منتديات دواوين الثقافية و الفنية منتديات تعنى بالأدب والثقافة والفن.
 

 

 التربية داخل الاسرة .. تفاعل نفسي واجتماعي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
zajjal esahra
عضو فعال
عضو فعال
zajjal esahra


المدينة : الراشدية
عدد المساهمات : 695
معدل النشاط : 970
تاريخ التسجيل : 24/06/2010
العمر : 38
الموقع : www.da-wawin.com

التربية داخل الاسرة .. تفاعل نفسي واجتماعي Empty
مُساهمةموضوع: التربية داخل الاسرة .. تفاعل نفسي واجتماعي   التربية داخل الاسرة .. تفاعل نفسي واجتماعي I_icon_minitimeالجمعة 10 ديسمبر - 1:57

الطالب عثمان حسيني زجال الصحراء
. أساليب وطرق التربية داخل مؤسسة الأسرة بالمغرب:
1 التربية
التربية هي مجموع التفاعلات والتأثيرات والممارسات التي يتوخى منها تلقين الطفل القيم والسلوكات، وتعويده على عادات المجتمع وتقاليده. فهي التي تعبر عن مختلف تقاليد المجتمع وقيمه ونماذج الحياة والتفكير التي لا تنقل إلى الطفل بصورة وراثية، بل بواسطة التفكير الثقافي. وهذا يعني أن الطفل مند ولادته يكون في حاجة إلى التعلمات التي تمكنه من امتلاك الأدوات الثقافية اللازمة لتطبيعه واندماجه الاجتماعي. ومن الطبيعي جدا أن تشكل الأسرة البيئة القوية التأثير في نمو الطفل. وبهذا المعنى يمكن الحديث عن تربية اسروية ليست منعزلة عن ثقافة الأسرة والمجتمع ككل.
إن التربية التي تقوم على العنف والتعسف، والقهر، والتسلط، ومصادرة الحرية هي أقصر الطرق إلى تحطيم الفرد، وتدمير المجتمع، كما أنها تخنق حرية الطالب/التلميذ والمعلم معا، فالتربية في المغرب تعاني "أمراضا" مستعصية تتمثل في مشكلات كثيرة، وتحديات كبيرة، وأزمات حقيقية تعيق مسيرتها وتقف حجر عثرة أمام تحقيق أهدافها، وتعد السلطوية من أهم تلك الأمراض التي يعانيها الجسم التربوي المغربي المثخن بالجراح، لأن معظم المشكلات والتحديات والأزمات التربوية المغربية ليست إلا من أعراض ذلك المرض، أو من نتائجه.
ولذلك يأتي هذا البحث محاولة لإلقاء الضوء على مظاهر السلطوية في التربية المغربية ونتائجها.
2 السلطوية في التربية
التربية تسعى إلى تفجير طاقات الفرد، بينما يعمل القهر على قتلها وتهدف التربية إلى بناء شخصية الإنسان بشكل شامل، ومتكامل، متوازن في حين أن الاضطهاد ينتج شخصية ضعيفة، ومشوهة، ومضطربة، وغير متوازنة وتضع التربية نصب الأعين إعداد الفرد المفكر، والمبدع، والمتفوق أما الاستبداد فيؤدي إلى تقويض مهارات الإنسان، وشل قدراته، وتعطيل طاقاته، والحد من إبداعه، إذا فإن الوعي بالسلطوية في الميدان التربوي خطوة مهمة نحو التخلص منها، وتحرير الفرد والمجتمع.
ومن هنا تكمن ضرورة تسليط الأضواء على السلطوية بوصفها ظاهرة سلبية في التربية المغربية، تمهيدا لفهمها ومحاصرتها والقضاء عليها، وهي خطوة ضرورية لخلق مجتمع متماسك، فاعل، قادر على مواجهة التحديات.
إن السلطوية ظاهرة تتفشى في كثير من نظم التربية والتعليم في الوطن المغربي، فتعمل على الحد من كفايتها وفاعليتها، وتسهم في إعاقة تحقيقها أهدافها، فالجو الذي يسيطر على عدد كبير من المؤسسات التربوية المغربية هو جو الكبت الفكري، الذي يعمل على تعطيل طاقات النمو، ويؤدي أحيانا إلى رفض الطالب لتلك المؤسسات، والتي تستخدم وسائل القوة ومن صورها الشدة والعقاب، وإلقاء الأوامر، والتهديد، والتوبيخ، والإحراج والعنف والتمييز، والحرمان من الحقوق، ومصادرة الحركة وعدم مراعاة إنسانية الإنسان.
