ودعنا هذه السنة عددا من كبار الفنانين الذين تركوا بصماتهم واضحة في المجال الفني كالمرحوم عبد النبي الجيراري معد ومقدم برنامج مواهب الذي تخرجت منه أسماء كبيرة في المجال الفني، ويمكن اعتباره عراب الأغنية المغربية، فعلى يديه تخرجت كل الأصوات التي أطربت وعرفت المعنى الحقيقي للفن برنامج لم يكن كبرامج الواقع التي تبثها اليوم مختلف القنوات الفضائية والتي تعتمد على الإبهار أكثر مما تعتمد على الفن، بل كان برنامجا فنيا بامتياز، كما غادرنا في صمت أيضا الراحل مصطفى سلمات الذي أعطى الشيء الكثير للمسرح المغربي ونفس الشيء مع الفنانة الكبيرة حبيبة المذكوري التي غادرتنا الأسبوع الماضي،إلا أن الطابع المشترك بين هؤلاء و كل أبناء جيلهم هو أنهم كانوا يمارسون الفن من أجل الفن وبسبب حبهم وشغفهم للفن، غير أن ما يجمع بينهم وبين جميع أبناء جيلهم تقريبا أيضا هو أنهم عانوا الشيء الكثير فرغم كل الخدمات التي قدموها لبلدهم لم ينالوا شيئا، فمنهم من لم يجد ما يعالج به نفسه بل منهم من لم يستطع حتى دفع فاتورة الماء والكهرباء، وفي كل مرة كان التدخل الملكي هو السند الوحيد لهم في معاناتهم مع المرض، ومن هنا نطرح السؤال: أين هي وزارة الثقافة مما يعانيه الفنان المغربي؟ أين هي بطاقة الفنان التي هدد بعضهم بتنظيم مسيرة لوزارة الثقافة من أجل إرجاعها لها، علينا أن نقف وقفة تأمل في مصير الفنان المغربي الذي يفتقد لأي شيء يضمن مستقبله أو يقيه مما هو آت من مرض أو غيره لدرجة أننا بدأنا نشاهد فنانين كبار يطلون علينا من خلال اليوتويب لشرح معاناتهم، ترى لو وجدوا من يأخذ بيدهم هل كانوا سيصلون إلى هذا الوضع.