تهت بين زقاق المدينة القديمة، مدينة مركش الحمراء،.. لم أجد طريقا للخلاص من دروب ضيقة مكتظة، بالطبع لم أشأ أن أسأل من يرشدني، لأني في الأصل ابن المدينة، في ذلك نوع من الإحراج، بعدها حوصرت في إحدى الدروب المزدحمة بالمارة، ومن ضمن هاته المعاناة كرهي للزحام، لكن لا مناص من المرور ... أناس كثيرون ووجوه لا تحصى ولا تعد ولا وجه يشبه الآخر، أتفحص الوجوه كغريب تائه يائس يبحث عن من يستضيفه، .. راقني وجه، بشرة تميل للسمرة، شفتان مكتنزتان، ويا للعينين..، أما الحاجبين فكأنما من رسم فنان، .. لم أبعد بصري إلا لما انتبهت لطفلين تجرهما الشابة صاحبة الوجه الجميل، احمر وجهي وطأطأته خجلا، قبل ذلك تصادم بصرنا، تصادم فيه نوع من الإيحاء كأنها تقول لي : اختشي يا هذا، تتمنون ما يمتلكه غيركم، ... اتكأت على ابتسامة وأتممت المسير بين الوجوه ...