إهداء للشهيد محمد بوعزيزي
صرخة الشهيد
يا أيها الدم العربي
عدد على ما تبقى من فتات الضمير
أيموت فينا الحر الأبي
و نيران الغبن تحضنه
و صرخة تطوي الفلاة
زغردي أيا أم
و أعلني لغصن الزيتون
أنني ما خنت العهد
و كيف للحر أن يخون
أيا أم
مالي عيش و أنا أذل
تتصيدني الأيادي المغسولة بدمي
كلما أشْرقْتُ مبتهجا
أن يقيني في غد
تبتسم لي فيه الشمس
أيا أم
سكنت جوفي حمم اللظى
و ما كان فيه من قهر أشد و أمر
ما ضقت بأرض الله منتكسا
عشت ما عشت فيها راضيا مطمئن
لكن قراصنة الفاسقين
تصيدتني
كما يتصيد الذئب الأجرب
أيا أم
زغردي في ربوع تونس
و أعلني عرسي محمد الطُهْرُ
هذي رؤوس الفسق قد أفلت
ترجو الخلاص
فهل لها من مفر؟
تمزق الجلد عن الجلد احتراقا
و ما لي حرقة في القلب سوى الذُلُ
أيا أم
هذي نيران القهر تأكلني
و صرخة في جسدي
و دمعة تحرق مقلتي
و حرف لم أنطق به
دوى كالإعصار في ربعي
هذي أقواس النصر
قد أعلنت
أن موتي لم يكن منه مفر
و هذي جموع الشعب
قد أشهرت سيف الحق معلنة
موت الطغاة أين ما حلوا
أيا أم
لا أحد يرثيني بعد اليوم
و أنا الشهيد ابن تونس الحر
فرب الحق يعرفني
كيف للحر أن يعيش أذل...