لم ينزل الملاك بعد
(قصائد لشعراء إسبانيين في الثناء على الشرف الإسباني)
ترجمة نور الدين الدامون
عبد السلام دخان
يواصل الشاعر والمترجم المغربي نور الدين الدامون نسجه لخيوط شعريات الضفة المتوسطية، من خلال اختياره لترجمة قصائد لشعراء إسبان، وقد وسم إصداره الجديد ب: لم ينزل الملاك بعد (قصائد لشعراء إسبانيين في الثناء على الشرف الإسباني)، ويعس هذا العمل الذي ينم عن جهد محمود في مجال الشعريات المجاورةن التي تساهم في حوار ثقافي للثقافة الإسبانية الخصبة بمتخيلها وفضاءاتها الشعرية وأنساقها البنائية، وعوالمها الشعرية المخصوصة التي يمكن رصدها بشكل جلي لدى شعراء جيل 27 الإسبني. و لم ينزل الملاك بعد محاولة للإقتراب من تجارب شعرية متعددة ومتقاربة الرؤى والطرائق الإسلوبية لارتباطها بإبستيمي واحد.
ويقع هذا العمل في طبعته الأولى (2011)، و الصادر عن مطبعة كوثر برانبت بالرباط في 86 صفحة من الحجم المتوسط تزينه لوحة للفنان التكعيبي بيكاسو. وتضمن "لم ينزل الملاك بعد.." قصائد مترجمة ل: غريغو ريوسان خوان، و فيدال دي نيكولاس، خافييردي بنغوثيا، أنخيلو كريسبو، خوان الكالدي، ماريا بنيتو،خوسي مانويل كافاجيرو بونالد، ليوبولد دي لويس، خوسي لويس إيدالغو، أنخيل غونثاليث، كلاوديو رودريغيس، أنخيل فيغرا إيمريش، خوان أغسطين غويتصولو ، خوي يرو، وبلاس دي أوتيرو ، غابرييل سيلايا. ويعكس هذا العمل انشغال الشعر الإسباني في مرحلة حرجة من تاريخه المعاصر بأشكال الحياة مثل الإحتفاء بمصارعة الثيران، وموسم الحصاد، و الحديث عن العمال والفلاحين، وعن اسبانيا ذات المساحات الشاسعة وعن الحرب والسلام الذي يوصف بالحمامة البيضاء والذي يحمل مليونا من الموتى وعن الأطفال والأرامل والشرفات الفارغة والأجراس والمياه، والأقواس والغبار والعرق والحديد، والخوف و يحظر عشق الاندلسي انطونيو ماتشادو لدى اخوان الكالدي، بشكل خاص ولدى الشعراء الإسبان بشكل عام.ويؤشر هذا العمل في الوقت نفسه على عوالم الشعر الإسباني على مستوى الصورة الشعرية والدلالة التي عمل المترجم نور الدين الدامون على التعامل معها، ومحاولة حفاظه على بعدها الغنائي القوي، وقد أثبت نور الدين الدامون في أكثر من ترجمة عشقة لروائع الشعر الإسباني ولرواده الكبار. ولعل المقدمة التي ترجمها لروبيرتو مارتو توضح هذا الطموح وتكشف جوانب من الملامح الجمالية للشعر الإسباني.
"قديما كنت أنظر إلى داخلي والآن، أنظر أمامي، نحو الخارج ومن هنا فالشعر الإسباني هو شعر التزام بالمعنى الدقيق للالتزام السياسي. وأخذ الشعر الإسباني يقاوم ويطالب والمكان المشترك لا يخفيه. لكن هذا الشعر وجد بصفة عامة لغة ترقى إلى مستوى كبار الشعراء الذين سبقوهم."
نقرأ من قصيدة " بياض الليل" لخوسي مانويل كافاجيرو بونالد المزداد سنة 1926 بمدينة خريس دي لافرونيرا:
"أكتب كلمة الحرية
وأنشرها
على الجلد النائم لوطني
كم بقعة، تجمدت
حروفا دون أن تدافع عن نفسها، مبللة
بالإيمان يديها، وتكرسها / للنسيان."