أسدل الستار مساء السبت الماضي،على فعاليات الدورة الأولى لمهرجان "مغرب الثقافة" في جو احتفالي بهيج تميز بتقديم عروض فنية رائعة أحياها نخبة من الفنانين من المغرب والجزائر وتونس.
توالى على منصة المهرجان،التي أقيمت بحديقة لالة مريم التي يعود تاريخ إنشائها إلى عشرينيات القرن الماضي،فنانون من ليبيا وموريتانيا والمغرب أمتعوا الجمهور الذي تمكن من اكتشاف بعض أوجه الثرات الثقافي المغاربي الجماعي منه والفردي.
وعاش الجمهور خلال هذه الأمسية الثانية والأخيرة من هذا المهرجان،لحظات روحانية متميزة، من خلال الاستمتاع بوصلات من الموسيقى الراقية لنجوم الطرب الأندلسي والمالوف المغاربيين.
ويتعلق الأمر بالفنان الحاج محمد باجدوب (المغرب)، وسليم فرغاني (الجزائر)، وسيرين بنموسى (تونس)، الذين أسروا الجمهور الحاضر بمواهبهم الفنية الكبيرة، وموسيقاهم العذبة وكلماتهم الموزونة.
وخلال حفل افتتاح المهرجان،الذي نظمه مجلس الجهة الشرقية تحت شعار "المغاربيون الأندلسيون"،قدمت فرق موسيقية من مدن طرابلس ونواكشوط ووجدة،على امتداد ثلاث ساعات،وصلات موسقية متنوعة من فن الغرناطي والمالوف والموشحات.
وحسب المنظمين فإن هذه الدورة، التي تعرف مشاركة ثلة من الفنانين والمحاضرين المرموقين الذين ناقشوا الثقافة الموسيقية لبلدان المغرب العربي،تسعى إلى أن تكون فضاء للحوار والتعبير بين هذه البلدان.
وأوضح وزير جزائري سابق،حضر حفل افتتاح المهرجان الذي يمتد على مدى يومين،أن هذه التظاهرة المتميزة تسعى إلى تثمين الثرات الثقافي المشترك وتشجيع التقارب بين شعوب بلدان المغرب العربي وانخراط المجتمع المدني في بناء اتحاد المغرب العربي.
وعبر الفنانون المشاركون في الدورة الأولى لهذا المهرجان، عن سعادتهم واعتزازهم بالمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية المغاربية التي تطمح إلى تثمين الثرات الثقافي المشترك وتشجيع التقارب بين شعوب بلدان المغرب العربي الخمسة.
ووقع اختيار البرمجة الفنية لهذا المهرجان، الذي يسعى إلى أن يشكل فضاء للحوار والتعبير، على فنانين رواد في مختلف أنواع الموسيقى التقليدية ببلدان المغرب العربي، من قبيل الغرناطي، والمالوف، والموشحات، والطرب الأندلسي.
وفضلا عن عروض الغناء والموسيقي، تميزت هذه الدورة، التي نظمها مجلس الجهة الشرقية، بتنظيم ندوة حول "البصمة المغاربية على الثرات الروحي الأندلسي والإسلامي".
وعلاوة على الحفلات الموسيقية،أبرزت السيدة ثريا إقبال، وهي شاعرة وباحثة في التصوف، خلال تنشيطها للقاء الذي شارك فيه نخبة من الأساتذة والباحثين، أن هؤلاء أكدوا على الأهمية التي يتيعن أن تحظى بها مساهمة العلماء والمثقفين وموسيقيي الطرب الأندلسي المغاربيين في مختلف المجالات الروحية والثقافية.
من جهة أخرى، تركزت مداخلات كل من الأستاذ الباحث والشاعر، مولاي هشام السعيدي (المغرب)، والباحث والمتخصص في أعمال إبن عربي، عبد الباقي مفتاح (الجزائر)، والمتخصص في الفكر الإسلامي، محمد فالسان (فرنسا)، على التوالي، حول "تأثير الشيخ أحمد بن دريس العرايشي بالأندلس وفي العالم الإسلامي"، "وآثار إبن العربي: من مورسيا إلى المغرب العربي"، و"الموسيقى العربية -الأندلسية، بصمة المغرب العربي".
وستظل الجهة الشرقية، المتواجدة في عمق المغرب العربي والقريبة من أوربا والتي تشكل ملتقى اللقاءات التاريخية الكبرى وكذا المنفتحة على العالم، وفية لروح الأخوة والتسامح ويعتمد عليها في لعب هذا الدور بقوة داخل الأسرة الكبيرة بالمغرب العربي.
وأكد رئيس مجلس الجهة الشرقية السيد علي بلحاج أن "الجهة الشرقية ستحتفي سنويا بالثقافة المغاربية بجميع مكوناتها".
الوجدية