[غزاهاالحنين الى الأوراق الظامئة, فتحت مذكراتها القديمة لتنقب بين السطور عن نبرة من نبرات الماضي,استغرقت وقتا تقلب الصفحات وأناملها تبكي الحروف الدامية,عبراتها تترقرق لتغسل الحبر الأسود لتستلقي على جثة منسية, لم تجد سوى جليد غزا ثنايا صفحات غدت مجرد ترهات قديمة لم يعد لها معنى ,كتبت في زمن انتهى, هل يمكن أن يعود؟؟؟..زمن لم يتبق منه سوى الألم..سوى بضع كلمات تموت ببطئ.. تستشهد قبل الأوان..زهور جافة هنا وهناك ..ذبلت وريقاتها, فقدت حمرتها وغزاها الرماد ,ألبسها حلة الأنين.,زرعها في نبض السنين..كم ارتجفت أناملها وهي تعد السطور!!!! وتضاعف نبض قلبها وهو يعد اللحظات .!!!!!..تاهت بين الماضي والحاضر, وسألت نفسها:أنا من أكون؟؟؟, لم تجد جواب لسؤالها وتسمرت عيناها تنظران الى شرفتها واذا بها تفتحها , هبت ريح عاتية!! فتطايرت الوريقات لتنعم ببعض الحرية , لتستنشق الهواء العذب , كانت تمسك مذكراتها في يدها بعد أن بللتها بعبراتها الدافئة.. وتفكر في المصير , أشعلت شمعتها المتبقية لتحرق بها عشرات السنين ..كل ورقة تحرق معها ذرة من قلبها , لتقهر الذكرى كما قهرتها وتغتال جبروت الزمن , لتخلق من جديد وخصلات شعرها الليلي المتطايرة ,التي تظمأ الى عطر جديد..لتتنفس النسيان وتقتل الذكرى العاتية ...وما زالت تنظر من شرفتها كلها أمل في الحياة....ومازال الدخان يتصاعد ........ونظراتها الصماء,اهات تنبعث من الأعماق...ليعم صداها كل الأجواء...