تبتعد الكلمات لتقترب مني أكثر
أسافر بعيدا
إلى المجهول
أبحث في غيابات الجسد
عني
أذهب إلي مني
فأجدني تائها
بين السؤال و المحال
وإنتظار جواب يدنو مني
شعر الرأس شاب
وسني أصبح أكبر مني
أسافر بعيدا
حاملا حقائبي الفارغة
وجواز سفر
تبرأ مني
لأخلع نفسي عني
و أمسك التمرد من يده
أضمه إلي
وكأنه قطعة مني
تبتعد الكلمات لتقترب مني أكثر
أستيقظ من نوم
من حلم أخره ضاع مني
فإذا بي أراني
جالسا على كرسي
وغدر الظلام يقترب مني
يدنو
يصيح في وجهي
تكلم
يتكلم الخوف
ناطقا بإسمي عني
يقسم
و أقسم
أني يوما لم أكبر
كنت دائما في المهد
لم أكلم الناس همسا
و لم أصافح يدا لمسا
كنت دائما أبدو أصغر
لا تفارق الإبتسامة و جهي
و الحزن لم يختل بي يوما
صاح مرة أخرى
أكثر
قررت يوما أن أسافر
لكني لم أكن تائر
بجاني ظلي
كنت دائما سائر
أعد خطواتي
أحد من نظراتي
و أسجن كلماتي
لم ترفع يدي يوما
و هذه كل ذفاتر حياتي
صاح أكثر و أكثر
صمتي من كان يكبر
في كل يوم
كنت فيه أصغر
صاح في وجهي
حتى كاد يتبخر
لكن النور بادر
أبعده عني
و غادر
لتبتعد الكلمات و تقترب مني أكثر
أواصل سفري
أعود بدكرياتي
أمي تبكي
و دمعها مني يتقطر
أبي يغتاله الصمت
إلي مني
ولنظراته ما زلت أتذكر
أخي الصغير
يرشقني بإبتسامة
تجعلني أبدو أصغر
لتبتعد الكلمات و تقترب مني أكثر
أحمل نعشي على كتفي
أتذكر مارسيل خليفة
و أنا أمشي
طريقي مجهولة
لكني يوما لم أكبر
أقسم أني
أصغر مني
وهكذا
تبتعد الكلمات لتقترب مني أكثر
لأقول أن القصائد
يوما بعد يوم
تولد مني و تكبر