هناك قرارات صعبة لكنها صائبة .. و هناك أوقات سعيدة لكنها غير دائمة و هناك أمور سيئة تحدث بحياتنا لكننا نفعل مثلها لغيرنا دون شعور .. و هناك أقاويل و كلمات نسمعها تروق لنا و لا تعجب الناس .. وأفعال و سلوكيات يزاولها الناس تزعجنا .
حين نرى تقلب الأمور ، و تناقض الأشياء ، و حين نشعر بطعم المرارة التي تسقيها الأيام في عروقنا ندرك و نؤمن أنه ما كانت لتكون الحياة بهذه الصورة وعلى هذا المنوال إلا لحكمة لا نعلمها أو لأننا لا نستطيع أن نصل بعقولنا لمعنى الحياة المتضارب ..
هل نحن في هذا العالم نحيا و ننمو ثم نموت فقط .. أم يكون لوجودنا شروط تكون الأيام مسرحا لها ؟ ليس غريب لو قال أحدهم إذن لم يعجبني الدور و لا أريد أن أوجد لأعيش تلك الشروط و الأسباب .. ولكن ما كانت لنا الخيرة في أمر ، هذا هو الأصل .. وشعورنا باليأس لا يعني أننا أشقياء ولكن لأن صعوبة تحمل الأشياء من اللوازم التي إن وجدت استطعنا أن نميز الخطأ من الصواب ..
أعلم أن الحياة صعبة في تقبل مواقفها ، و أعلم أن الاقتناع بحال من الأحوال الغير العادية بأيامنا أمر ثقيل الاحتمال . وأعلم أن كل الأشخاص الذين ننتظرهم يبطئون في الوصول إلينا ، وأعلم حقيقة نفسي و أدرك أنه ما كان ليقدرني أحد يراني كما يريد لا كما أبدو .. وأعلم أن الأوقات و الساعات التي يصرفها بعيدا عنا من نحبهم ، لسنا مخيرين سوى أن نتمنى لقاءهم صدفة .. وأعلم أن الحلول موجودة لكنها تزداد بعدا ما دمنا لا نِؤمن بها و ما دام معنا أناس يرون الأشياء لا تحتاج سوى أن نقبلها كي تقبلنا ..
وأن الأحلام التي نراها .. لا تعني أكثر من قصص نعيشها و أدوار نحترفها في باحة الخيال .. وليس الأمر بأيدينا ، وأني تعلمت أن أبتسم في عكس مشاعري وأن أمرح و ألعب خارج رغبتي ..
وليس شيء في حياتي .. ينسيني إلا أن أتابع المسير ، وفي الحكاية فصول تتشابه أحيانا و هذا أملي ..
يقولون بالحكايا و الآثار أن الأبطال عادة تكون لهم أحلام و آمال خارقة و غير عادية ، ويكون من هاته الأحلام أن يتخذها القراء أو المشاهدون مبتغى يركضون وراءه ، لأنه و كما بدا لهم قد أدخل السعادة في قلوب أبطال تلك القصص و الحكايا .
لكن هل على كل حالم أن يتمنى أشياء ساعدت على إدخال البهجة لحياة غيره ، هل حقا بإمكان حلم واحد أن يبهج العالم لو تحقق ؟؟
إذن فالأحلام ليست أشياء فردية ، بل أمور قد تتكرر و بنفس التفاصيل لدى الكثير من البشر .[u]