راءة نقدية في كأس الغرام لشهيدة لخواجة
كأس الغرام
شهيدة لخواجة
أعشق الحب *** أعشق الغرام
أعشق العشق *** أعشق الهيام
أغنية الصبا في كل حين
والهتاف يعدو
وأنا أعدو
أبحث عن حنين
فيا كأس الغرام اسكب
لي منك نقيطة
تبدد ما بي من
وحشة وغيظة
تنير حياتي لألقى
حبيبي لحيظة
لا تسخر مني يا كأس
لطالما قبلتك شفتاي
وفي كل مرة
لا تسلم الجرة
وفي كل مرة
تحن أناملي لإلتقاطك
وفي كل مرة
أحن للقياك
فيا كأس الغرام اسكب
لي منك نقيطة
صدرت اختنا المبدعة شهيدة لخواجة قصيدتها بانها عاشقة باضافة الفعل اعشق الى نفسها وتكرار اللفظة اعشق في مستهل الكلام اربع مرات من اصل ثمانية كلمات في رباعية بديعة وكان الشاعرة تصيح يا ناس اني اعشق. والجميل الذي اثارني اكثر هو ان الكلمات الاربع الاخرى من اصل الثمانية هي مرادفات كلها للفظة العشق مع اختلاف في درجات هذا العشق في كل لفظة وهذا يؤكد تلك اللهفة للحب والغرام والهيام والعشق لدى شاعرتنا هذه اللهفة وهذا الاطراد ولد كلمة اخرى في القصيدة وهي اغنية الصبا والبحث عن الحنين وكل هذا يصب في نهر الحب والعشق والغرام لذلك نجد عدو الكلمات بالهتاف وهو ما ذهبنا اليه في اول تحليلنا بتكرار الالفاظ الدالة على الحب وتراصها في كثافة بلاغية متمازجة ومتساوقة وبدون فواصل او روابط يجعل الامر على شكل صراخ ونحيب وهتاف و………. ان هذا كله يحيلنا على صورة ذهنية يمتزج فيها الشوق والتوق بالبحث والتنقيب والهتاف والمناداة في لهفة وظما وعطش لذلك تصبح الصورة الطبيعية لسياق القصيدة هو الارتواء . فلانعجب اذن اذا راينا شاعرتنا بعد هذا تتحدث لنا عن كاس وتخاطبه لارتباط الكاس بالشرب والارتواء وهي الظماى للحب وهي المتلهفة للعشق وهي العطشى للغرام وهي الصادية للهيام.تكامل الصورة لحد الان جعلنا نتلهف مع الشاعرة باسلوبهاا السردي مع استعمال عنصر التشويق الى البحث عن النهاية وكاننا نساور قمم جبال شماء في قصة تروي قصة عاشقة ظماى لكاس الغرام بل نقيطة منه في زمن الشح والجذب زمن الكراهية والتنكر للمعنى الرومانسي الجميل للحب.واستعمال الشاعرة وهي تخاطب كاس الغرام لكلمة وحشة لها دلالة قوية على غربة الشاعرة واستيحاشها في وحشة الانفراد في هذا الزمن الذي اصبح فيه الحب مجرد كلمات عابرات او لحظة لذة جنسية يقضيها الوحش الكامن في اعماق البشر. وربما استعملت كلمة غيظة لنقمتها على هذه الوحشة او على الواقع او عليهما معا.استعمالها كلمة نقيطة وهو اسلوب تصغير يفيد هنا التحبيب يدل كذلك على ندرة الحب حتى تطلب منه مجرد نقيطة فهي لاتطلب الكثير انها القناعة في زمن الشره وكذلك العاشق الرومانسي يرضى بالقليل شريطة ان يحصل عليه فقناعة القلب حب.ولكي تكون منسجمة في ادائها عمدت الشاعرة الى التصريح بدل التلميح بالهدف من هذه النقيطة التي ستروي ظماها وتبدد وحشتها الا وهو ان النقيطة للحيظة فكان هذه الكفاية الاقتصادية حتى على مستوى العشق انها تختار النقيطة ولاتحتاج الا لتلك النقيطة من اجل ما يساويها ويعادلها وهو لحيظة لقيا الحبيب انه جمال متسق اخاذ.ثم تعيد الحكي بعد ان خاطبت الكاس وطلبت منه النقيطة لتحوله لقصة اخرى بحسن تخلص بديع لتحيلني انا القارئ الى حكايتها مع الكاس نفسه ذاك الذي قبلته شوقا وكل مرة لاتسلم جرتها في الانجذاب اليه ولا اخفيكم انني كنت اظن ان الشاعرة شهيدة ستقع هنا في خطا فادح لو انها استعملت كلمة تفيد انها رشفت او ارتوت من هذا الكاس فلو فعلت لحطمت كل الصور الشعرية التي بنتها لكنها كانت اكثر صدقا عندما استعملت الفاظا من قبيل التقبيل والالتقاط والحنين لكنها لم تستعمل قط لفظة تدل على انها شربت او ارتوت فهي عذراء القلب تنتظر ان ترتوي من كاس الغرام لتؤكد على انها لازالت تنتظر منه ان يسقيها نقيطة.هذه القصيدة كثر فييها حرف الحاء والحاء وان كان من حروف الاظهار وحروف الحلق غير انه رمز قوي للحب لذلك نجد موسيقى منسجمة في ايقاعات القصيدة لانها صيغت من حروف قريبة من بعضها البعض كالحاء والغين والعين بالاضافة لحرف الشين وهو من حروف التفشي لقد وفقت يا شهيدة بان تكوني شاعرة منسجمة مع قصيدتها ومع نفسها ومع حروفها فهنيئا لك.مع تحيات اخوك رشيد ايلال.متى ماكنت واضحة في كلماتك الا وكنت اوضح في نقدي.
رشيد ايلال