الفردوس الحزين - كريم العراقي
ربيعك فردوس .. ووجهكَ ذابل
وعيناك أنهار.. وصدرُك قاحل
نخيلكَ مسلولُ .. ونفطك لعنة
وابنك مقتول .. وجاركَ قاتلُ
وللفجرِ ميعاد .. وللصبر طاقة
وللناس أعياد .. وللبحرِ ساحلُ
فلا فجرُ أحياناً .. ولا صبر عزّنا
ولا عيد هنانا .. ولا طاب منزل
نواح أغانينا يخز قلوبنا
فإن نحن غنينا كأنا نقاتل
أمير الحضارات .. فجمعنا بما نرى
خراب مغوليّ وحقد زلازلُ
بُلينا بأجناسٍ تُباع وتُشترى
فمن يوم أن حلوا طوتنا المهازل
وحوش .. حثالات سُكارى بجهلهمْ
على الدين ألقوها ، وما الدين باطلُ
وفي زحمة الفوضى تغني الضفادعُ
ويستنقع النهر فتبكي البلابلُ
ولا بد أن تطفو على السطح زمرة
تجرب أن تعدو وتشدو وتصهلُ
ولا بد من حبّ الظهور لعصبة
تقود خطى الأحرار.. وهي سلاسلُ
تنافسُ أربابَ الفنون لباقة
وتحتل شاشات الحوار .. تناضلُ
تأمل محطات الفضاء .. تجاوزت
محطات أمريكا .. أما ذاك مذهلُ ؟
وغاياتها شتى .. وإياك تسأل
أمن ذا يحركها .. ومن ذا يمولُ ؟
سفينتنا بليت بمليون قائد
إلى أين لا ندري تسير الجحافل ؟
إلى الله يا وطني رفعنا دعاءنا
وما الله عن حزن المساكين غافلُ
يعيد لبغداد الجريحة وهجها
وتنهض حواء الحضارات .. بابلُ
منى النفس في صبح بهي معطر
يطل فينهال الندى والقرنفلُ
منى النفس أن يصحو العراق موحدا
وكل دخيل .. عن فراتيهِ يرحلُ
منى النفس أن لا يركب الشعب فتنةً
ففي كل بيت أمهات ثواكلُ
وما دام كفّاه فرات ودجلة
على الشعبِ أن يحيا وتحيا السنابل