aمن يعرف البقية.....البحر أم القمر؟
وصلتني الرسالة المنتظرة، وصلتني موضوعة في قلب زجاجة
حملتها الأمواج إلى شاطئي
التقطتها ولحضني ضممتها وجريت بها لسكني وأخفيتها.
استخرجت الرسالة وقلبي يخفق لهفة وشوقا
وعيوني تسابقني
وتسابق يدي
لأفتحها
أريد أن أشاهد أجمل خط وأحلى كلمات
رسالة هي، انتظرتها من مسافر طالت غيبته
لكني حينما فتحتها تألمت جدا
لقد تسربت قطيرات الماء على ما يبدو للداخل أثناء رحلتها في البحر،
لكنها لم تكن رطبة عندما وصلتني
بكيت عند ذلك بعمق
الرسالة المنتظرة لم تف بوعدها الذي قطعت أمام نفسها
وأمام صاحب الرسالة
وصلتني كلمات مقطعة الأوصال شوهاء المعالم
قليل من كلماتها ما استطعت فهمه
وكثير من الكلمات ما استطعت فهمه
ومن بين السطور انتزعت عبارة
(أنا.......... موعد.....مع القمر)
لا بد أن القمر سيخبرني عن معالم الرسالة
سهرت لأجله كل ليلة منتظرة ومراقبة
كل ليلة أراقب مطالعه وعندما يخرج من وراء الجبل اسأله وانتظر الإجابة
ولكن القمر دائما في عجلة من أمره
لن يتوقف لأجلي
لكي يجيبني أنا
إنه مسافر مثلي، ومثل صاحب الرسالة رغم اختلاف الوجهات
فالغيوم خيول موكبه
والسماء دربه
اسأله بلهفة عن بقية الرسالة وانتظر
وما زلت انتظر على شرفتي كل ليلة إجابة القمر..
وفي النهار أعاتب البحر
وأسأله عن الحروف التي ابتلعها موجه
والكلمات التي ذابت فيه كذوبان ملحه
حتى زجرني الأقربون
وأشفق علي عامة الناس
لكني لم أكن أجيبهم ولا حتى اعترض على كلامهم
ولمزهم كنت أنصت بهدوء رغم أصواتهم
فربما الجواب يكون همسا
فهل إذا تكلم القمر سيسمع الدنيا الخبر
وعند هذا الحال صار الأقربون والناس يسايرونني
على الشرفة أحضروا لي الغطاء فلطالما نمت هناك
وصاروا يكلمون البحر معي ويعاتبونه
حتى جاء الوقت الذي مللت فيه من القمر ومن البحر
ومن صاحب الرسالة
لكن الناس لم يملوا
لم اعرف بقية الرسالة حتى الآن
وما زال الناس يقفون يوميا هناك ليسألوا البحر عن كنه الرسالة
فلا يجيبهم سوى بالمد والجزر
ولا يعطيهم غير الصدف والزبد
أما أنا فما زلت مسافرة
وما زال القمر مسافرا
وما زال صاحب الرسالة أيضا مسافرا