وتعد الأسرة من أهم مصادر السلطوية في المجتمعات المغاربية التي عملت أحيانا كأداة لتخليد التسلط الاجتماعي من خلال تنشئة الأطفال على الخضوع والتبعية، وتربية الأفراد على أساليب قمعية وتعسفية، فالأسرة هي الرحم الذي ينشأ فيه الفرد، وينمو ويكتسب ثقافته، ويشكل شخصيته، ويستمد سلوكاته، وكثيرا ما يكون الفرد مثل عائلته، التي غالبا ما تكون هي أيضا مثل مجتمعها لأنها تشكل مجتمعها مصغرا، وتستمد التربية الأسرية أسسها ومبادئها من التنشئة الاجتماعية، وبالتالي إن النموذج المرغوب فيه للطفل هو الطفل المنقاد والخاضع لأوامر الكبار ونواهيهم، والذي لا يعارض أو يناقش الأسرة حتى في أدق شؤونه، وقد انعكس ذلك على تصور المدرسة للطالب المثالي الذي أصبح هو ذلك الشخص الذي يتفرغ لدراسته ويقبل ما فيها ويحترم المسافة بينه وبين معلميه، ويطيع أوامرهم ويمتثل لتوجيهاتهم ولا يجرؤ على مناقشتهم، فضلا عن الاعتراض عليهم. ومن مظاهر التسلط الأسري في الوطن المغربي منها: شيوع قيم التسلط والعنف في النسق التربوي للأسرة المغربية، واستخدام أساليب التهديد والوعيد من الكبار ضد الصغار، واعتماد كثير من الآباء والأمهات على أسلوب الضرب المباشر ضد الأطفال والتأنيب المستمر الذي يستخدمه أفراد الأسرة مع الأطفال، والأحكام السلبية التي يصدرها الأبوان ضد الأطفال، وضبط سلوك الأطفال من خلال التخويف عبر سرد قصص خيالية تفوح منها رائحة الموت، والذبح، والحرق، والإرهاب...الخ.
3 آثر التربية السلطوية على الطفل
إن التسلط على الطفل يقود إلى نتائج سلبية وخيمة منها:
1-انخفاض التحصيل الدراسي
2-الاكتئاب
3-الشعور بالذنب
4-الخجل
5-اختلال الصورة الذاتية
6-العزلة
7-ضعف الثقة بالنفس
8-اضطراب النوم
9-ضعف التركيز
10-الشعور بالعدوان المضاد
11-التحول نحو الإجرام
وبعد أن يتعرض الطفل لهذه الممارسات التعسفية السلبيات أو بعضها ويصبح مضادا للأسرة والمجتمع، تزيد الأسرة من رفضها له، وعنفها ضده، مما قد يقوده إلى الإدمان، أو الإجرام،. كما أن تنشئة الأسرة التسلطية تضعف تحقيق الطفل لذاته، فلا تمكنه من إتباع حاجاته كما يحسها بنفسه وتؤدي إلى تشكيل شخصية ضعيفة مرتعبة تخشى السلطة وخجولة لا تثق بنفسها ولا بغيرها، وغير مستقلة تعتمد على غيرها، وعدوانية تعددي على ممتلكات الآخرين. كما أن أغلبية الجانحين قد ينحدرون من الأسر المتسلطة وأن المشكلات السلوكية تزداد لدى أبناء الوالدين المتسلطين.
ومن أهم السلبيات التي تنتج عن السلطوية الأسرية التي تقوم على القسوة، وإنكار الحرية، والعقاب البدني ما يلي:
أ-تنمية النزعة الفردية والأنانية عند الأطفال؛
ب-فرض الخضوع، وزرع الخوف، وإكساب الشعور بالضعف، والذنب والعجز، والنقص، وعدم الثقة بالنفس؛
ت-انطواء الفرد وانزواؤه، وربما انسحابه من ميدان الحياة الاجتماعية؛
ث-صعوبة تكوين شخصية مستقلة؛
ج-إضعاف قدرة الفرد على التعبير عن النفس؛
ح-كره السلطة بشكل عام، وسلطة الوالدين بشكل خاص؛
خ-انتقال التسلط إلى الأبناء والبنات الذين يميلون إلى امتصاص أنماط السلطة التي يمارسها آباؤهم وأمهاتهم، ويكتسبون منهم معظم أدوارهم الخاصة بالسلطة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التربية داخل الاسرة .. تفاعل نفسي واجتماعي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دواوين الثقافية و الأدبية :: القسم الإجتماعي :: المنتدى الإجتماعي-
انتقل الى:  
أركان منتديات دواوين الثقافية و الأدبية