صديقتي
أمام واقع ٍ من الأمور تتضارب أمامي ، و أشياء ٍ لا أدري بعدُ ما مصدرها في حياتي ، و من وحي فكري و بالي ، تأتيني أحيانا ً أفكار غريبة عن الوقت و الحال و الزمان ، ماذا لو تغـّيرت بعضُ هذه الموازين ؟ هل ستكون لي فرص أستطيع من خلالها أن أغيـّـر واقعي ، و إحداث ِ الفرق ، أم سيكون عليّ وقتها التأقلم من جديد ٍ مع الأيام ؟ .
أتعلمين أمرا ً ، واللهِ لن تصدقي و لن تتقبلي هذا الطـّرح الغريب ، فأنا في أوقات لا أدري ماذا يحدث معي ، و لا كيف السبيل للخروج من أصل المشكل الذي لا أعرف له بداية و لا أفقه حلا ً يُخلصني منه ، شيءٌ يعكّر مزاجي ، ما هو ؟ لست أدري !!!! أمرٌ يقف أمام انطلاقي و حرّيتي ، و أخشى دائماً من غدر الأصحاب و الخلاّن .. يأتيني خيالي بما لا أستطيع فهمه و لا تأويله ، أشياءُ بدون عنوان لكنها تعنيني و تعني واقعي بشكل ٍ لا يتصوره عقلي ، أخاف دائماً أن أفقد القدرة على التمييز بين الحقيقة و الكذب حين أعيش مواقف في حياتي لا أملك فيها اختياراً و لا أعرف هل أنا مخطئ فيها أم مُصيب ..
رفيقي في أيامي لا يعلم شيئاً ممّا يُضمره صدري ، ولا ممّا تخبئه جوارحي ، و أخاف أن لا يفهمني إن حاولت مُقاسمته هذه الأشياء .
أنا الآن أكتب لكِ ، و في بالي تساؤلاتٌ من أغرب ِ ما واجهتُ في حياتي ، لو أستطيع صوغها لكِ في حروفٍ لفعلتُ لتفهمي ، و لكن غلبني أمري ، و ضعُفتُ أمام احتكاك الواقع بحياتي .. و حتى لو كتبتُ ملئ الدفاتر و الجدران ، لن تلمس حروفي شيئاً من واقعي ، و لن انجح في رسم ما بصدري على ورقةٍ بيضاء ... يا صديقتي ، هل أنا في غاية التعقيد ؟ باللهِ عليك لتكن إجابتكِ صريحة ، إن لم يكن من أجلي ، فمن أجل اللحظات الجميلة التي تقاسمنا شذاها يوماَ ما . إنّي واقع في شكٍّ رهيب يملأ كل ليلةٍ فكري و كياني ، لا تنامُ عيوني و لا يهنأ بالي.
ربما أكون الآن إنساناً يعيشُ ما كانت تصنع يداه ، كأن حياتي كلها ، كانت مجرد لَـبـِـنات تحتاج إلى من يرُصُّها فوق بعضها ، و كنت غير ناجح ٍ في جعلها كاملة البناء ، أنظرُ إلى نفسي كما لو كنت أدفع ثمن شيء في الماضي أعرفه و أكاد لا أعرفه ، ثم يرجع بي عقلي عن كل ذاك و أسأل : ما هذا التناطح الرهيب في الأفكار ؟ كيف لي أن أضع استنتاجاً في هذا الغباء ، و هل كان للماضي إلا أن يتذكره الناس و يروُوا لبعضهم أجمل ما فات ؟ إنني فقط مُشتت الفكر و البال .. لا أكثر من أيام ٍ قليلةٍ و تتغيّر الأمور ، فأكذب أو أبني الأمل من جديد إن صحّ القول ، و كنت على علم ٍ أنني أفعلُ مثل هذا كل مرّة و لا يتغير و لا يتبدل شيء ، و على هذا المنوال تتراكم الأشياء بعضها على بعض داخلي .


خليفـــــــــة 2010 / 09 / 20 الاثنين min39 :h03