سبيلِ ذِكْراها؟
ينامُ الكونُ وُيَصْحو ,وَيُرتّل سِرّ نَجْواها
و أنا تائِهٌ,و ما فَهِمْتُ سرَّ الرسالةِ وَفَحْواها
ولا أفهمُ فَحْواها ............. !!