خالد الرابطي
طنجة : 02 - 07 - 2011
تنطلق بعد زوال اليوم السبت بمدينة أصيلة، فعاليات الدورة ال 26 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية، التي تستضيف سلسلة من الندوات الفكرية، معلنة بذلك عن البداية الرسمية للنسخة ال 33 لموسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي تشرف على تنظيمه مؤسسة منتدى أصيلة الثقافي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
و بعد المشاركة الناجحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الدورة السابقة، اختار المنظمون هذه السنة، دولة الكويت كضيف شرف على منتدى أصيلة الثقافي، وذلك مشاركة من المملكة المغربية في احتفالاتها بالذكرى ال 50 لاستقلالها والذكرى ال 20 لتحريرها، وكذلك للمكانة والدور الثقافي الكبير الذي تضطلع به دولة الكويت على المستوى الخليجي و العربي، والأثر الكبير في إثراء المكتبة الثقافية العربية عبر مسيرة عامرة بالانجازات التي بصمتها المطبوعات و الإبداعات الفنية الرائدة.
وحسب البرنامج المسطر، فإن هذا العرس الثقافي الكبير الذي سيمتد على مدى 20 يوما، حافل بالبرامج الثقافية و الفنية التي ستحتضنها كل من مكتبة "الأمير بندر بن سلطان" و مركز "الحسن الثاني للملتقيات الدولية" يستهل يومه الأول بندوة تحت عنوان "الهجرة: بين الهوية الوطنية والهجرة الكونية" يقوم بالتنسيق لها الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة الثقافي و وزير الشؤون الخارجية السابق الأستاذ "محمد بن عيسى" و يشارك فيها ثلة من الأسماء الوازنة في عالم السياسة ك"جون أجيكيم كوفور" رئيس جمهورية غانا السابق و"محمد صباح السالم الصباح" نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة الكويت، و "فؤاد السنيورة" رئيس حكومة لبنان الأسبق، و"بنسالم حميش" وزير الثقافة المغربي، إلى جانب وزراء خارجية كل من إسبانيا و السينغال و مالي و عدد من الشخصيات المغربية و العربية و الدولية، سيتناولون هذا الموضوع على مدى ثلاثة أيام، إضافة إلى باقة أخرى من الندوات الفكرية و السياسية، ك "انحسار دور النخب مع حركات التحديث العربية"، و"الإعلام العربي والإفريقي: صورة الواحد في إعلام الآخر"، و"الصناديق الخليجية والتنمية البشرية المستدامة"، وندوة "الحركة الأدبية في الكويت خلال نصف قرن". وندوة "الكويت: نصف قرن من العطاء الثقافي العربي"، إضافة إلى معرض فن الخط العربي في الكويت. ويخصص موسم أصيلة هذا العام ندوة لتكريم الكاتب والأديب المغربي، ورئيس تحرير جريدة العلم، عبد الكريم غلاب اعترافا بدوره في أغناء الساحة الإعلامية و الأدبية و الفكرية بالمغرب، بما جاد به قلمه سواء على صفحات الجريدة أو عل إصداراته الشخصية،
و كالعادة فقد سبق هذه التظاهرة الثقافية الكبرى، انطلاق أشغال الجاريات حلى حيطان و أسوار مدينة أصيلة، وقعها فنانون مغاربة وعرب وعالميون، حولوا جدران المدينة و على مدى أسبوعين تقريبا إلى ورشة للفن التشكيلي أبدعوا من خلالها ألواحا فريدة، تحفظها لهم ذاكرة المدينة باعتبارها مدينة الفنون بامتياز، كما يحتضن قصر الثقافة و إلى غاية نهاية الموسم ورشة فنية أخرى لفن الحفر(LA GRAVURE) تحت إشراف فنانين من المغرب والأرجنتين واليابان والبرتغال والبيرو وغيرها، و إلى جانبه شرف الفنانين المغربيين " بلكاهية فريد" و "يونس الخراز" على ورش للصباغة الزيتية، و بالموازاة مع ذلك، ستقام ورشة لفنون الطرز و مشغل لكتابات و إبداع الطفل، كما ستقام خلال هذه الفترة معارض لإبداعات فنانين مغاربة و كويتيين و أجانب و عرض للزي المغربي و معرض للكتاب تتقاسم فضاءات أصيلة ما بين مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية وقصر الثقافة و حديقة سيدي بو خبزة.
و لن يكون ليل أصيلة بمختلف عن نهاره، فعلى مدى أيام الموسم، ستحتضن مكتبة بندر بن سلطان عروضا موسيقية و غنائية تجمع ما بين الفولكلور الكويتي و المديح والحضرة المغربية و النغم الأندلسي و غناء الفاضو البرتغالي و العزف على العود إلى غير ذلك من إبداعات و أصوات مغربية و كويتية.
هي إذن عشرون يوما من الفكر و الثقافة و السياسة و الفن، تجعل من أصيلة مدينة الثقافة المغربية و العربية بدون منازع، فهنيئا لأصيلة موسمها الثقافي، و هنيئا للمغرب أصيلته.