حسيني عثمان
ثورة تونس المجيدة .. إرادة شعب تتحقق
إذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجـــــــــلي ولا بد للقيد أن ينكــــسر
الم يكن نفسه هو الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي الذي قالها؟
مند ذلك الحين باتت ملئ حناجر كل الشعوب العربية المناضلة التوّاقة الى هزم الظلم و الظلام وتحقيق الحرية ، حقا "إذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر" وها هو ذا القدر يستجيب للشعب التونسي ليجعلنا نعيد النظر في أطروحة موت الشارع والمجتمع العربي في ضل سياسة التي تمارسها الانظمة الخالدة المستبدة المصابة بفوبية اللاحكم .
لا عجب في ان الثورة التونسية، شانها في ذلك شان كل الثورات، قد نظر لها مناضلين آمنو بإرادة الشعب والقوة التي يمكن ان ينفجر بها بركان الجماهير، لتأتي بعد ذلك مرحلة التنفيذ ــ القيام بالثورة ــ التي اطلق شرارتها في تونس شاب يأبى الا ان يحقق الخلود ويكون شمعة احترقت فأحرقت كل قوى الظلم المستبدة مند 23 عام لتضيء درب النضال وتأكد للعالم أجمع أن ارادة الشعب اقوى من قمع الانظمة .
الكل أجمع على ان ثورة تونس المجيدة انطلقت بتاريخ 7 دجنبر 2010 بسيدي بوزيد حين اشعل الشهيد البوعزيزي شرارتها الاولى، لتتولى وتتوالد بعد ذلك الاحداث في مشهد "دراماتيكي" مثير وجد في النظام نفسه محاصرا بإرادة شعب ابي قال لا بعد صمت طويل، لقد أبانت الجماهير الشعبية التونسية الابية على انها مثال للوعي الوطني والقومي، وأن صمتها طيلة السنوات الماضية لم يكن الا هدوءا سبق عاصفة الثورة التي جرفت في طريقها كل دعاة القمع والاستبداد وعلى رأسهم الرئيس بن علي الذي استنزف كل الحلول الترقيعية بدءا بالوعد والوعيد ثم سياسة التهديد والتنديد.. لكن الشعب يأبى الا ان يكون رمزا للحرية والعزة والكرامة " فإما أن نكون او لا نكون" حينها أحس بن علي أن معركة الجماهير الشعبية أخدت أشكالا تصعيدية لا تروقه فبدئ بسياسة التعديلات الوزارية واقالة وزير الداخلية معتقدا ان فوّار الثورة سيخمد لكن هذا لم يحدث لان مطالب الشعب التونسي الابي أرادت رحيله من سدة الحكم بل وتقديمه الى العدالة كمتهم رئيس في جرائم القمع والاعتقالات التعسفية والامر باطلاق الرصاص الحي .
هرب بن علي مدلولا مهان ـ ومن قال ان هذا سيحدث ــ حيث ا رفضت استقباله بعض الدول استقباله حسب ما أوردته مصادر إعلامية ، ربما كان ذلك بسبب التخوف من الاثر الرجعية لزلزال الثورة، الهارب استقر به المقام في جدة السعودية كالخفاش الآلف للظلمة وفجئة شع عليه بريق الثورة المضيء لدروب الحرية، فبدى تائها .
المثير للجدل هو ان مواقف المنتظم الدولي كانت شحّيحة بخصوص تطورات الاحداث في تونس وربها كونه لم يؤمن في لحظة انها بوادر ثورة جاءت بالتغيير، لتتباين بعد ذلك الآراء محترمة قرار الشعب التونسي في التغيير، لكن دول الاقليم، خاصة النظام الجزائر، تابعت بقلق مريب تطور الاحداث مع قيام شاب جزائري بالسير على النهج النضالي الذي خطه شهيد الثورة التونسية. والمثير أكثر للاهتمام هو موقف العقيد القدّافي من الاحداث خاصة اذا علمنا انه صاحب اول تدخل رسمي بخصوص تطور الاحداث في تونس و هاكم لتعرفو موقف من يدهي الثورية والجماهرية : مخاطبا الجماهير التونسي " خسرتم خسارة كبيرة، لا يمكن إرجاعها الدين ماتوا لا يمكن أن يعودوا " أيها العقيد ايا من تدعي الثورية في قاموس نضال الجماهير الشعبية، ليس هناك شيئ اسمه الموت هناك الخلود ومن قصدتهم بالموتى الدين لن يعودوا هم شموع احترقت لتضيء دروب الحرية والعزة والكرامة وهم بذلك شهداء للنضال والثورة المجيدة . يضيف العقيد الثوري قائلا :"لا يوجد أحسن من الزين ـ يقصد بن علي ـ في هذه الفترة، بل أتمناه أن يبقى مدى الحياة" عفوا سيدي الثائر على شعبه فالاممية التقدية لا تؤمن الا بالديموقراطية الشعبية الجماهرية أ وانا شخصيا لا ألومك على هذا الموقف لأنك بكل بساطة أصبحة "جلالة الرئيس" في ليبيا .
ختاما، هنيئا للشعب التونسي الابي الذي أبان للعالم أجمع انه شعب أممي تقدمي مناضل آمن بالحرية فشق لها الطريق مزيحا كل رموز الفساد والقمع والاستبداد .